ترجمات عبرية

هآرتس: من الذي يستحق جائزة نوبل للسلام

هآرتس – الوف بن – 26/8/2025 من الذي يستحق جائزة نوبل للسلام

الرئيس الامريكي دونالد ترامب يتلهف على الحصول على جائزة نوبل للسلام. هو يحسد سلفه براك اوباما الذي حصل على هذه الجائزة الفاخرة بعد بضعة اشهر على انتخابه وبدون اظهار أي انجازات. “أنا أستحق الجائزة، لكن من المحتمل أنهم لن يمنحوني اياها”، هكذا تذمر الرئيس الامريكي في لقائه مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في شهر شباط. وفي وقت سابق، في الحملة الانتخابية، قال المرشح ترامب: “لو أنهم قاموا بتسميتي اوباما لكنت حصلت على جائزة نوبل خلال ثوان”.

الرئيس لا يكتفي بتوجيه الاهانات، بل هو ايضا ينشغل بتجنيد التاييد. فقد جمع الان توصية بالجائزة من نتنياهو ورئيس الباكستان ورئيس كمبوديا، الذين اثنوا عليه في لجنة التحكيم في النرويج. لقد جند جماعة ضغط في اوسلو، وفوق كل ذلك يتفاخر بانه قام بحل سبعة نزاعان منذ توليه لمنصبه في كانون الثاني، أي بمعدل حرب كل شهر. طموحه يزداد بشكل كبير ويتجاوز كثيرا الحصول على جائزة نوبل. وقد قال في مقابلة مع “فوكس نيوز” في الشهر الحالي: “انا حقا اريد الذهاب الى الجنة”.

قائمة الحروب التي يتفاخر ترامب بانهائها أو منعها تشمل ارجاء العالم: ارمينيا واذربيجان، الهند وباكستان، اسرائيل وايران، كمبوديا وتايلاند، الكونغو ورواندا، مصر واثيوبيا، وعلى راسها روسيا واوكرانيا، التي يحاول ترامب التوسط بين زعماءها.

الرئيس كالعادة يبالغ في انجازاته، لكنه يلبي معايير مؤسس الجائزة الفريد نوبل: “الدفع قدما بالاخوة بين الشعوب” و”عقد والدفع قدما بمؤتمرات السلام”، والاكثر اهمية من ذلك هو ان ترامب جعل السلام شيء مرغوب فيه. ها هو في النهاية زعيم يتفاخر بتهدئة النزاعات وليس تحقيق “الانتصار المطلق”، زعيم يريد ميدالية السلام وليس وسام بطولة عسكري.

صورة ترامب اثرت ايضا على نظيره الاسرائيلي نتنياهو، الذي وعد مؤخرا بـ “توسيع جذري لاتفاقات السلام”، هذا تجديد منعش في الخطاب العام بعد سنوات امتنع فيها السياسيون في اسرائيل عن لفظ كلمة “سلام”، على اعتبار أنها تعبر عن الضعف والانهزامية. ويمكن التخمين بان نتنياهو يعمل بجهد على لقاء الرئيس السوري احمد الشرع في الجمعية العمومية للامم المتحدة في الشهر القادم، واعلان مشترك عن اتفاق امني يتم تقديمه كانجاز كبير لترامب، الامر الذي سيزيد فرصته في لجنة نوبل. 

فقط في الحرب بين اسرائيل والفلسطينيين، التي جبت وتجبي عدد كبير من الضحايا، مقارنة مع النزاعات الاخرى في العالم، ترامب فشل فشلا ذريعا. عندما تسلم منصبه فرض على اسرائيل وقف لاطلاق النار وصفقة جزئية لتبادل المخطوفين مع حماس. بعد ذلك وعد عدة مرات بان الحرب في الطريق الى الانتهاء، لكنه على الارض اعطى نتنياهو اليد الحرة لاستئناف وتصعيد الحرب في غزة، وتعميق الاحتلال في الضفة الغربية. وقد تمسك بموقفه ايضا ازاء التقارير عن الجوع الفظيع والموت بسبب سوء التغذية في غزة، ومحو المدن الفلسطينية هناك والاعداد لطرد سكانها الى افريقيا واندونيسيا. ايضا قرار بناء المستوطنات في منطقة إي1، الذي يهدف الى تقسيم البلاد الى دولتين، استقبل بالموافقة في واشنطن. ترامب يعرف كيفية قول “لا” للربيبة الاسرائيلية. فقد قام بوقف محاولة نتنياهو اسقاط النظام في ايران، وكبحه في سوريا وفي لبنان. ولكن دعمه المطلق لحرب التدمير الاسرائيلية ضد الفلسطينيين تضع وصمة سوداء على صورته كمحب للسلام. لذلك، بدلا من ان تغريه جماعة الضغط في البيت الابيض، فان لجنة جائزة نوبل للسلام يجب اعطاءها في هذه السنة للاطباء الفلسطينيين والاجانب الذين تحت قصف الجيش الاسرائيلي يناضلون في ظروف غير محتملة لانقاذ اطفال غزة، الذين يعانون بسبب الجوع، والذين تم بتر اطرافهم واعضاءهم مهشمة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى