ترجمات عبرية

هآرتس – ميراف ارلوزوروف تكتب – نتنياهو فشل في كل الاهداف التي وضعها لنفسه،لماذا يواصل الجمهور الوثوق به

هآرتس-  ذي ماركر – بقلم  ميراف ارلوزوروف  – 23/3/2021

” حتى قبل الكورونا فشل نتنياهو في تحقيق حلمه في جعل اسرائيل دولة من الدول الـ 15 الافضل في العالم. اسرائيل لم تتقدم أبدا في الـ 12 سنة من حكمه. ونتنياهو سيحاكم في التاريخ على أنه رئيس الحكومة الاكثر قولا والاقل فعلا. الى متى سنفضل الكاريزما على القدرة على الفعل “.

بنيامين نتنياهو يأتي الى الانتخابات الرابعة وهو محمول على نجاح عملية التطعيم. بذكاء كبير، رئيس الحكومة سينسب نجاح عملية التطعيم له هو نفسه فقط، وهذا فيه درجة من العدل. حسب فهمنا للامور التي قالها مدير عام شركة “فايزر”، البرت بورلا، في المقابلات التي اجراها مع وسائل الاعلام في اسرائيل، فان نتنياهو اقنع بورلا بتحويل اسرائيل الى دولة نموذج لفايزر. بذلك هو ضلله (حتى في الفجر)، وبهذا سوق له جميع مزايا اسرائيل: دولة مثل جزيرة صغيرة، لديها ثقافة تطعيم جيدة، وبالاساس لديها صناديق مرضى تعرف كيفية تنفيذ عمليات لوجستية كبيرة، وتوجد لديها انظمة معلومات متطورة تتابع كل من يتم تطعيمه، اضافة الى الثمن المرتفع الذي دفعته اسرائيل، كل ذلك كان كافيا لاقناع بورلا بأن يراهن عليها. رهان اثبت نفسه.

لا شك أن نتنياهو ادرك اهمية التطعيمات، وبالاساس ادرك الافضليات النسبية لاسرائيل. وذلك استثمره بواسطة قدرة التصويت العبقرية لديه، وحصل لاسرائيل على موافقة فايزر على تحويلنا الى دولة نموذج. اذا كان يوجد توقيت حاسم فيه قدرة نتنياهو التسويقية تمكنت من انقاذ اسرائيل، فقد كان هذا هو التوقيت المناسب. ومن الجيد أن الامر هكذا.

هذا الانجاز المهم يجب أن نقوم بتأطيره جيدا: عظمة نتنياهو كانت في ادراك افضليات اسرائيل وتسويقها بشكل جيد لبورلا. ولكن الافضليات نفسها لم يساهم بأي شيء لها. منذ العام 2009، السنة التي وصل فيها نتنياهو الى حكمه المتواصل، لم يتم اجراء أي تغييرات هيكلية جوهرية في جهاز الصحة. القليل من التغييرات تم اجراءها في فترة وزيرة الصحة ياعيل جرمان، التي سارع الى اقالتها عند اسقاط الحكومة المشتركة بين الليكود ويوجد مستقبل في 2015، لكن هذه التغييرات ايضا ليست هي التي وفرت القدرات النادرة لصناديق المرضى.

اذا كانت افضليات جهاز الصحة بشكل عام وافضليات صناديق المرضى بشكل خاص يجب عزوها لمباي التاريخي، الذي اقام صناديق المرضى كأنظمة تشاركية، ولحاييم رامون الذي قام باصلاح الجهاز في 1994 وحوله الى جهاز صحة حديث.

نتنياهو في الـ 12 سنة من حكمه المتواصل لم يحرك أي ساكن ولم يفعل أي شيء من اجل اعطاء اسرائيل الافضلية الاستراتيجية العظيمة لجهاز صحة جيد جدا.

هذا يتلاءم مع انجازات نتنياهو – عبقري في التسويق، رجل الحملات الافضل في العالم، لكنه مدير بائس. وهو نفسه يشهد على ذلك. في العام 2010، بعد سنة على انتخابه، رسم نتنياهو حلمه لاسرائيل: تحويلها خلال 15 سنة الى احدى الدول الـ 15 الافضل في العالم من ناحية ناتج الفرد فيها. وهو حتى قام بتفصيل الخطوات التي يجب اتخاذها من اجل تحقيق هذا الحلم: الحفاظ على الانضباط في الميزانية والهدف المحدد للعجز؛ خفض الضرائب، وبشكل خاص خفض ضريبة الشركات في اسرائيل الى 18 في المئة؛ الاستثمار في التعليم والبنى التحتية والمواصلات والمياه ووسائل الاعلام؛ تقليص تدخل الحكومة في الاقتصاد بواسطة تخفيف عبء التنظيم.

بعد 12 سنة على ذلك، يمكن اجراء تدليل: الانضباط في الميزانية لم يتم الحفاظ عليه؛ وهدف العجز المحدد تحول في السنوات الخمسة الاخيرة الى نكتة؛ الضرائب لم تنخفض؛ الاستثمار في التعليم لم يحدث؛ الاستثمار في البنى التحتية حدث ولكن في نطاقات غير مرضية؛ وتقليص عبء التنظيم كان بمستويات غير مرضية. التدليل الاساسي كان أن اسرائيل بالطبع لم تتقدم على الاطلاق في انجاز هدف أن تكون احدى الدول الـ 15 الافضل في العالم من ناحية الناتج للفرد. فعليا، الناتج للفرد في اسرائيل هو في اضمحلال، مقارنة مع المتوسط في الدول المتقدمة منذ العام 2015. ولا يوجد أي سبب للافتراض بأن سنة الكورونا قد غيرت هذا الاتجاه.  باختصار، منذ الثمانينيات (بيانات محدثة مؤخرا موجودة عن العام 2018)، 40 سنة متواصلة واسرائيل مصنفة في المكان 22 – 23 بالنسبة لناتج الفرد فيها في العالم. نتنياهو في الـ 12 سنة من حكمه المتواصل لم يدفعنا قدما حتى بمكان واحد في التصنيف.

عقد ضائع

الحلم باختصار لم يتحقق. نتنياهو وعد بدفعنا قدما الى المكان الـ 15 في العالم، لكنه لم يعد بالوفاء بذلك. عمليا، هو ايضا لم يحاول الوفاء بذلك. نتنياهو، السيد اقتصاد، يعرف جيدا المشكلات التي تعيق المجتمع في اسرائيل – الاصوليون، العرب، الانتاج المنخفض، رأس مال بشري متدني – لكن ذلك لم يجعله يسعى الى حل هذه المشكلات.

في الـ 12 سنة من حكمه هو لم يجر أي اصلاح في جهاز التعليم. وبهذا اضاع عقد كامل في معالجة مشكلات رأس المال البشري عندنا. في الـ 12 سنة من حكمه قام بعملية رائعة تتمثل في استثمار 10 مليارات شيكل في الوسط العربي، لكن في المقابل قام بابعاد العرب عن طريق قانون القومية وصنفهم كطابور خامس. في الـ 12 سنة من حكمه لم ينفذ أي تغيير هيكلي في علاقات الحكم المركزي والحكم المحلي في اسرائيل. في الـ 12 سنة من حكمه بدأ بتحسين أداء الحكومة، لكن بعد ذلك دخل الى جنون حملة الحكم وقام بتدمير كل قطعة جيدة في المهنية الحكومية. في الـ 12 سنة من حكمه لم يقم بتحسين أي شيء في الدفع قدما بالمجتمع الاصولي، بالعكس، هو خضع للاصوليين وجرهم الى هاوية، وجرنا نحن ايضا معهم.

ثمار الفشل الاداري المدوي لنتنياهو منذ العام 2009 قابله الجمهور الاسرائيلي في سنة الكورونا: الاقصاء وعدم الثقة من قبل المجتمع العربي، عدم حوكمة مطلق وغياب أي اعتبار في المجتمع الاصولي، عدم أداء وعدم مهنية حكومية، بخلاف مطلق للدول التي هي من بين الـ 15 دولة جيدة في العالم – جميعها دول لها حكومات قوية ومهنية ادارت ازمة الكورونا بواسطة مستويات مهنية وليس مستويات سياسية – اسرائيل انكشفت في سنة الازمة كدولة ضعيفة لديها عملية اتخاذ قرارات سياسية تقوم بخصي المهنية. بدلا من الدفع قدما باسرائيل الى نادي الـ 15 دولة الافضل في العالم، حول نتنياهو اسرائيل في فترة الكورونا الى دولة عضوة في نادي الدول الاقل واعدة.

في الاختبار الاقتصادي، الذي نتنياهو نفسه صاغه ووضعه، فان نتنياهو هو فشل واضح وقاطع. لا يمكن الاختلاف حول ذلك، وهاكم الحقائق. المشاعر الاقتصادية الجيدة التي سادت في اوساط الجمهور عشية ازمة الكورونا نبعت من ازدهار اقتصادي كان يوجد في كل العالم وليس فقط في اسرائيل، وايضا من ثمار خطوات تم اتخاذها في العقود السابقة، مثل خطوات مهمة قام بها نتنياهو كوزير للمالية. كل ذلك لم يكن له أي ذكر في العقد السابق.

منذ العام 2009 حافظ نتنياهو على الوضع ولم يفعل أي شيء تقريبا من اجل الدفع قدما باسرائيل. وليس بالصدفة أننا لم نتقدم في التصنيف النسبي – لم نفعل أي خطوة كان يمكن أن تحسن وضعنا بالنسبة للدول المتقدمة. بنظرة تاريخية، منذ عقدين، العقد السابق سيتم ذكره على أنه عقد ضائع، ونتنياهو سيتم الحكم عليه كرئيس الحكومة الاكثر قولا والاقل فعلا.

صحيفة “نيويورك تايمز” خصصت مقال للجد جو بايدن الذي يضحك على براك اوباما. كنائب رئيس عانى بايدن من معاملة مستخفة من قبل اوباما، الذي اعتبره جد عجوز وقام بابعاده عن بؤرة اتخاذ القرارات. فقط الآن، بعد شهرين على انتخابه، الجد جو يبقي الغبار لاوباما. اوباما امتاز بكاريزما، حماس، شباب، قدرة تسويق، حلم جارف، مظهر ممتاز، لكنه كان مدير ورئيس متوسط بصعوبة. يتبين بالتحديد أن الجد الرمادي بايدن، عديم الكاريزما والذي تنقصه الثقة بالنفس والمتلعثم، يظهر كرئيس قوي ويتخذ القرارات بلا تردد ويرسم استراتيجية قاطعة ويتقدم بشكل سريع الى الامام.

ايضا في اسرائيل توجد سابقة لذلك. أحد رؤساء الحكومة الاكثر رمادية الذين عرفناهم، الذي كان اقل اثارة للحماس، وعشية حرب الايام الستة ايضا تلعثم في بث مباشر في الراديو، يعتبر الآن أحد رؤساء الحكومات الجيدين في التاريخ. وهو ليفي اشكول بالطبع.

يتبين أن الكاريزما هي مستشار سيء جدا لانتخاب رئيس حكومة، وأن من ليست لهم كاريزما هم على الاغلب رجال الافعال الجيدين حقا. بعد 12 سنة من الفشل الاداري، وبعد الفشل المدوي في ادارة ازمة الكورونا، حان الوقت لتفضيل الفعل على الكاريزما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى