ترجمات عبرية

هآرتس: من أجل إنهاء بن غفير

هآرتس 2022-06-27، بقلم: رفيف دروكر

يوجد لديه فهم نادر للماكنة الإعلامية. فهو يعرف بالضبط ما الذي يحتاجه المراسلون ومتى. ويعرف جيداً أن صفحة المقالات سترفضه تماماً، لكن ليس هذا هو المهم. المهم هو العنوان، صفحات الأخبار، وفي هذا المجال هو فنان. أن يعطي كل مراسل قطعة حلوى صغيرة، شيئاً حصرياً، بالأساس لمن يجب عليهم طوال الوقت تغذية الوحش الإعلامي. هو محبوب من قبل المراسلين، حتى المنتقدين من بينهم. مراسلو الاتجاه العام سيقولون: إن الأمر يتعلق بأخبار، وإنه ليس من مهمتهم غربلتها، وإن هناك محررين وهناك مقالات ستتصدى له، وفيما يلي سأقدم الآلية الدقيقة التي من خلالها تراكم شخصية متطرفة، مستقطبة وإشكالية، قوة كبيرة.

كُتبت هذه الفقرة قبل سنوات كثيرة – ليس بهذه الكلمات الدقيقة – في كتاب دافيد هلبرستان عن وسائل الإعلام الأميركية. لقد كتبت عن السيناتور من ويسكونسن، جو مكارثي، الذي أصاب السياسة الأميركية بالجنون، ودمر حياة الكثير من الأشخاص الجيدين، وحصل على الدعم من وسائل الإعلام، ليس في صفحات المقالات – لا سمح الله – بل فقط في الصفحات المهمة حقاً، “العناوين الكبيرة”.

كل من يريد جلب قصة من اليمين العميق يعرف أنه دون إيتمار بن غفير فإن هذا لن يساعد. تسجيل مثير؟ شبيبة تلال؟ مواد تحقيق ضد نشطاء من اليمين المتطرف؟ إذا لم يكن بن غفير إلى جانبكم فيمكنكم نسيان كل ذلك. إذا كنتم تريدون هذه القصص فلا تتشاجروا معه. وسائل الإعلام هي الملعب المفضل له، وهو يلعب فيه أفضل من أي سياسي آخر. هو فنان في إنتاج العناوين، وهو مدع متسلسل. الدعوى هي عنوانه دائماً. هو يقدم دعوى ضد “فيسبوك” والشرطة ويائير غولان ومصور الهيئة وشخص يتم إجراء مقابلة معه في إلعاد، غيلات بينيت، أيهود باراك، وهيئة تحرير “عوفدا”، وأفيغدور ليبرمان، والقناة (7). بن غفير محامٍ، لذلك تقديم دعوى هو أمر سهل – الدعوى تنتج عناوين ويوجد لها أيضاً تأثير رادع. احذروني، فأنا ليس لدي ما أخسره. إذا خسرت الدعوى فهذا لا يهمني. لأنهم قالوا في السابق كل شيء عني. وإذا كسبت الدعوى، فيا للعار، لقد خسرتم أمام بن غفير.

وسائل الإعلام مبيعة. هو دائماً حاضر، ومستعد لإجراء مقابلة، ويحاول أن يكون لطيفاً. والآن أصبح لطيفاً وسهل الهضم. ليست له مشكلة مع العرب، فقط مع “الإرهابيين” هم الذين يزعجونه. طمست صفحات الماضي، واختفى الشركاء الإشكاليون – بنتسي غوفنشتاين وباروخ مارزيل. بن غفير فقط مع اليهود. ما هو السيئ في ذلك؟

في حالة مكارثي الفضل الإعلامي في العدالة التي طبقت عليه ينسب لـ آدي مورو، المذيع الأسطوري في “سي.بي.أس”. الحقيقة هي أن البرنامج الذي قدمه مورو جاء متأخراً جداً. خاف مورو من مواجهة مكارثي شهوراً كثيرة. من حقاً فعل هذا الشيء في الوقت الحقيقي هو مراسل “واشنطن بوست” الذي صمم على وضع تصريحات مكارثي في سياقها والتذكير بما قاله في السابق. حتى أنه أجبر الجيش الأميركي على قول الحقيقة عن تصريحات مكارثي، بهذا دفعه إلى نهايته السياسية. لم ينهض مكارثي من المواجهة مع الجيش الأميركي. فهل أيضاً سيتجرّأ “الشاباك” والجيش الإسرائيلي على قول ما يفكرون به حول بن غفير وعن الأخطار التي يشكلها؟

بن غفير أول من سيعترف بأنه في نهاية المطاف هو من قام بتبديل أسلوبه. “أنا غير نادم على أي شيء فعلته”، قال في مقابلة مع “عوفدا”، “الآن أسلوبي ببساطة مختلف. ولكن من ناحية أيديولوجية أنا لم أتغير”. وشرح أيضاً بأنه غير مستعد لتمثيل مغتصبين أو مشبوهين بأعمال شاذة، لكن لم تكن لديه أي مشكلة في تمثيل من أحرقوا حتى الموت أبناء عائلة دوابشة في دوما. “هذا شيء مختلف كلياً، لأن هذا ليس قتلاً من أجل القتل. الادعاء هو أن هذا قتل أيديولوجي”.

لا يجب مقاطعة بن غفير. لا يمكن فعل ذلك، هذا فقط سيخدمه. ولكن من أجل مواجهة الخطر الكبير الذي يكمن فيه وفي حزبه، من الجدير أن يتركز ظهوره في وسائل الإعلام بدرجة أقل على العناوين المناوبة التي يبيعها، وأن تذكر هذه الظهورات أكثر بأفعاله السابقة، التي هو غير نادم عليها. وأن تذكر بأيديولوجيته الحقيقية التي لم يتنازل عنها، حسب قوله.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى