ترجمات عبرية

هآرتس: منصور عباس يحاول التوجه الى جماهير أوسع ويغامر بمستقبل القائمة الموحدة

هآرتس 8/12/2025، جاكي خوري: منصور عباس يحاول التوجه الى جماهير أوسع ويغامر بمستقبل القائمة الموحدة

تصريح منصور عباس بان حزبه “راعم” سيفصل مؤسساته عن الحركة الإسلامية ومجلس الشورى، هو اكثر من مجرد لحظة سياسية عابرة. السؤال المطروح الان حول هذه الخطوة هو هل الحديث يدور عن مخاطرة محسوبة أو مغامرة مليئة بالاخطار. من جهة، هذه الخطوة يمكن ان تفتح باب الحزب امام جمهور واسع وتعزيز مكانته كحزب عربي مستقل، غير مقيد بالمؤسسات الدينية. ولكن في نفس الوقت هي يمكن ان تفقد “راعم” قاعدتها الأيديولوجية.

منصور عباس يعتبر هذه الخطوة “قرار استراتيجي”، وهو يعمل على تمهيد الطريق امام اطار عمل جديد: ليس انشقاق أو انفصال، بل تلاؤم مع الواقع. مع ذلك، أوضح بان أعضاء الحزب سيبقون مخلصين لمباديء مؤسس الحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ نمر عبد الله درويش. وفي محادثات مع “هآرتس”، قال ان هدف هذه الخطوة هو فتح باب الحزب امام جمهور أوسع. وأوضح بان “راعم” لا تتبرأ من الحركة الإسلامية، بل هي تسعى الى ان تصبح هيئة مستقلة وواسعة النطاق، على غرار تأسيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش)، كاطار سياسي الى جانب الحزب الشيوعي (ماكي).

من ناحية عباس فان هذه الخطوة تخدم ثلاثة اهداف رئيسية قبل الانتخابات. الأول هو زيادة الدعم العربي الداخلي لراعم، من خلال فتح الباب امام جمهور لا ينتمي الى الإسلام السياسي. الثاني هو دمج مرشحين غير متدينين في صفوف الحزب، ربما من قطاعات لا تنتمي الى تقاليد الحركة الإسلامية. الثالث هو ارسال رسالة للجمهور الإسرائيلي تفيد بان راعم هو حزب مدني مستقل لا يخضع للمؤسسات الدينية. ضمن أمور أخرى، هذه الخطوة تمثل محاولة لتحطيم رواية الاقصاء ضدها، وربما تساهم أيضا في دفع محكمة العدل العليا للتحرك اذا وصلت الأمور الى هناك.

لكن الى جانب هذه الامكانية الكامنة فان الخطر واضح: كلما فسر الانفصال بانه تنازل عن “طابع” الحزب، ضعفت الصلة العاطفية – الأيديولوجية بين اعضاءه، الذين يشكلون أساس قوته التاريخية. لقد التزم كل المسؤولين الحاليين في الحزب الصمت الآن بعد اعلان عباس. مع ذلك، انتقد سلفه في هذا المنصب، عضو الكنيست السابق إبراهيم صرصور، هذه الخطوة بشدة. وكتب في صفحته في الفيس بوك بان حركة “راعم” اسستها الحركة الإسلامية لتكون بمثابة درع لها، وكل من يعتقد بانها مجرد لعبة “ليذهب الى الجحيم”.

في المقابل، راعم تدخل الى مسار تصادم مع كل الأحزاب العربية الأخرى، الذي يمكن أن يدمر حلم إعادة تأسيس القائمة المشتركة. اذا حاول راعم تحويل نفسه الى حزب واسع وتعددي، فهو سيجد صعوبة في الانضمام الى حداش، تاعل وبلد. وهكذا، سيرسخ الوضع الذي فيه ستوجد على الأقل قائمتين عربيتين.

جبهة أخرى يعمل منصور عباس على تعزيزها وهي مناهضة النظام السياسي في إسرائيل. عباس يعتقد ان هذه الخطوة ستقوض حجج اليمين الذي يسعى الى شطب حركة راعم بذريعة أنها “ذراع سياسي للحركة الإسلامية”. ولكن من غير المؤكد ان يكون الانفصال الرسمي كاف بالنسبة له: من المحتمل أن تعتبر أجزاء في اليمين هذا الانفصال الدليل على تبعيتها السابقة للحركة الإسلامية. وهناك احتمالية أخرى تتمثل في ان تعزز هذه الخطوة محاولة حظر الحركة الإسلامية، وبالتالي، الاضرار بمؤسساتها وكبار قادتها من اجل احراج عباس امام ناخبيه.

في حين انهم في راعم يثقون باتخاذ الخطوة الصحيحة الا ان الصورة ما زالت بعيدة عن الوضوح. في كل الحالات، عباس يقود عملية ستواجه اختبار مزدوج في المستقبل القريب: هل سينجح راعم في الانفتاح على جماهير جديدة تتجاوز بنيتها الطائفية – الدينية التقليدية؟. وهل هذا الانفصال سيحميه أو سيضره في مواجهة محاولات التشكيك ونزع الشرعية؟ في الحزب يوضحون الان انهم على استعداد للسير في مسار ينطوي على اخطار كثيرة، مع الايمان بان المكاسب بعيدة المدى تستحق هذا الثمن.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى