ترجمات عبرية

هآرتس – من سيكون رئيس لبنان القادم، قائد الجيش أم الصهر ..؟

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل – 29/11/2021

” حزب الله يستخدم قوته من اجل منع استقالة أو اقالة وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي ومنع اجراء الانتخابات الرئاسية. وعلى الطريق هو يقوم باحباط اعادة اعمار الدولة اقتصاديا والمتعلق بالسعودية “.

حكومة لبنان هي مفهوم نظري. في الحقيقة يوجد في الدولة رئيس حكومة ووزراء، لكن منذ شهر تقريبا لم تجتمع الحكومة ولو لمرة واحدة. ليس لأنه لا يوجد للحكومة الكثير من العمل. “هناك 102 موضوع للنقاش موضوعة على طاولة الحكومة”، اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. والاهم من بينها هو تدهور الليرة اللبنانية الى مستوى 35 ألف ليرة للدولار (مقابل السعر الرسمي 1500 ليرة).

الاقتصاد يمكنه الانتظار. فهناك امور ملحة اكثر مثل مكانة وزير الاعلام، جورج قرداحي، الذي بسببه فرضت السعودية مقاطعة اقتصادية خانقة على لبنان. قرداحي تحدث وأدان الحرب التي تشنها السعودية في اليمن وقال إن نضال الحوثيين يستهدف تحسين حقوقهم. صحيح أنه قال ذلك قبل تعيينه وزيرا للاعلام في شهر ايلول الماضي، إلا أن السعودية تعتقد أنه من غير المعقول أن يشغل في لبنان منصب وزير شخص يعتقد أن الحرب التي تعتبرها جوهر نضالها ضد ايران أنها حرب عبثية. وهي تطالب باقالة قرداحي. وإلا فانه من ناحيتها ليذهب لبنان الى الجحيم. 

بالنسبة للبنان هذا الامر تحول الى قضية وطنية لها تداعيات وجودية. حزب الله يعارض اقالة الوزير وايضا حركات تعتبر طلب السعودية تدخل فظ في الشؤون الداخلية. في نفس الوقت المقاطعة الاقتصادية على لبنان تعتبر حبل المشنقة المعلق في رقبته الذي يمكن أن يفشل ايضا جهود المساعدات الدولية. بدون ضمانات موثوقة بأن لبنان يستطيع تسديد القروض التي سيحصل عليها فمن المشكوك فيه أن الدول المانحة ومؤسسات التمويل الدولية ستوافق على اعطائه هذه القروض. السعودية يمكن أن توفر جزء مهم من هذه الضمانات. ولكن طالما أن قرداحي يشغل منصبه في الحكومة فهي لن تقدم هذه الضمانات.

نظرا لان اقالة قرداحي تقتضي مصادقة ثلثي اعضاء الحكومة فقد اعلن حزب الله وشركاءه بأنهم لن يشاركوا في جلسات الحكومة. بهذا هم يواصلون استخدام قوتهم لمنع اتخاذ القرار. وعلى الطريق هم يحبطون حدوث الاختراقة الاقتصادية. هذه الاختراقة يوجد لها تعبير في سياسة لبنان وهو “مبدأ الثلث المعطل”، الذي بحسبه يكفي لثلث وزراء الحكومة ووزير واحد منع اتخاذ أي قرار مهم تريد الحكومة اتخاذه. كم من الوقت يحتاج حزب الله لمنع اجتماع الحكومة؟ هذا يتعلق بنجاح المساومة التي سينجح في ادارتها مع الرئيس ووزراء الحكومة حول موضوع مختلف كليا.

في شهر آذار القادم يخطط لاجراء انتخابات برلمانية. ولأن البرلمان هو الذي ينتخب الرئيس فانه من المهم لحزب الله ضمان أن البرلمان الجديد سينتخب رئيس يكون على هواه. هنا تلتقي مصالح حسن نصر الله مع مصالح الرئيس ميشيل عون (83 سنة)، الذي يتوقع أن ينهي ولايته قبل انتهاء العام 2022. عون يسعى الى اعداد الارضية لانتخاب صهره جبران باسيل حليف حزب الله. المشكلة هي أن باسيل، الذي فرضت عليه الادارة الامريكية عقوبات، يعاني من عجز شديد في شعبيته في اوساط الجمهور. الانتخابات في شهر آذار يمكن أن تثبت اكثر ضعفه السياسي وتقليص فرصته في أن يكون رئيس. عون يعرف هذه المعضلة، لذلك اعلن بأنه يعارض اجراء الانتخابات، إلا اذا جرت في شهر أيار، وهو يربط بذلك توقيعه على الامر الرئاسي المطلوب لاجراء الانتخابات. 

تأجيل الانتخابات الى شهر أيار لا يعتبر ضمانة لفوز باسيل فيها بصورة اكبر، لكن سيكون لديه شهرين آخرين لتنظيم اموره وتجنيد الدعم. احتمالية اخرى هي أن نتائج الانتخابات ستثمر عن كتل وقوى لن تصل الى تفاهم حول المرشح للرئاسة. هكذا يستطيع عون مواصلة الاحتفاظ بالكرسي الى أن يتم العثور على وريث متفق عليه، الامر الذي يمكن أن يستغرق أشهر.

توجد لعون وحزب الله فقط مشكلة واحدة صغيرة وهي أنه من اجل تأجيل موعد الانتخابات يجب تغيير الدستور. هذه العملية تحتاج الى اغلبية ثلثي اعضاء البرلمان، التي من المشكوك أن تكون موجودة الآن. هذه ليست العقبة الوحيدة. فتأجيل الانتخابات يمكن أن يخرج الجمهور المحبط واليائس الى الشوارع وسيطالب باجراء الانتخابات في موعدها من اجل تحريك عجلات الاعمار الاقتصادي للدولة. من هنا تأتي حاجة حزب الله الى استغلال أي فرصة سياسية لعقد صفقة قبل أن تخرج الامور عن السيطرة. اذا احتاج الامر هو سيبذل كل جهوده لمنع استقالة قرداحي أو اقالته، وهكذا سيتم الحفاظ على الازمة مع السعودية الى حين يلوي ذراع القوى السياسية ويجبرها على الموافقة على الانتخابات في ايار أو على الغاء الانتخابات.

في نفس الوقت مطلوب من حزب الله والرئيس عون مواجهة نجم مضيء في سماء السياسة في لبنان، وهو قائد الجيش جوزيف عون، الذي لا يخفي نيته في أن يحل محل ميشيل عون (لا توجد قرابة عائلية بينهما). جوزيف عون توجد له شعبية وتعاطف في اوساط الجمهور، ضمن امور اخرى، بسبب نجاحه في ابعاد الجيش، بقدر الامكان في الواقع اللبناني، عن السياسة. في المظاهرات الاخيرة في بيروت ظهر وكأنه يؤيد بالتحديد المتظاهرين. وفي شهر ايار الماضي عندما قام بزيارة فرنسا استقبل من قبل الرئيس الفرنسي، عمانويل ميكرون، وكأنه رئيس الدولة. علاقته مع الولايات المتحدة، التي تعلم فيها، وثيقة. ولا يقل عن ذلك اهمية أن له علاقات جيدة مع حسن نصر الله ويكره صهر الرئيس باسيل. 

لكن حتى الانتخابات البرلمانية وبعدها الانتخابات الرئاسية ما زال يوجد وقت طويل. في دولة يتغير فيها المشكال السياسي في أي لحظة فان شهر آذار أو أيار يعتبر وقت طويل جدا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى