هآرتس: من غير الواضح اذا كانت اسرائيل قريبة من الحسم أو تكرار ما حدث في لبنان

هآرتس – عاموس هرئيل وينيف كوفوفيتش – 13/7/2025 من غير الواضح اذا كانت اسرائيل قريبة من الحسم أو تكرار ما حدث في لبنان
السؤال الرئيسي بعد جولة ليلية قصيرة في بيت حانون عشية يوم الجمعة، هو هل يوجد لهذه البئر قعر. هل المهمة الحالية للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة يوجد في نهايتها هدف واضح – وانه خلال عدد معين من الاسابيع والاشهر يمكن الوصول الى تدمير كامل للبنى التحتية لحماس؟. عندما نسال الضباط الذين تحدثوا معنا من لواء المظليين في الاحتياط 646 الذي معظمهم خدموا في السابق 300 يوم في الحرب فان الجواب واضح: الجيش الاسرائيلي ينتصر في الحرب، والاهداف يمكن الوصول اليها، وفي نهاية الحرب فان مستوطنات شمال الغلاف – من زيكيم وحتى سدروت ستكون آمنة أكثر، بيت حانون سيتم تدميرها بالكامل، الانفاق التي ما زالت تحتها سيتم تفجيرها، ورجال حماس لن يكونوا في هذه الاثناء في مرمى النيران التي تصل الى المستوطنات الاسرائيلية.
مسافة بضعة كيلومترات من هناك، في الجبهة الداخلية، النغمة السائدة في اوساط الجمهور، وبالتاكيد في الاستوديوهات، مختلفة كليا. فهناك تزداد الاسئلة حول الهدف والفائدة، خاصة بعد ان عاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من زيارته في واشنطن بدون تفاهمات حول صفقة التبادل. المفاوضات غير المباشرة مع حماس بقيت عالقة. يبدو انه طالما ان ستيف ويتكوف، المبعوث الامريكي الخاص، لم يسافر الى الشرق الاوسط من خلال اعلان واضح بان توجهه هو فرض اتفاق على الطرفين، سيكون من الصعب الحديث مرة اخرى عن انعطافة قريبة.
نشاطات القوات في غزة تتركز على الجهود التدميرية للجرافات والحفارات، حيث ان مهمة الجنود الرئيسية هي تامين هذه الاعمال. بين حين وآخر هم يتقدمون ببطء من خلال اطلاق النار من اجل تمكين دخول وحدات الهندسة الى مناطق حضرية جديدة. جولة راجلة مع المظليين في الاحتياط في بيت حانون تقريبا تعطي الشعور بالسير فوق القمر. كل المنطقة مظلمة باستثناء النقطة التي يتم فيها حفر الارض بهدف العثور على مسارات انفاق. في الخلفية تظهر فقط ظلال المباني المعدودة التي ما زالت قائمة جزئيا، مكانها. التقدم يجري بين الانقاض، اكوام الاسمنت والحديد.
السكان هربوا من هناك منذ اللحظة التي عاد فيها الجيش الاسرائيلي للهجوم في آذار. ايضا حماس لا تظهر للعيان. في الجيش الاسرائيلي يقدرون انه بقي في هذه البلدة 70 – 80 مخرب، بقيادة قائد كتيبة لديه تجربة نسبية، الذين يختباون في الاساس في الانفاق. هذا ما زال قتال من جانب واحد. حماس تقف لبضع دقائق فقط عندما تلاحظ وجود فرصة. هذا ما حدث في الاسبوع الماضي عندما ظهر رجالها بسرعة فوق سطح الارض ووضعوا حقل الغام، الذي قتل فيه اربعة جنود من كتيبة نيتسح يهودا وجندي في اللواء الشمالي في فرقة غزة واصيب 14 جندي. عندما تمت مهاجمة القوة لم يكن امامها هدف بالفعل لتطلق عليه النار.
حسب معرفة الجيش لا يوجد هنا مخطوفون. كل شيء يتركز على التدمير. مع ذلك تغيب اقوال التدمير والانتقام مثلما سمعناها احيانا في قطاعات اخرى. العمليات تتركز على قطاع اللواء؛ من ناحية رجال الاحتياط الهدف الذي القي عليهم استكمال معالجته هو بيت حانون، وليس الانفاق الدفاعية في مدينة غزة.
الكثير من المحادثات الليلية تطرقت الى العبء الكبير الملقى على العائلات في البيت، والتنازل الكبير الذي يقوم به كل جندي احتياط يختار المجيء الى هنا، ويبقي زوجته واولاده وعمله أو تعليمه خلفه. الضباط يتحدثون عن تحسن تكتيكي واضح مقارنة مع بداية الحرب: الجيش، حسب قولهم، تعلم كيفية العمل بنجاعة اكبر في داخل المنطقة الحضرية المكتظة، التي تم تدميرها في معظمها. من بين المتحدثين معنا كان هناك من اشتكوا من فقدان المعنويات، وقالوا ان الجنود يتصرفون بشجاعة منذ 7 اكتوبر، لكن الحديث الاعلامي عن اهداف الحرب يتجاهل ما ضحوا به وما حققوه.
الزيارة القصيرة في شمال القطاع ذكرت بالايام الاخيرة في المنطقة الامنية في جنوب لبنان في نهاية التسعينيات، التي تمكن البعض منا من تغطيتها. ايضا في حينه مال الراي العام نحو الانسحاب بذريعة ان العمليات استنفدت نفسها، في الوقت الذي صمم فيه القادة على انه ما زال هناك ما يمكن تحقيقه وان الجيش الاسرائيلي متفوق. اشخاص اقدم سيتذكرون نهاية حرب لبنان الاولى في الاعوام 1983 – 1984 قبل انسحاب اسرائيل الى خط نهر الأولي.
في حينه والآن يحلق في الجو سؤال ما هو الحسم امام منظمة ارهابية وكيف يتم تحقيقه؟ مع ذلك، بقيت في الخلفية ذكرى المذبحة التي تعقد النقاشات بشكل كبير جدا مقارنة مع النقاشات حول لبنان.
جدار الواقع
نتنياهو عاد من واشنطن بدون أي بشرى، وهو يواصل الوعد بالشيء ونقيضه – اتفاق قريب، لكن ايضا هزيمة حماس. استطلاع نشر في “اخبار 12” في نهاية الاسبوع الماضي اظهر نتتائج غير واضحة من بينها: 82 في المئة من الجمهور مع صفقة تبادل المخطوفين التي ستشمل انهاء الحرب، في حين انه فقط 12 في المئة عارضوا ذلك. بتسجيل محرر جيدا من لقاء بين نتنياهو وعائلات في الولايات المتحدة، سمع وهو يعلن بانه لن يفرط بـ “الحياة والامن في الغلاف وفي اماكن اخرى”، وكأن الامر لم يحدث في السابق في 7 اكتوبر. التفاؤل السائد هنا قبل اسبوع مرة اخرى تحطم على جدار الواقع. يبدو ان سبب ذلك يكمن في سلوك الرئيس الامريكي. فمن اجل ان يتم عقد صفقة يجب على ترامب ان يلقي بكل ثقله، لكن في هذه الاثناء لا يبدو (على الاقل تجاه الخارج) انه يستخدم ضغط كبير على نتنياهو. رئيس الحكومة ما زال ينجح في مناورة الرئيس من اجل غاياته.
طلبات حماس بقيت على حالها: انسحاب اسرائيلي واسع في الطريق الى انهاء الحرب مع ضمانات امريكية بحدوث ذلك، وان نتنياهو لن يستانف القتال كما فعل في شهر آذار الماضي. نتنياهو مرة اخرى عاد الى النغمة العنيفة التي تعد بتدمير حماس. هو يصمم على طلبين اساسيين لا يلتقيان مع الحد الادنى الفلسطيني وهما بقاء اسرائيل في جزء كبير من اراضي القطاع (على الاقل في الفترة المؤقتة، 60 يوم)، والسيطرة في محور موراغ ومنطقة رفح في جنوبه، هناك هو ينوي الدفع قدما بخطة “المدينة الانسانية”، أي حشر مئات الاف الفلسطينيين في منطقة فيها ظروف العيش غير محتملة قرب الحدود مع مصر.
يبدو ان رئيس الحكومة مرة اخرى يريد تفجير المفاوضات، هذه المرة بذريعة حاجة حيوية للبقاء في محور موراغ. في نهاية الاسبوع الماضي نشر تقرير مطول في “نيويورك تايمز”، اكد بالتفاصيل الدقيقة على ما كان معروف منذ زمن: هذه استراتيجية ثابتة لنتنياهو، التي يستخدمها بين حين وآخر منذ اكثر من سنة.
في خلفية هذه الامور يقف الخوف على بقاء حكومته. ايضا في قسم المقاعد فان الاستطلاعات غير مبشرة. الهجوم في ايران لم يثمر حتى الآن النتائج المامولة بالنسبة لليكود. حتى الذهاب الى صفقة مؤقتة يمكن ان يعرض للخطر التحالف مع شركائه في اليمين المتطرف. اذا كان سيكون اتفاق، هناك من يرون في اقوال نتنياهو الاخيرة فقط موقف لغرض المساومة، فانه سيكون كما يبدو في نهاية الشهر، حيث ستذهب الكنيست الى العطلة الصيفية، والخطر الفوري على سلامة الائتلاف سيتلاشى.
طالما ان ترامب لا يضغط عليه فان نتنياهو يعتبر نفسه معفي من الحسم بين الصفقة وبين استمرار الحرب. رفح تغمز لشركائه لأنها محطة حاسمة في الطريق الى تحقيق طموحاتهم الاكبر – طرد جماعي للفلسطينيين من القطاع واعادة الاستيطان. المجهول الكبير، بعد ترامب، هو رئيس الاركان ايال زمير. في اوساط الكثيرين في القيادة العليا في الجيش وخلافا للشعور السائد تزداد علامات الاستفهام. الدرس هو ان الضغط العسكري مهما كان كبير لا يقود حتى الان الى أي علامات على انكسار حماس. في داخل الانفاق، بقايا القيادة العسكرية المتعصبة في حماس لا تهتم بشكل خاص بحياة البؤس للجمهور الموجود فوق الارض. واذا كانت صفقة فانها مفضلة بالنسبة لزمير على استمرار نفس النشاطات التي يحاول الجيش بكل القوة عدم تسميتها “مراوحة في المكان”.
ان تمسك اليمين المتطرف بالائتلاف يتم الشعور به كل يوم من عدة زوايا. عشية يوم الجمعة كان حدث عنيف بين المستوطنين وبين سكان قرية فلسطينية في منطقة رام الله. هذه المرة كانت قرية سنجل. وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية اعلنت انه قتل شخصين من سكان القرية، احدهما باطلاق النار عليه والاخر بسبب الضرب المبرح بعصا. نحن نوصي بعدم الرهان على نتائج التحقيق اذا كلف أي احد نفسه عناء فتحه.
في يوم الخميس تم دفن جندي الاحتياط من يتسهار، الشاويش اول ابراهام ازولاي، الذي قتل في خانيونس عندما قاوم بشجاعة محاولة اختطافه على يد خلية لحماس من الجرافة التي قتل فيها. في تابينه طلب اصدقاءه ان يتم طرد الجميع من قطاع غزة النتن، “اذا واصل سكان عرب العيش في اليوم التالي، تكونوا قد فشلتم”. احد ممثلي الذراع السياسي في شبيبة التلال، العميد احتياط ايرز فاينر، تساءل امس في “صوت الجيش”: الى متى سنبقى عبيد لثلة المخطوفين؟ من يعرف، ربما هو يريد أن يعرض بذلك ترشحه لمنصب نائب رئيس الشباك القادم.