ترجمات عبرية

هآرتس – موشيه ليختمان – النزاع لن ينتهي بدون اتفاق في الحوض المقدس

هآرتس – بقلم  موشيه ليختمان – 15/12/2021

” بدون تسوية متفق عليها في الحوض المقدس لن يتم تحقيق أي تسوية سياسية للنزاع، وسفك الدماء في القدس سيستمر “.

كونفيدرالية، دولة كل مواطنيها، حكم ذاتي فلسطيني، دولتان في حدود 1948 أو في حدود 1967، فيدرالية، دولة واحدة بين البحر والنهر، دولة كل قومياتها – بدون تسوية متفق عليها في الحوض المقدس في القدس، الاساس المقدس في المدينة المقدسة للديانات الثلاثة، فان هذا النزاع لن ينتهي ببساطة. الحرم والمسجد الاقصى، حائط المبكى ومدينة داود، طريق الآلام وكنيسة القيامة، ولتسمح لي الاماكن المقدسة الاخرى التي يضيق المجال على ذكرها.

الحساب التاريخي بين الديانات الثلاثة عمره آلاف السنين، وكل واحدة منها يوجد لها حساب تاريخي مشبع بالدماء مع الديانتين الاخريين – حساب لا ينتهي، لو نجحت الحركة السرية اليهودية في تطبيقه حسب رؤيتها وتفجر المسجد الاقصى لكانت قد اندلعت حرب فظيعة، ربما حتى حرب عالمية دينية. المفاوضات السياسية الوحيدة التي طرحت فيها مسألة الحوض المقدس لنقاش حقيقي كانت في اقتراح اهود اولمرت على محمود عباس في 2008، عندما كان رئيسا للحكومة الانتقالية وادار المفاوضات السياسية مع تسيبي لفني، كما فصل الامر الوف بن (“هآرتس”، 26/6/2009)

اقتراح اولمرت كان تدويل المسؤولية على الحوض المقدس بدون سيادة سياسية واحدة، بما يشبه فكرة التقسيم للامم المتحدة من العام 1947. وبحسبه ستكون المسؤولية عن الحوض المقدس لنظام دولي بادارة الامم المتحدة. اولمرت اقترح ادارة لجنة متعددة الديانات والقوميات بحيث يكون اعضاء فيها كل من اسرائيل والاردن والفلسطينيين والسعودية والولايات المتحدة. هذه المفاوضات لم تصل الى أي مكان.

فكرة الحوار بين الاديان الثلاثة يسمع اليوم ساذج حتى اكثر من اغنية “ايماجن” لجون لينون، وفيها البيت الخيالي “آند نو ريليجن تو”. فكرة خيالية مشابهة اقترحها المهندس المعماري ايلي عطية: بناء ابراج مركز السلام في تل ابيب، كبادرة حسن نية لفكرة السلام بين الديانات الثلاثة: البرج الدائري – الهلال الاسلامي، والمثلث – نجمة داود الحمراء، المربع – الصليب المسيحي.

بدون حوار حول تسوية متفق عليها في الحوض المقدس لن يكون هناك أي احتمالية في المستقبل القريب للتوصل الى اتفاق سياسي. وبدون هذا الحوار، ومن خلاله محاسبة النفس لليهود، مثلا فيما يتعلق باقوال شمعون بار يوحاي مثل “الافضل من بين الاغيار هو القتيل”، و”الشعب وحده سيسكن ولا يهتم بالاغيار”، فان سفك الدماء في القدس سيستمر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى