ترجمات عبرية

هآرتس – مقال – 28/2/2012 ايهود باراك في وسط معركة تشهير سياسي في ماليزيا

بقلم: باراك رابيد

مهاترات بين المعارضة والائتلاف في ماليزيا حول تبادل للرسائل بين باراك ومخاتير تتضمن أو لا اعترافا وتطبيعا مع اسرائيل في نهاية التسعينيات.

       الاسبوع الماضي زار وزير الدفاع ايهود باراك الصالون الجوي الذي عقد في سنغافورا، الحليف الاكبر لاسرائيل في جنوب شرق آسيا. باراك لم يعرف انه على مسافة بضع  عشرات الكيلو مترات من هناك، في ماليزيا المجاورة، زج باسمه في معركة التشهير المتبادل بين المعارضة والائتلاف قبيل الانتخابات في الدولة الاسلامية.

          في مركز المعركة السياسية يوجد تبادل للرسائل بين باراك، عندما كان هذا رئيسا للوزراء في نهاية التسعينيات وبين مخاتير محمد، الذي كان في تلك الفترة رئيس وزراء ماليزيا. أمر وجود الرسائل كان سرا، ولكن كشفه مؤخرا رئيس المعارضة في ماليزيا، أنور ابراهيم.

          وكشف ابراهيم وجود الرسائل في اطار محاولاته الدفاع عن نفسه ضد هجمات حزب السلطة، الذي ادعى بانه يؤيد التطبيع مع اسرائيل ويتنكر لحقوق الفلسطينيين. ابراهيم، الذي أعلن بانه اذا ما انتخب لرئاسة الوزراء فسيقود نحو اصلاحات دراماتيكية في الدولة، سُئل في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” اذا كان سيقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. “ثمة من يرفضون الاعتراف باسرائيل”، اجاب. “ولكني اعتقد بان سياستنا يجب أن تكون واضحة – الحفاظ على أمنها (امن اسرائيل، ب.ر) ولكن الوقوف بصلابة في الدفاع عن المصالح الشرعية للفلسطينيين”.

          محافل في حزب السلطة سارعت الى مهاجمة ابراهيم والادعاء بانه تخلى عن مبادىء ماليزيا عندما وافق على الاعتراف باسرائيل. وادعى ابراهيم دفعا عن نفسه بانه يؤيد حل الدولتين وفقا لقرارات الامم المتحدة، ولكنه لن يقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل الى أن تساعد هذه في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.

          الزعيم الروحي لحزب المعارضة، نيك عبدالعزيز، استدعى ابراهيم الى حديث ايضاح في ختامه أعلن بان الحزب لن يعترف باسرائيل ابدا. “محظور قبول وجود اسرائيل، ولا سيما عندما تنشغل بقتل وتعذيب لا يتوقف للنساء، الشيوخ والاطفال من ابناء الشعب الفلسطيني”، قال نيك. في أعقاب العاصفة السياسية خرج ابراهيم في هجوم مضاد وادعى بان حزب السلطة في ماليزيا هو الذي “يطبع” العلاقات مع اسرائيل. وعلى حد قوله، فان الحكومة الحالية تقيم علاقات تجارية مع اسرائيل، وسمحت لسفينتين تجاريتين من شركة “تسين” الاسرائيلية بالرسو في الدولة في 16 شباط. بل ان ابراهيم كشف النقاب عن ان رئيس حزب السلطة السابق محمد مخاتير أجرى تبادل للرسائل مع ايهود باراك عندما كانا رئيسين للوزراء في دولتيهما في نهاية التسعينيات. وتعقيبا على ذلك أكد مخاتير بانه بعث رسالة الى ايهود باراك، ولكنه ادعى بانه أعرب فيها عن رفض ماليزيا الاعتراف باسرائيل. “باراك هو الذي بادر أولا الى المراسلة، لتلطيف موقف ماليزيا تجاه النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني”، قال مخاتير. “أجبته بان ماليزيا لن تقيم علاقات مع اسرائيل طالما ترفض الاعتراف بحقوق الفلسطينيين”.

          مخاتير، الذي يقف اليوم على رأس منظمة غير حكومية، كان ضمن امور اخرى مشاركا في تنظيم الاساطيل الى قطاع غزة، توجه الى رئيس الوزراء الحالي، رزاق نجيب، وطلب نشر الرسائل كي يثبت بانه لم يقدم أي تنازل لايهود باراك.

          في البداية تحافظ رئيس الوزراء من نشر الرسائل، ولكن عقب الضغط السياسي المتصاعد، أعلن اليوم بان رسالة باراك الى مخاتير ورسالة الرد ستنشران غدا أو بعد غد. “هذا سيسمح للمواطنين بان يروا السبب الذي دعا مخاتير لارسال الرسالة كان من أجل دعم الكفاح الفلسطيني لاقامة دولة مستقلة”، قال نجيب. “مضمون الرسالة يتطابق وسياسة الحكومة في حينه واليوم. كل هذه القصة هي محاولة من المعارضة للتلاعب”.

          توجهت الى وزير الدفاع ايهود باراك وسألته اذا كان يتذكر تبادل الرسائل مع رئيس الوزراء الماليزي في نهاية التسعينيات. باراك لم يعرف الفضيحة السياسية الحالية في ماليزيا، ولكنه تذكر جدا الرسائل اياها. “في رسالة باراك كان ثناءا للشعب الماليزي ولرئيس الوزراء مخاتير على شجاعته في الساحة الدولية”، قال لي احد مستشاري وزير الدفاع. “مخاتير كتب في رده أنه يأمل أن تكون للقيادة في اسرائيل الشجاعة لاتخاذ الخطوات المناسبة لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. صيغة الرسالة كانت عامة ولم يكن هناك شيء من شأنه أن يحرج مخاتير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى