ترجمات عبرية

هآرتس: من مبنى في كريات غات، ستحاول الولايات المتحدة الحفاظ على انجازها

هآرتس 22/10/2025، ليزا روزوفسكي: من مبنى في كريات غات، ستحاول الولايات المتحدة الحفاظ على انجازها

مبنى جديد في المنطقة الصناعية في كريات غات اصبح في الاسبوع الماضي احد النقاط المهمة في الشرق الاوسط. بالذات في مدينة الضواحي قرر الامريكيون اقامة بدعم دول المنطقة، مركز تنسيق عسكري – مدني في محاولة للحفاظ على وقف اطلاق النار في قطاع غزة. ضمن امور اخرى، هم سيراقبون من هناك الاتفاق والقوة الاجنبية التي يمكن أن تبدأ عملها في غزة، وعلى ادخال المساعدات الانسانية الى القطاع.

المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في المكان نائب الرئيس الامريكي جاي دي فانس، دشن بالفعل هذه المنشأة. حيث وقف الى جانبه المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف والمبعوث جارد كوشنر وقائد قيادة المنطقة الوسطى الامريكية براد كوفر، فان فانس قضى هناك فترة بعد الظهر في الاستماع الى “احاطات استمرت لساعات من قبل رجال جيش امريكيين واسرائيليين”، كما قال احد المتحدثين باسمه.

اعلام المانيا، بريطانيا، كندا، الدانمارك والاردن تم وضعها على المنصة الصغيرة التي القى عليها فانس خطابه في حظيرة كبيرة وتمت تغطية الارضية فيها بالعشب الصناعي. اعلام اسرائيل والولايات المتحدة تم وضعها في وسط الساحة، لكن أي ممثل اسرائيلي لم يشارك في هذا الاحتفال. في المبنى تجول ضباط اسرائيليون وجنود امريكيون وحتى جنود بريطانيون. احد طوابق المبنى، كما اشارت لافتة من الورق تم تعليقها على احد الابواب مخصص للولايات المتحدة فقط، طابق آخر مخصص فقط لاسرائيل. المؤتمر الصحفي تم عقده في الطابق المشترك بين الدولتين والجيشين.

في حين ان اقوال الخطباء اظهرت ان مستقبل القطاع ما زال غامضا، فان حقيقة واحدة بقيت على حالها وهي ان الامريكيين يعتبرون وقف اطلاق النار الهش الذي تم التوصل اليه انجاز كبير، وهم لا ينوون السماح بانهياره. العشرون نقطة في خطة ترامب، التي تمت طباعتها على الواح من خلف الخطباء وكأنها الواح العهد المقدس. نائب الرئيس فانس، مثل الرئيس نفسه، رفض الاشارة في خطابه الى خط نهاية لنزع سلاح حماس. وحتى أنه اكد على أن اسرائيل ودول الخليج (القصد كما يبدو هو السعودية والامارات) يجب عليها التحلي بالصبر. 

الدول التي ستشارك في قوة الاستقرار الدولية، حتى الان غير موجودة. ترامب في الحقيقة بالغ أمس في شكر لاندونيسيا، الدولة الوحيدة المستعدة لتخصيص 20 الف جندي لهذه المهمة، ولكنه واجهه مشكلة في تجنيد دول اخرى لهذه المهمة، كما نشر امس في “نيويورك تايمز”.

بالتحديد الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تحمست لارسال قوات الى المنطقة، تركيا، تثير التخوف في اسرائيل. فانس قال انه لا توجد نية لفرض على اسرائيل قوات غير مقبولة عليها (على اراضيها)، لكنه اكد على انه يوجد لتركيا دور بناء في القطاع، حتى لو لم يكن عسكريا. في البداية فانس اراد التاكيد على ان اقدام الجنود الامريكيين لن تطأ غزة، ربما ايضا دول اخرى كانت تريد الاعلان عن ذلك، لكنها تخشى من الضغط الامريكي. 

ربما الجزء الاكثر غرابة في الخطط التي يفحصها الامريكيون هي نية البدء في اعادة اعمار اجزاء في القطاع التي توجد تحت الاحتلال الاسرائيلي الكامل. عندما سئل فانس هل تم فحص هذه الاحتمالية، اختار نقل الامر الى كوشنر، الذي اكد على ان هذه الاحتمالية يتم فحصها بالتاكيد. “توجد اعتبارات تجرى بشان المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الاسرائيلي. يجب ضمان ان يتمكن سكان غزة من العيش في مكان مزدهر وآمن”، قال صهر الرئيس الامريكي.

المعنى هو ان فكرة “المدينة الانسانية”، التي طرحت في الحكومة قبل بضعة اشهر، لم يتم التنازل عنها. بالتحديد في الاسبوع الماضي تحدثت شخصيات رفيعة في ادارة ترامب عن احتمالية “اعداد حياة مدنية لطيفة” في مناطق مثل رفح، النقية من حماس والتي توجد تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي. اذا كانت اعادة اعمار هذه المناطق قد خرجت الى حيز التنفيذ فان ذلك يمكن ان تكون له تداعيات كبيرة: هذا الامر يمكن ان يرسخ الوضع على الارض ويمنع الانسحاب في المستقبل للجيش الاسرائيلي من نصف اراضي القطاع،  أو أكثر، لسنوات طويلة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى