ترجمات عبرية

هآرتس – مع عائلة نتنياهو لدى عائلة تسيبر في الصالون

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 11/11/2021

” نتنياهو في حياته الخاصة خارج السياسة هو شخص مختلف عن الشخص الذي يعتقده من ينتقدونه ويكرهونه. فهو مثقف اكثر من المحيط الذي اختاره. ولو أنه كان متسامح اكثر تجاه منتقديه لكان الآن مكروها أقل ولكان احتفظ بعلاقة مع الدوائر التي اقترحها عليه موشيه شمير ذات يوم “.

الشخص الاكثر كرها والاكثر اعجابا في اسرائيل اليوم والذي جلس في منتهى السبت الاخير مع زوجته وأولاده على اريكة قديمة في صالون صغير، مكتظ ومزين بتحف ثمينة، ربت بلا توقف على يد زوجته وسحر تقريبا كل محدثيه. وقد كانا في ذاك المساء العكس المطلق تقريبا لما يقولونه عنهما. عكس ما يعتقدونه عنهما. ليس هناك تقريبا شيء قيل عنهما من قبل المنتقدين لهما المملوئين بالاشمئزاز، لم يتبين في ذاك المساء بأنه عكس الصورة التي ظهرت لبضع ساعات في البيت الحجري القديم في اقصى رعنانا.

هو عرف كيفية الاصغاء وهي لم تلمس الكحول. وقد كانت دافئة وغير واثقة بنفسها قليلا وهشة. انجليزيتها اقل كمالا بقليل مما هو دارج الاعتقاد. هو كان مفعم بالطاقة، خلافا للتقارير الاخيرة من الكنيست، هي كانت مرنة. لم يتحدث أحد في السياسة، لم يكن هناك أي سياسي، وصديقاتها كن مضيفات من فترتها السابقة. 

عيد ميلاد سارة نتنياهو في بيت عائلة تسيبر، بمشاركة ابناء عائلة واصدقاء وعدد من الضيوف. من يكرهون نتنياهو سيقولون إن هذا هو مساء آخر من عبادة الشخصية، الاستخذاء والتملق. ولكن الحقيقة هي أن هذا كان مساء دافيء ومثير للاهتمام وحتى أنه كان مؤثر في بعض الاوقات. منذ هذه اللحظة فقد بالتأكيد معظم قراء “هآرتس” الهدوء. 

الشخص يملأ الفراغ بحضوره. هو مثير للفضول اكثر من أي سياسي اسرائيلي الآن، حتى الآن عندما يظهر في شتاء حياته السياسية. من الاكثر سهولة فهم دوافع الاعجاب الاعمى به من فهم مصادر الكراهية العميقة التي يثيرها. في الموضوع الاكثر مصيرية بالنسبة لاسرائيل، تحولها الى دولة ابرتهايد، لم تكن سياسته اسوأ من اسلافه أو من ورثته. كثير من نبوءات الرعب لمن يكرهونه لم تتحقق. اضراره بالديمقراطية، اذا كان هناك شيء كهذا، كان اضرار بمظاهر الديمقراطية، التي تسيطر ديكتاتورية عسكرية على ساحتها الخلفية. بالنسبة لنمط حياته والملفات ضده فان المحكمة ستقول كلمتها. في الصالون في رعنانا جلس رئيس حكومة سابق مفعم بالحيوية ومثير للاهتمام.

في هذه الحالة، لماذا يكرهونه الى هذا الحد، ولماذا يكرهون ايضا كل من يتجرأ على مدحه؟. المستضيف تسيبر وجد في الارشيف ما يمكن أن يكون تفسير جزئي. ربما هذا هو أحد اخطاء نتنياهو المصيرية الذي لم يأخذ بنصيحة قدمها له الكاتب موشيه شمير في رسالة ارسلها اليه في 26 آذار 1993، قبل أن يبدأ كل شيء. “يجب عليك أن تصنع دائرة تأييد واسعة لك، خارج اطار الحزب… بكلمات بسيطة: حضور في الثقافة والمسرح والأدب والاكاديميا. حتى في الفترات الصاخبة اكثر، ليس فقط سياسة. عندما انتهى تسيبر من قراءة الرسالة توسل لنتنياهو وقال له: “أنت لم تصغ لكل النصائح”. ربما أن الكاتب اليميني قد مس هنا شيء معين.

عندما تقضون مساء مع نتنياهو فلا يمكن أن تعودوا وتتساءلوا عن الفجوة التي لا يمكن تصديقها بين مستوى واتساع ثقافته وبين المحيط الذي يعمل فيه. هو اختار هذا المحيط. ولم يستمع الى اقوال شمير. نتنياهو تنازل عن المحيط الآخر مقابل العمل في سياسة اليمين، فقط فيها. وقد استبدل مجالات اهتمامه الطبيعية بمحيط غريب، ضحل وعدائي، واحيانا جاهل ايضا، مقابل استخدام طموحه السياسي منفلت العقال.

الاشمئزاز الذي يشعرون به تجاهه في اليسار ينبع من نمط حياته ومن سياسته، مع قدر قليل من الاخلاق المزدوجة والنفاق تجاه اعضاء المعسكر الذين يتصرفون احيانا مثله. ولكن فوق كل ذلك يحلق الطلاق الذي لا رجعة عنه، الذي اصدره نتنياهو ضد كل من يمكن أن ينتقده. ربما لو أن نتنياهو كان متسامح اكثر تجاه الانتقاد لكان سيحافظ على علاقة مع الدوائر التي اقترحها عليه شمير، وكان سيكون مكروها أقل. بالذات بسبب شخصيته، فمن المؤسف جدا أنه لم يستمع لنصيحة شمير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى