ترجمات عبرية

هآرتس: من يعتقد ان الأمريكيين هنا لادارة غزة، عليه ان يعيد النظر في موقفه

هآرتس 24/10/2025، كارولينا ليندسمان: من يعتقد ان الأمريكيين هنا لادارة غزة، عليه ان يعيد النظر في موقفه

في الوقت الذي تصوت فيه الكنيست بالأغلبية على قوانين تطبيق السيادة على الضفة الغربية، حكومة إسرائيل تنقل طواعية سيادتها على أراضي داخل الخط الأخضر. النكتة التي تسمى كنيست إسرائيل تصوت على السيادة في “يهودا والسامرة”، وبنفس الدرجة يمكنها التصويت على تطبيق السيادة على المريخ، بينما تنشيء الولايات المتحدة مقر عسكري في كريات غات. إسرائيل تطبق سيادة وهمية على الضفة الغربية، بينما تطبق الولايات المتحدة سيادة فعلية على أراضي إسرائيل نفسها.

الكنيست يمكنها مواصلة لعبة التظاهر. ويمكن للمشرعين مواصلة إقرار القوانين، لكن هذه القوانين لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه، الا اذا كانت قوانين صحية أو شؤون محلية (متى كانت آخر مرة سنوا فيها قانون لمصلحة عامة الناس؟). ولمن كان لديه شك فيما اذا كانت السيادة حقا بيد الشعب، بواسطة ممثليه في الكنيست، مثلما ياريف لفين وسمحا روتمان قالا لنا في السنوات الأخيرة، جاء نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس وأوضح امس على صدى التصويت على فرض السيادة في الضفة، بان هذا لن يحدث. “اذا أراد الناس اجراء تصويت رمزي – هم يستطيعون ذلك”.

خلال سنوات تساءل اليمين الساذج: “لماذا تصوتون لليمين وتحصلون على اليسار؟”. ربما انه حان الوقت لاصدار طبعة جديدة: لماذا تصوتون للكنيست الإسرائيلية وتحصلون على الإدارة أمريكية؟.

انت تسمع ولا تصدق: نائب رئيس دولة أخرى يصف أعضاء الكنيست بـ “اشخاص” (!)، يجرون “تصويت رمزي” (!) حول قضايا خارج نطاق اختصاصهم. هذا هو انجاز اليمين المتطرف. في الواقع بعد التوبيخ سارع بنيامين نتنياهو الى اصدار امر بعدم الدفع قدما بمشاريع قوانين السيادة حتى اشعار آخر.

الامر الأكثر اثارة للشفقة هو انه عندما سئل فانس ما اذا كانت إسرائيل هي محمية أمريكية، أجاب بان وقف اطلاق النار يتطلب اشراف. “لكن ليس بمعنى الاشراف على طفل صغير”. ولكن لا توجد طريقة اكثر دقة لوصف الموقف من إسرائيل: طفل صغير يلعب بالتشريعات مع أصدقائه المتخيلين في اليمين المتطرف. يبدو ان فانس يؤيد “الابوة من اعلى”، التي تتجلى في القطار الجوي من جليسات الأطفال الامريكيات اللواتي ياتين لحضور نقاشات مجلس الوزراء المصغر (الكابنت) في وزارة الدفاع.

ما يحدث امام ناظرينا يمكن اعتباره توسيع لاتفاق أوسلو، لكن مع تغيير كان سيجعل اسحق رابين يتقلب في قبره، ويجعل موشيه ديان يفتح عينه الثانية. الى مناطق ب وأ وج التي تنظم السيطرة المدنية والأمنية بيننا وبين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ربما سنضطر الى إضافة في القريب مناطق د – مناطق تحت السيطرة المدنية والأمنية للسلطة الإسرائيلية داخل الخط الأخضر. ستسالون وبحق من هي هذه السلطة الإسرائيلية، وانا ساجيب باسف: هي ما كانت تسمى ذات يوم دولة إسرائيل.

الحقيقة هي ان إسرائيل لم تترك للولايات المتحدة أي خيار. ماذا قال امس دونالد ترامب؟. لقد قال “لو انني لم أوقف نتنياهو لكان سيواصل لسنوات”. سنوات ونحن نصرخ بان نتنياهو هو مخادع تاريخي. أخيرا أيضا الامريكيون عرفوا ان المشكلة ليست فقط “في الطرف الثاني”.

ان هوس اليمين بالسيادة وبشعار “الشعب هو السيد” لم يعبر عن القوة، بل عن العجز المطلق. هل أراد لفين إعادة السلطة الى الشعب؟. ربما للشعب الأمريكي. المهم هو تحييد المستشارة القانونية للحكومة. ومن يعتقد ان الأمريكيين يوجدون هنا فقط لادارة قطاع غزة، يجب عليه إعادة النظر في رأيه. فهم يوجدون هنا أيضا لادارة إسرائيل.

السؤال الكبير هو هل هذه فترة مؤقتة من “الإصلاح”، التي ستؤدي الى دولتين، كونفيدرالية، أو أننا في بداية عملية اكثر عمقا: ضم طوعي للولايات المتحدة، وربما تدويل، ليس فقط غزة، بل كل المنطقة بين البحر والنهر.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى