ترجمات عبرية

هآرتس: من السجن تم اطلاق سراح طبيب اختطف واحتجز بشكل غير قانوني

هآرتس 4/7/2024، جدعون ليفي: من السجن تم اطلاق سراح طبيب اختطف واحتجز بشكل غير قانوني

من يريد أن يعرف ماذا حدث للاسرائيليين منذ 7 اكتوبر، يفضل أن ينظر الى قضية اطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء من السجن. الدكتور محمد أبو سلمية قبع في السجن مدة سبعة اشهر، بدون أي رقابة قضائية أو اتهام أو تهمة.

لقد تم اختطافه على يد اسرائيل كما اختطفت حماس المخطوفين الاسرائيليين، وتم وضعه في السجن. مثل المخطوفين الاسرائيليين، ايضا عائلته لم تعرف أي شيء عن مصيره، الصليب الاحمر والمحامين لم يتم السماح لهم بزيارته. وقد تم ايضا في يوم الاثنين اطلاق سراح الدكتور عصام أبو عجوة، الذي تحدث عن التعذيب الفظيع الذي مر عليه، صورته قبل وصورته بعد لم تترك أي مجال للشك في اقواله.

الـ 50 مخطوف الآخرين الذين تم اطلاق سراحهم لم يتم عرضهم بالطبع في وسائل الاعلام في اسرائيل، لكن في الخارج رأوا بالغين تحولوا الى ركام: هزيلين، خائفين، اجساد نحيلة، مليئة بالجروح والكدمات. لحسن حظ أبو سلمية فانه لم يتم اعتقاله في سديه تيمان، بالتالي، لم يتوفى بسبب التعذيب مثل اصدقاءه عدنان البرش، الجراح المعروف من غزة، واياد الرنتيسي، مدير قسم النساء في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. بالنسبة للاسرائيليون الذين غضبوا من اطلاق سراحه – اسرائيل اخطأت في عدم قتله بالضرب أو التجويع أو التعذيب. اسرائيل تريد رؤية الاطباء، مثل أي شخص آخر في غزة، يموتون بسبب الألم.

صورة أبو سلمية وهو يتحرر من السجن ويحتضن والدته ويبكي، كان يجب أن تؤثر في كل انسان: شخص مخطوف، بريء، يخرج الى الحرية. ولكن في اسرائيل هو اشارة على اطلاق حملة هستيرية للتحريض والتجريم والكراهية والشيطنة والشهوة للانتقام والتعطش للدماء. ليس فقط اليمين، بل الجميع، الجميع. سياسيون، مذيعون ومحللون، في جوقة واحدة: اطلاق سراحه تحول الى فشل يساوي في ابعاده 7 تشرين الاول. كيف حدث أن اسرائيل اطلقت سراح طبيب بريء من غزة، من الذي اصدر الامر ومن المذنب في ذلك. اسرائيل 2024. خسوف كامل. لم يعد يوجد طيب وشرير. فقط كراهية الفلسطينيين.

هاكم الحقائق. الدكتور أبو سلمية تم اختطافه في تشرين الثاني من قافلة للامم المتحدة، التي كانت تقوم باخلاء مصابين فلسطينيين من المستشفى المحاصر والذي تم قصفه. اسرائيل قالت إن المستشفى استخدم كمركز قيادة لحماس، لكن تقرير “واشنطن بوست” اظهر أن اسرائيل لم تعرض أي ادلة على ذلك. في كل الحالات يمكن الافتراض أن أبو سلمية عرف عن نشاطات حماس في المستشفى ولكنه لم يشارك فيها. لو أنه فعل ذلك لما تم اطلاق سراحه.

أبو سلمية تم احتجازه من قبل اسرائيل استنادا الى القانون المشكوك فيه الذي تم سنه، قانون المقاتلين غير القانونيين، الذي يسمح باعتقال شخص مدة 75 يوم بدون محاكمة. هذا قانون مخيف، حتى أكثر من قانون الاعتقال الاداري. اسرائيل، لا سيما المؤسسة القانونية والصحية، كل ذلك لا يهمها. مدير مستشفى في السجن – في نهاية المطاف هو غزي، أي مخرب.

هكذا سمي في مهرجان الفضيحة حول اطلاق سراحه، على أي حال، في القناة الجديدة، القومية المتطرفة، “آي 24 نيوز”، التي اصبحت تثير الحنين الى قذارة القناة 14، اطلقوا عليه “مخرب”، وطلبوا من الجيش اعادة اعتقاله. ايضا لدى السياسيين سجلت وحدة من الحائط الى الحائط، الامر الذي يثبت مرة اخرى بأنه لا توجد في اسرائيل معارضة لكراهية العرب وشهوة الانتقام. “اثنان معتدلان” برزا بشكل خاص، جدعون ساعر الذي اعتبر اطلاق سراحه “انغلاق الرأي العام في اسرائيل الذي يتذكر البنية الارهابية في مستشفى الشفاء. وعرض اختطاف طبيب من اجل ارضاء شهوة الجمهور، نوع جديد من تبرير جرائم الحرب. افيغدور ليبرمان الذي تحول في السنوات الاخيرة الى نوع من النموذج للاعتدال والمنطق بالنسبة للوسط، الذي عبر عن نفسه بالاسلوب المخفف والضمني، واعطى سمعة سيئة للكارثة عندما قال: “لقد اكتشفنا أن مدير مستشفى الشفاء ليس مجرد طبيب، بل هو الدكتور مانغيلا”. اذا كان الدكتور أبو سلمية هو الدكتور مانغيلا فماذا سنسمي ليبرمان؟.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى