ترجمات عبرية

هآرتس: مكتب عباس: الهولوكوست أبشع جريمة في التاريخ الحديث ولم يقصد إنكار تفردها

هآرتس 18/8/2022، بقلم: جاكي خوري وآخرين 

أوضح مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أقواله في المؤتمر الصحافي الذي عقد في برلين حول “الخمسين كارثة” التي نفذتها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وقال بأنه لم يكن ينوي “التنكر لخصوصية الكارثة”. المستشار الألماني، أولف شولتس، الذي وقف بجانب عباس عند إلقاء خطابه ولم يرد على أقواله في وقتها، قال بأنه “اشمأز من الأقوال الفضائحية للرئيس الفلسطيني محمود عباس”.

في بيان عباس كتب أن “الكارثة هي الجريمة النكراء في التاريخ الحديث. ونحن ندينها بكل لسان. الجرائم التي كان يقصدها الرئيس هي المذابح التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ النكبة والتي لم تتوقف حتى الآن”. وقال شولتس: “بالنسبة لنا بشكل خاص نحن الألمان، فإن أي مقارنة مع الكارثة هي أمر غير محتمل وغير مقبول. أنا أدين أي محاولة لإنكار جرائم الكارثة”.

تحدث رئيس الحكومة يئير لبيد، أمس، مع الوزير الفلسطيني حسين الشيخ، وعبر عن احتجاجه على هذه الأقوال. ووزير الدفاع بني غانتس طلب من عباس التنصل من أقواله. مصدر فلسطيني رفيع قال للصحيفة بأن قرار نشر التوضيح اتُّخذ أول أمس ليلاً بالتشاور مع المكتب، بدون طلب من جهات خارجية كثيرة، من بينها الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يتطرق إلى طلب غانتس.

في المؤتمر الصحافي الذي عقد في برلين مع شولتس، قال عباس إن “إسرائيل نفذت 50 كارثة ضد الفلسطينيين على مدى السنين. إسرائيل نفذت 50 مذبحة في 50 مكاناً فلسطينياً منذ العام 1947 وحتى الآن”، كان هذا الرد على سؤال إذا كان يظهر الأسف على مذبحة الرياضيين الإسرائيليين في الألعاب الأولمبية في ميونيخ التي نفذها إرهابيون فلسطينيون. وعقب هذه الأقوال، استدعى مكتب المستشار المندوب الفلسطيني في ألمانيا لإجراء محادثات معه.

وقال لبيد أمس عن أقوال عباس بأنها “ليست عاراً أخلاقياً فحسب، بل تشويه فظيع. ستة ملايين يهودي قتلوا في الكارثة، 1.5 مليون طفل يهودي قتلوا. لن يغفر له التاريخ”. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية بأن تصريح لبيد “بائس وكاذب. وهناك محاولة للدفاع عن الرواية الكاذبة التي تحاول إسرائيل تسويقها من أجل أن تخدع العالم فيما يتعلق بالنزاع والتاريخ والجغرافيا. هذا يثبت بأنه لا يوجد لدولة الاحتلال أي رغبة في الاعتذار عن الجرائم التي نفذتها العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، التي تواصل بواسطتها تنفيذ هذه الجرائم ضد الفلسطينيين حتى في هذه الأثناء”.

غانتس، الذي التقى مع عباس عدة مرات في السنة الماضية، كتب بأن “أقوال الرئيس الفلسطيني كاذبة ومشينة. وهي محاولة لتشويه وإعادة كتابة التاريخ”. لقد رفض نقداً وجهه للقاء الاثنين، وزراء وأعضاء في الكنيست. وكتب أن “من لا يتحمل المسؤولية عن حياة مواطني إسرائيل وجنود الجيش فالأفضل ألا يوجه المواعظ بشأن لقاءات منعت وتمنع التصعيد القادم”. رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت كتب: “بصفتي رئيس حكومة، لم أوافق على الالتقاء مع أبو مازن أو الدفع قدماً بأي مفاوضات سياسية معه، حتى أمام ضغوط داخلية وخارجية. “شريك” ينكر الكارثة ليس بشريك”. وزير المالية، افيغدور ليبرمان، كتب على تويتر بأن “عباس منكر للكارثة وعدو لدود لدولة إسرائيل”. وقد طلب من لبيد وغانتس “وقف إعطاء الشرعية له والالتقاء والتحدث معه”. وزير الداخلية اييلت شكيد، كتبت على تويتر بأن “عباس يحارب جنود الجيش الإسرائيلي في لاهاي، وينفي الكارثة في ألمانيا. لا يجب أن نعطيه الشرعية. وبالتأكيد عدم دعوته إلى رأس العين”.

رئيس “يد واسم”، داني ديان، قال إن “أقوال عباس مشينة وتبعث على الاشمئزاز”. المبعوثة الأمريكية لمحاربة اللاسامية، دفورا لفشتات، كتبت أمس في حسابها في تويتر بأن “ادعاء عباس بأن إسرائيل نفذت خمسين كارثة غير مقبول. وتشويه الكارثة قد تكون له تداعيات خطيرة ويشكل وقوداً للاسامية”.

في المؤتمر الصحافي أول أمس، ظهر المستشار وهو يتحرك بعدم راحة عند سماع أقوال عباس. لم يرد على الفور. وبسبب ذلك، تعرض للنقد من دولته. بعد ذلك، تنصل من هذه الأقوال وقال لصحيفة “بيلد” بأنه “بشكل خاص بالنسبة لنا نحن الألمان، فإن أي مقارنة مع الكارثة هي أمر غير محتمل وغير مقبول”.

فريدريخ ميرتس، رئيس المعارضة في الحزب المسيحي الديمقراطي، هاجم شولتس وقال إنه “كان عليه الوقوف ضد الرئيس الفلسطيني ويطلب منه مغادرة المكان”. تعرض شولتس للنقد أيضاً من السياسي ارمين لاشت، الذي تنافس أمامه في الانتخابات الفيدرالية قبل سنة تقريباً، قال إن “عباس كان يمكنه الحصول على تعاطف الجمهور لو اعتذر عن الهجوم الإرهابي، لكنه بدلاً من ذلك اختار إلقاء “الخطاب الأكثر رفضاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى