ترجمات عبرية

هآرتس – منصور عباس على الحافة ..!

هآرتس – بقلم  رفيف دروكر – 20/9/2021

” اذا فشلت المحاولة الثورية لمنصور عباس فليس فقط هو الذي سيذهب الى البيت، بل كل طريقه ستسقط. هذا سيكون مشابها لما حدث لمعسكر السلام بعد كامب ديفيد. فعندما ترتفع التوقعات الى عنان السماء فان التحطم يكون دراماتيكي اكثر “.

من يتحدث مع رئيس “راعم” في الوقت الحالي (ليس من السهل التحدث معه لأن الحزب تبنى سياسة اعلامية بخيلة بشكل خاص) فهو سيسمع شخص يقف على الحافة. لا يمكنني أن أشد أكثر. جميع اعضاء الائتلاف حصلوا على ما يريدون، هم وزراء ولهم وزارات، نحن حتى الآن لم نحصل على أي شيء. واذا لم نحصل فنحن لن نصوت على الميزانية بالقراءة الثانية والثالثة. أنا اعرف أن الحكومة ستسقط وسنذهب الى انتخابات جديدة.

في راعم قالوا إنه قبل شهر تم اعطاء تعليمات لنكون مستعدين للانتخابات. هل من المعقول أن كل ذلك هو فقط ضجة “امسكوني”، هذا واضح. هل يحتمل أنهم في راعم فقط يريدون تحسين مكانة المساومة امام وزارة المالية قبل القراءة الثانية والثالثة للميزانية في بداية شهر تشرين الثاني؟ لا شك في ذلك. ولكن في نفس الوقت خيبة الامل في راعم كبيرة. لو أننا كنا في حكومة مع سموتريتش ونتنياهو لكان هذا سيحدث، قال لي مصدر كبير في الحزب. هم ببساطة لا يعرفون من الذي نقف امامه؛ هم طوال الوقت يحاولون الحفاظ على علاقة مع القائمة المشتركة؛ اعضاء الكنيست من الوسط – يسار يستمرون في تخيل اصوات في الوسط العربي، بعد ذلك ايضا تخيل القليل من الانجازات الموجودة، عيساوي فريج واصدقاؤه يسعون الى الاعلان بأنه لا توجد أي علاقة لراعم بالانجاز. 

كيف يمكن لذلك أن يحدث؟ حيث أن هؤلاء واولئك، أي بينيت ولبيد وليبرمان وساعر، يعرفون أن مصيرهم السياسي يرتبط بمنصور عباس، كيف لا يهتمون طوال ايام الاسبوع بأنه سيكون راضيا؟ حسنا، هم كذلك. ليبرمان يعرف المشكلات ويقول إنه يعمل على حلها، بينيت يتدخل، عومر بارليف يتفاخر بأنه قام بكل جولاته الاولى حصريا في المجتمع العربي. المشكلة هي أن 100 في المئة من الجهود لن تجعل المعارضة راضية من عباس على خطوته، هو يحتاج الى نتائج. ونتائج في الحقل السياسي هذا موضوع معقد. عدد غير قليل من السياسيين تعلموا على جلودهم بأن الناخبين ارسلوهم مع تفويض محدد، وهم كما يبدو جسدوه، فقط من اجل أن يكتشفوا في الانتخابات التي تعقب ذلك بأن الناخبين اصبحوا يهتموا بأمر آخر، وأن نتائج الماضي هي ورقة ضعيفة جدا.

موشيه كحلون يمكنه اعطاء محاضرة حول هذا الامر، ايضا بنيامين نتنياهو شعر في 1999 بأن الجمهور قد نسي أنه في عهده بدأ انخفاض في العمليات الانتحارية التي على اساس السعي الى وقفها صعد الى الحكم. بكلمات اخرى، حتى اذا انخفض في عهد بينيت – لبيد عدد القتلى في الوسط العربي بشكل مدهش، من 100 الى 50 فقط في السنة، فليس هناك أي تأكيد على أن عباس ستتم مكافأته على ذلك في صناديق الاقتراع. الناس يصوتون على الكراهية الآنية اكثر من التصويت على الاعتراف بالجميل على الماضي، بالاحرى اذا لم تكن هناك أي نتائج. وفي هذه الاثناء عدد القتلى في الوسط العربي يرتفع.

هناك اهداف حقيقية لحكومة بينيت – لبيد. المعروف منها هو استبدال نتنياهو. والثاني هو أن تنجح محاولة دمج حزب عربي في الائتلاف. عباس قال مؤخرا في محادثات مغلقة بأنه اذا فشلت هذه المحاولة فهو سيذهب الى البيت. أنا لا أنوي البقاء هنا مثل ايمن عودة واحمد الطيبي، وأن اقوم بالقاء الخطابات مدة عشرين سنة. حالة عباس، حسب رأيي، هي من الحالات التي فيها الشخصية صنعت التاريخ وليس العكس. وأنا آمل أن لا اكون قد أسرت اكثر من اللزوم بسحره كما أسر مراسلون بسحر شلومي لحياني في حينه. ولكن انطباعي هو أن عباس فقط هو الذي كان قادر على ادخال حزب عربي الى الائتلاف مع الكين وجدعون ساعر ونفتالي بينيت. عودة والطيبي لا يفكران بصورة جوهرية خلافا لعباس، لكنهما لم يكونا قادرين على قيادة عملية كهذه.

اذا فشلت المحاولة الثورية لعباس فليس فقط هو الذي سيذهب الى البيت، بل كل طريقه ستسقط، هذا سيكون مشابها لما حدث لمعسكر السلام بعد كامب ديفيد. عندما ترتفع التوقعات الى عنان السماء فان التحطم يكون دراماتيكي اكثر. محاولة عباس يجب أن تنجح. هذه الحالة ليست فقط سياسة ذكية. وسكب المليارات على المجتمع العربي هو امر مبرر وحكيم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى