ترجمات عبرية

هآرتس: مِن قتل أبو عاقلة إلى قتل الأطفال الخمسة في غزة: جيش التلفيق الإسرائيلي

هآرتس 2022-09-08، بقلم: أسرة التحرير

احتاج الجيش الإسرائيلي أربعة اشهر من الالتواءات كي يعترف بما كان واضحا بما يكفي غداة الحادثة: أصيبت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بنار الجيش الإسرائيلي. بعد أن ألقت تحقيقات شبكة “الجزيرة”، ومفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وشبكة الـ”سي.ان.ان”، و”نيويورك تايمز” وآخرون المسؤولية عن القتل على الجيش، فإن الجيش أيضا في تحقيقه توصل إلى استنتاج مشابه، واعترف أخيرا بأن أبو عاقلة أصيبت – باحتمالية عالية – بنار جندي.

قطعت روايات الجيش الإسرائيلي طريقا طويلة من النفي إلى الاعتراف. في اليوم الذي قتلت فيه، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، ران كوخاف، إن “المسافات تبين أنها أُصيبت على ما يبدو بنار فلسطينية، لكني أقول هذا بحذر، إذ إننا لم ننه الفحص بعد”. بعد يومين، قالوا في الجيش الإسرائيلي، إنه يحتمل أن تكون الصحافية أُصيبت بنار الجيش، لكنهم تحفظوا وأضافوا، إنه “لا يمكن تحديد مصدر النار التي قتلت بها”. والآن، حسب نتائج التحقيق، فإنها قُتلت، باحتمالية عالية، من قبل جندي من وحدة المستعربين “دوفدفان” اطلق النار عليها بالخطأ من وراء فوهة إطلاق النار في سيارة محصنة من طراز دافيد عبر بندقية رصاص مزودة بموجه تلسكوبي.

اعتراف الجيش الإسرائيلي ليس كاملا، وليس فيه تحمل مسؤولية حقيقية. لا يستبعد التحقيق إمكانية أن تكون أبو عاقلة أصيبت بنار فلسطينية، ولن تفتح النائبة العسكرية الرئيسة تحقيقا شرطيا ضد من اطلق النار عليها. ومع ذلك، فإن الاعتراف مهم على خلفية محاولة الجيش اتهام الفلسطينيين بالمسؤولية عن موتها، والتملص من خلال روايات مخففة للحقيقة.

هذا هو سجل إنهاء مناسب لولاية رئيس الأركان، أفيف كوخافي، الذي تبنى الجيش الإسرائيلي تحت قيادته سياسة الأكاذيب في وسائل الإعلام. فالمعاملة الشوهاء للصحافيين وصلت حتى ما بدا ظاهرا تضليلاً حقيقياً أثناء حملة “حارس الأسوار” حين أطلعت وحدة الناطق بلسان الجيش المراسلين الأجانب (وليس وسائل الإعلام المحلية) بأن قوات برية تدخل إلى غزة. ورغم أن هذا كان خطأ جسيما، حسب الجيش، هناك من يعتقد بأن الأمر تم عن قصد، بهدف أن تصل المعلومة إلى “حماس” وتدفع قادتها إلى الاختبار في “المترو” قبيل هجوم سلاح الجو. في حملة “بزوغ الفجر” أيضا حاولوا في الجيش الإسرائيلي السماح للجمهور أن يفهم بأن خمسة قاصرين قتلوا في اليوم الأخير للحملة في غارة لسلاح الجو كانوا ضحايا إطلاق صاروخ فاشل من “الجهاد الإسلامي”.

ينبغي الأمل في أن يفتح رئيس الأركان الجديد، هرتسي هليفي، صفحة جديدة في كل ما يتعلق بالعلاقات مع وسائل الإعلام، ويصلح الضرر الذي ألحقه كوخافي في هذه العلاقات، وبالتالي بمصداقية الجيش الإسرائيلي. هذه فرصة أيضا لوزير الدفاع، بيني غانتس، للتنكر لهذه السياسة المفسدة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى