ترجمات عبرية

هآرتس: نتنياهو استسلم للجهاد اليهودي

هآرتس 18-5-2023، بقلم اوري مسغاف: نتنياهو استسلم للجهاد اليهودي

غريب الأطوار الذي يسمى بنيامين نتنياهو شوهد هذا الأسبوع في عسقلان وهو يوزع حبات الفلافل على المارة. بعد ذلك، غرد في تويتر حول تأثره من “الشمس” و”دفء الناس”، وكأنه عالم أنثروبولوجيا إنجلوسكسوني جاء للتحقيق في بلاد الشرق. مستوى انقطاع رئيس الحكومة الإسرائيلي مخيف. فهو يستطيع أن يثرثر حتى اليوم التالي حول إخضاع “الجهاد الإسلامي” (“غيرنا المعادلة”) في نهاية مناوشة عديمة الجدوى من السماء لمدة أسبوع تقريباً، مع منظمة صغيرة ليس لها سيطرة على الفلسطينيين، ولا تشكل أي خطر وجودي على إسرائيل. على الفور، عند انتهاء العملية، توجه للتوقيع على شهادة وفاة الدولة، المتمثلة بميزانية السرقة والأموال الائتلافية لرشوة مساعديه الحريديم والحريديم القوميين.

إسرائيل ببساطة لا يمكنها مواصلة العيش بهذه الصورة. كل شيء سينتهي بعد بضعة عقود. هذا موضوع يتعلق بأرقام ورسومات بيانية، وليس آراء. تطوير وتشجيع مجموعة كبيرة من السكان، غير إنتاجية وليس لها أي دافعية أو قدرة على الاندماج في سوق العمل، سيؤدي إلى نهايتها. البروفيسور دان بن دافيد، يصرخ منذ سنوات. وينضم إليه كبار الموظفين في وزارة المالية مع تنبؤات قاتمة إزاء الميزانية الجديدة والأموال. لن يتمكن أولادي من العيش هنا. أحفادي في المستقبل سيولدون في مكان آخر. تحت زعامة رئيس الحكومة أريئيل شارون، قلص وزير المالية في حينه، نتنياهو، المخصصات والمنح للحريديم كي ينقذ مستقبل الدولة. وبعد عشرين سنة، قرر بشكل متعمد تدميرها.

السياسيون الحريديم والحريديم القوميون هم الجهاد اليهودي، بابتزازهم ومسيحانيتهم يشكلون تهديداً وجودياً مؤكداً على إسرائيل، ومن يقف على رأسها استسلم لهم بدون معركة. المعادلة أمام الجهاد اليهودي تغيرت بالتأكيد. فهم يحصلون على كل ما يريدون، وبكل وقاحة يستمرون في المطالبة بالمزيد. أدركوا بأن من يقف أمامهم لا يهمه إلا بقاؤه الشخصي والعائلي والقانوني. لا يمثلون إلا 32 مقعداً من بين الـ 120، لكنهم يركضون مثل من تملكهم الذعر لاستعباد دولة بأكملها. الجمهور المنتج مطلوب منه تمويل شبكات تعليم خاصة بالمليارات، وتقديم كوبونات الغذاء والمطاهر، وعدد كبير من المدارس الدينية ورواتب لطلابها، كي يتعلموا فيها الغمارة بدلاً من إعالة أنفسهم وغيرهم. كل هذا يضاف إليه مخصصات للأولاد بدون قيود إعفاء من الخدمة العسكرية والمدنية. هكذا تقرر دولة ديمقراطية وحديثة الانتحار.

الوزراء وأعضاء الكنيست في الأحزاب الحريدية والحريدية القومية لا يدركون إلى أي درجة هم يُكرهون ناخبيهم في “إسرائيل الإنتاجية” التي تؤدي الخدمة العسكرية. في موازاة ذلك، يحكمون عليهم وعلى أحفادهم بالعيش في فقر وجهل. هذا سينتهي بشكل سيئ. الاحتجاج الذي سيندلع لن يكون حول قانون الأرنونا كما أن احتجاج الأشهر الأخيرة لم يكن على فقرة الاستقواء. إسرائيل الليبرالية الديمقراطية استيقظت، حتى لو كان هذا بتأخير كبير. هذه سرقة لا يمكن قبولها بخضوع. والأغلبية المطلقة في أوساط مصوتي الليكود لا يريدون العيش في دولة شريعة. التضخم المتزايد وارتفاع الفائدة نشعر بهما، وسيصلان أيضاً إلى القلب والبطن. ليس بالصدفة أن يقود احتجاج البلديات رؤساء مدن مثل بيبس وبنتلون وشاما – هكوهين، الذين هم من صلب الليكود.

السياسيون الحريديم والحريديم القوميون يعيشون في فيلم، يسرقون وينهبون الخزينة ويثرثرون عن “كهرباء حلال” ويقومون بشل الأعمال في البنى التحتية للقطار في أيام السبت. في نهاية الأسبوع، ربط سموتريتش بين الشلل وإغلاق “نتفيه ايالون” في المظاهرات. وقال إسحق غولدكنوفف بأنه إذا لم توقف الحكومة الأعمال، فإن من سيفعل ذلك هو قوة عليا. تجمع المجانين هذا مسؤول عن لجنة المالية ووزارة المالية ووزارة الإسكان ووزارة الداخلية ووزارة الصحة. ولكن لا توجد أمامهم قبة حديدية ولا جدوى من الاحتجاج ضدهم. العنوان الوحيد هو “ملاك التخريب” نتنياهو، ووزراء الليكود الذليلون الذين يخربون الدولة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى