ترجمات عبرية

هآرتس – مقال – 17/2/2012 الربيع الاسرائيلي، ثلاث مُقدمات



بقلم: يوسي سريد

مُبشرات بتغير النهج والتفكير لدى المعلمين والاكاديميين الذين يرفضون التعاون مع المؤسسة الثقافية الاسرائيلية الرسمية على اشاعة رؤيتها السطحية العنصرية.

       ما يزال الجو ماطرا قاتما لكن مستوى التفاؤل في داخلي يرتفع. هل تبدو المقدمات في البلاد؟ أحان وقت الربيع الاسرائيلي؟ أصبح يمكن ان نلاحظ مبشرات اولى بمعارضة مدنية بدل طأطأة الرأس؛ ان عهد التعاون قد ولى.

          ان المعلمات والمعلمين ينتفضون ويرفضون الاستمرار في تأدية دور اللولب: من أنا، إنني في الحاصل العام لولب صغير في آلة، فكيف سأحطمها قبل ان تسحقني وكأنني صرصور. يثور اللولب الآن آخر الامر على صانعيه.

          في رسالة مفتوحة الى وزير التربية يعلنون بأنهم لن يخرجوا مع طلابهم الى الجولات الموجهة في الخليل ولن تردعهم التهديدات. فقد سقط الخوف من الوزير ويمكن ان يُعرفوا أنفسهم بأسمائهم. وكتبوا ان “إدخال خطة “لنحج الى الخليل” الى المدارس تستعمل الطلاب والمعلمين استعمالا تلاعبيا وهم الذين سيصبحون رغم أنوفهم أدوات لعبة سياسية. وباعتبارنا ناس تربية يمنعنا ضميرنا ان نصبح عملاء لهذه السياسة”.

          ان “أمر الضمير” يستيقظ من نوم الشتاء الدبي ويعلن رفض التجنيد: لن نكون في خدمة الانتخابات التمهيدية لجدعون ساعر، ولن نوافق على ان نرى مدينة تطهير عرقي وتقديس لاسم قاتل – مكان اشتياق ومصدر إلهام. ان مئات وقعوا على الرسالة وما يزال آخرون كثيرون مستعدين للتوقيع ولا يعلم أحد عدد المُجبرين.

          ان سنونو رائع واحد لا يبشر بالربيع وعلى هذا فاننا نتطلع للبحث على سنونو ثاني. ها هو ذا عصفور النفس يتحرر من قفص أسره، ويعود من بلاد البرد الى نافذة وزيرة الثقافة. فالاكاديمية الوطنية للعلوم تُبلغ ليمور لفنات رفضها ان تكون “شريكة سلبية أو ورقة تين لاختيار غير مناسب” لرئيس جديد لمصلحة الآثار. ان رئيسة الاكاديمية باسم جميع اعضائها تتفضل “بفتح باب لتقديرات اجنبية قد تضر بمكانة المصلحة”.

          رأيت هذا الاسبوع عصفورا آخر جميلا جدا، فهل يراني هو ايضا؟ ان أكثر من 300 محاضر وقعوا على العريضة طالبين الى وزير التربية ان يترك خطته للاعتراف بمعهد اريئيل على أنه جامعة: “نرى من الواجب علينا ان نوقف محاولة ربط الاكاديميا بخدمة الاحتلال. فقد انتهت حالات سابقة في التاريخ جُندت فيها الاكاديميا أو هادنت لخدمة أهداف سياسية للسلطة الى هدم الدراسات العليا”، يُحذرون.

          “تقديرات سياسية وشخصية اجنبية”، هذا هو القاسم المندد به المشترك: ان وزير التربية يمنح جوائز باسمه وتُبث المراسم باسلوب كوبي في قنوات خاضعة. أهذا هو التلفاز الحديث الذي افتتح أول أمس وهو مخصص لكلاب مصابة بالملل؟ وستمنح وزيرة الثقافة قريبا جائزة من قبلها عن “الابداع الصهيوني”، وسيُبث هذا ايضا مع الكثير من مدح الذات. وسيوجد دائما المذيعون الأذلاء. وليسوا سوى تُلاة، وليس عندهم سوى ما يضعونه في أفواههم فهذا هو دخل اللوالب. إذهب الى المعلم واذهب الى رجل الاكاديميا وتعلم سبل مقاومته.

          كلما قلت الافعال كثرت الجوائز. والرئيس الآن ايضا يمنح جوائز وأصبح يُذاع ان جوائز بيرس أجّلُ من جوائز اسرائيل. فهو اسرائيل وهو الدولة، وسيهب للآخرين من كرامته التي تملأ البلاد والعالم.

          ليس عندي جائزة أُعطيها. وسأُرسل شكري على الأقل: منذ الآن فصاعدا لن يقول أحد بعد لنفسه إنني عشت بينكم وضيعا. ليس معلمو الجيل وعلماؤه جنودا وليسوا عمال مقاولين ايضا وهم يرون الشر ويحذرون في وقت أصبح فيه العلم يسود ويخفي الشمس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى