ترجمات عبرية

هآرتس: مفتاح انهاء الحرب يوجد في تفكك الجيش

هآرتس – يغيل ليفي – 24/8/2025 مفتاح انهاء الحرب يوجد في تفكك الجيش

الفيلسوف نوعم تشومسكي قام بنسب للجيش الامريكي دور مهم في خلق معارضة الحرب في فيتنام. حروب مثل حرب فيتنام، قال تشومسكي، هي ببساطة حروب متوحشة وعنيفة ودموية جدا. المواطنون (الجيش الذي يستند الى التجنيد الالزامي) لا يمكنهم فعل ذلك لفترة طويلة. ما حدث هو ان الجيش بدأ يتفكك. احد اسباب تراجع الجيش هو ان القيادة العسكرية العليا ارادت أن يكون خارج هذه المنطقة. هم خافوا من تدمر جيشهم. نعم، تشومسكي احسن وصف القيود التي تميز الجيش الذي جنوده مجندين تجنيد الزامي. 

وحل غزة يذكر بدرجة غير قليلة بوحل فيتنام. وربما سيذكر ايضا بطريقة الخروج. في اسرائيل كان هناك حالات فيها المعارضة العامة للحرب نجحت، انسحاب الجيش من لبنان (1985 و2000)، هذا بفضل تركيز الاحتجاج على الثمن الذي تمثل بحياة الجنود، وليس على المنطق السياسي للحرب أو على تبريرها. هذا النجاح نبع من القدرة على تطوير تهديد مباشر لقدرة الجيش على القتال. علامات تآكل ظهرت وبحق، وهي جعلت الجيش يؤيد الانسحاب، أو على الاقل التسليم به. الجيش لا يحب الحرب أو السلام. هو ببساطة حساس لمصالحه التنظيمية.

هذا هو المفتاح في غزة ايضا. الحرب لا تثير المعارضة بسبب غياب منطقها السياسي، درجة اخلاقيتها أو العدد القليل نسبيا من الجنود الذين يقتلون فيها، بل فقط بسبب الخطر الذي يحدق بحياة المخطوفين. هذا هو السبب الوحيد الذي جعل عشرات الآلاف يخرجون الى الشوارع في “يوم الاضراب” الاخير. ولكن هذا الاحتجاج يوجد له تاثير محدود على الحكومة. يمكن ان يكون تاثير فقط اذا تطور تهديد مباشر على سلامة الجيش.

التفكك الداخلي للجيش وصل الان الى مستويات عالية اكثر مما يعرفه الجمهور، بسبب القدرة على اخفاء ذلك وارتجال الحلول، بدرجة كبيرة في المستوى المحلي، وبفضل مخزون القوة البشرية المخلص للصهيونية الدينية. مع ذلك، التفكك مستمر وفيه يكمن مفتاح انهاء الحرب. هو يمكنه ان يجد التعبير في ارتفاع عدد الطيارين الذين امتنعوا عن مهاجمة غزة، وفي الانخفاض الحاد لنسبة الامتثال لأمر الاحتياط، الى درجة ان الحلول المرتجلة مثل استئجار البدائل، لن تساعد، ورفض جنود الجيش النظامي والاحتياط للقيام بامور خطيرة بشكل خاص، لكنها عديمة الفائدة. “انا عرفت ان الانقضاض الان يعني الموت في حرب غبية”، قال شاويش في المظليين حول تبادل لاطلاق النار مع مقاتلي حزب الله في شباط 1999. هذه الافعال وغيرها زادت شلل الوحدات الى حين الانسحاب من لبنان في العام 2000.

هذا ما يمكن ان يحدث في الجيش، المتعب جدا، الذي يحارب في غزة، مع اهداف غير منطقية، بارساله من قبل حكومة غير شرعية ولمهمات يرفرف فوقها علم اسود. فقط التهديد بالتفكك هو الذي يمكنه، بدرجة متوسطة – مرتفعة، ان يجعل قادة الجيش يدركون كمجموعة، مستوى الدمار الذي يتسببون به للجيش، ووزنه بتاثير ماكنة السم اليمينية، أو ربما يقفون في وجه الحكومة ويطالبون بوقف الحرب.

خلافا للصورة الشعبوية، ليس كل الجيش ماسور لليمين المسيحاني، وما زالت قوية وكثيرة فيه الاجزاء التي ما تزال مسيطر عليها من قبل احفاد جيل المؤسسين. تدمير الجيش من اجل بناء جيش آخر بدلا منه، ليس امنيتهم، والثكل ينظر اليه من قبلهم ككارثة، وليس وسام هيبة قطاعية. ايضا حساسية “جيش الشعب” تجاه رأي “الشعب” ما زالت قوية. اذا ارادت الحركة التي تعارض الحرب النجاح، لا سيما بعد الفشل في حشد دعم الادارة الامريكية، يجب عليها التركيز على الجيش. هذا هو المفتاح. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى