ترجمات عبرية

هآرتس: معركة الروايات تبدأ: هل نتنياهو عرقل تحرير المخطوفين من غزة أم قاده

هآرتس 13/10/2025، يونتان ليسمعركة الروايات تبدأ: هل نتنياهو عرقل تحرير المخطوفين من غزة أم قاده

حتى بوتيرة الاحداث المدهشة والدارجة في الشرق الأوسط فان عملية انهاء الحرب وإعادة المخطوفين هي عملية استثنائية بكل المقاييس: بعد أسبوعين بالضبط على كشف الرئيس دونالد ترامب عن خطته الى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، فان كل المخطوفين ومعظم الجثامين يتوقع ان تعود الى إسرائيل. الجيش الإسرائيلي سحب الان قواته الموجودة في غزة، ونهاية الحرب، كما يبدو، وصلت الى نقطة اللاعودة.

عندما سافر نتنياهو الى نيويورك وواشنطن قبل ثلاثة أسابيع تقريبا لم يكن بالإمكان التقدير بانه يدرك الدراما السياسية الموجودة وراء الكواليس. هل عرف في حينه ان ترامب سيجبره على الاعتذار من قطر؟ هل تخيل ان الرئيس سيأمر إسرائيل بان توقف على الفور عمليات القصف في القطاع؟ هل قدر بانه عندما سيعود الى إسرائيل ستنتهي الحرب بالفعل؟.

في خطابه الناري في الأمم المتحدة لم يكن هناك أي ذكر لكل ذلك. نتنياهو أوضح بان “إسرائيل يجب عليها اكمال المهمة”. والمح الى تصميمه على تنفيذ عملية السيطرة على مدينة غزة التي انطلقت قبل بضعة أيام من ذلك. ذهابة الى البيت الأبيض بعد ذلك قرره بمحاولة بلورة رد مناسب على اقتراح عدة دول للاعتراف بالدولة الفلسطينية: “الرد على المحاولة الأخيرة ليفرضوا علينا دولة إرهاب في قلب بلادنا سيتم اعطاءه بعد عودتي من الولايات المتحدة، انتظروا”، وعد في حينه ولم ينفذ حتى الآن.

من السهل فهم هتافات الاحتقار لنتنياهو في ميدان المخطوفين أول امس: عدد من التحقيقات، من بينها في “هآرتس”، وصفت محاولات رئيس الحكومة تعويق صفقات في السابق. نتنياهو وأعضاء الحكومة لم يخفوا معارضة الصفقات طوال الوقت: وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير تبجح في كانون الثاني الماضي بانه أوقف بنفسه مرة تلو الأخرى الدفع قدما بعقد صفقات بسبب معارضته لها. ونتنياهو أوضح عشية الصفقة السابقة بأنه غير معني بالتوصل الى تحرير كل المخطوفين مقبل وقف القتال.

“أنا مستعد لعقد صفقة جزئية تعيد جزء من الأشخاص. نحن ملزمون باستئناف القتال بعد الهدنة. أنا لن اتنازل عن ذلك”، قال في حزيران 2024 في القناة 14. في نيسان الماضي المتحدث بلسان نتنياهو في حينه عومر دوستري رفض إمكانية الدفع قدما بصفقة شاملة، وهي العملية التي خرج الى حيز التنفيذ في نهاية المطاف. “لا يمكن اعادتهم جميعا. هذه مناورة. يجب ادراك ذلك، لا يمكن اعادتهم”، قال لـ “اخيار 12”. “لا يمكن في هذه الاثناء عقد صفقة واحدة تشمل الجميع مقابل الجميع. حماس تطلب انهاء الحرب. هي تطلب بان نخرج من غزة. ومن قال انها ستطلق سراحهم”.

نتنياهو شدد مرة تلو الأخرى على الصلاحيات المعطاة لطاقم المفاوضات الإسرائيلي من وراء كابنت الحرب، ووضع خطوط حمراء لم تسمح في التقدم في المحادثات. “نتنياهو لم يرغب في الاتفاق”، قال للصحيفة مصدر مطلع على الاتصالات قبل عهد ترامب. “هو أراد مواصلة القتال وقد فعل كل ما في استطاعته كي لا يكون أي تقدم في المفاوضات مع حماس”. في مقابلة مع برنامج “عوفداه” في نيسان 2024 قال مصدر رفيع في طاقم المفاوضات الإسرائيلي: “انا لا اعرف انه بدون نتنياهو كانت ستكون صفقة. ولكني ادرك ان احتمالية الصفقة كانت عالية جدا”.

لم يكن امام حماس مكان لتهرب اليه

غال هيرش، منسق الاسرى المفقودين وعضو طاقم المفاوضات الإسرائيلي، قال في المقابل بان نتنياهو والوزير رون ديرمر قد عملا على الخطة السياسية التي كانت في أساس الصفقة الحالية طوال اكثر من سنة. “الحديث يدور عن خطة سياسية كان لها الكثير من المعارضين ولكنها نجحت”، قال للصحيفة. “ان دمج الخطة السياسية وضغط ترامب وشبكة العلاقات الفريدة التي بنيت بينه وبين رئيس الحكومة ونشاطات الجيش الإسرائيلي والشباك – كل ذلك شكل العامل الذي غير قواعد اللعب. ترامب جلب الزخم للخطة، والعلاقات والقدرات. هذه العمليات بالاجمال منحتنا كمفاوضين الاطار المثالي من اجل التوصل الى الاتفاق”.

في تصريح له في وسائل الاعلام في هذا الأسبوع أوضح نتنياهو بان العملية هي بمبادرته. “انا اعتقدت أننا اذا اضفنا الى الضغط العسكري الكثيف الضغط السياسي الكثيف من صديقنا الكبير دونالد ترامب فان هذا الدمج سيجعل حماس تعيد كل المخطوفين، في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي سيبقى في عمق القطاع ويسيطر على كل النقاط التي تسيطر عليه، وهذا ما حدث”.

هيرش يعتقد ان الاتفاق لم يتم فرضه على إسرائيل، بل على حماس، وان حماس هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن فشل المحادثات قبل ذلك. “انا كنت مع الطاقم الإسرائيلي في الدوحة”، وصف هيرش جولة المفاوضات التي انهارت قبل شهرين. “حماس قامت بالتسويق في المحادثات”. وحسب قوله فانه “في شرم حماس وجدت نفسها بين فكي الكماشة. كان يجب عليها هجوم مطلق، عسكري وسياسي، هذه تحولت الى الخطوة التي أدت الى استسلامها. نحن ننهي المرحلة الأولى ونحن في داخل غزة، محور فيلادلفيا في أيدينا، والمحيط بمساحة كبيرة في أيدينا”.

أساس تراجع حماس، حسب قوله، هو الدمج بين العملية الإسرائيلية في مدينة غزة الى جانب المصادقة في نفس الوقت في الكابنت على خطة النقاط الخمسة لانهاء الحرب التي طرحها نتنياهو (إعادة المخطوفين، نزع سلاح حماس، نزع السلاح من غزة، سيطرة امنية إسرائيلية في القطاع وإقامة نظام فلسطيني لا يرتكز على حماس أو السلطة الفلسطينية). هيرش أضاف بأن “الضغط السياسي والعسكري، مع التأكيد على ما حدث منذ تولي ترامب لمنصبه، هو الذي أدى الى هذا الاتفاق الذي يتضمن التحقيق الكامل للاهداف التي وضعتها إسرائيل. هذا الحاق هزيمة، هذا انتصار”.

مصادر إسرائيلية واجنبة ادعت طوال اشهر بان نتنياهو يفضل القتال على بلورة اتفاق؛ وان رئيس الحكومة خرب بشكل متعمد المفاوضات من اجل التوصل الى صفقة خوفا من انهيار حكومته؛ ولولا مطالبة ترامب بانهاء الحرب على الفور، فان الصفقة الحالية ايضا لم تكن ستخرج الى حيز التنفيذ.

لكن هيرش يثني على سلوك نتنياهو في اشهر المفاوضات الطويلة. “الاتفاق وقع في اعقاب سياسة رئيس الحكومة بان يدمج هذه الضغوط (العسكرية والسياسية) بالكامل معا”، قال. وحسب قوله فان الفرق بين جولة المفاوضات السابقة التي فشلت وبين الجولة الحالية نبع أيضا من الدعم الذي وفره الرئيس الأمريكي: “ترامب نجح في تجنيد الدول الإسلامية وتركيا ولم يعد هناك أي مناص امام حماس”. هو يعتقد ان حقيقة ان المفاوضات لانهاء الحرب استمرت سنتين تقريبا، كانت متوقعة. المجتمع الإسرائيلي تعود على ان الأمور تحدث بسرعة، وتصعب عليه رؤية عملية تستمر لسنتين”، قال. وحسب قوله “انا رايت رئيس الحكومة في 8 أكتوبر، وعندما خرجت من غرفته دخل عليه شخص آخر تم ارساله من اجل معالجة موضوع “اليوم التالي”. رئيس الحكومة ارسله الى مهمة في هذا الشأن في 8 أكتوبر في المساء”.

نتنياهو ربما عمل من وراء الكواليس لبلورة خطة لليوم التالي في غزة. ولكن النقاش الحاسم الذي سيتم عقده اليوم في شرم الشيخ، بمشاركة ترامب وزعماء أوروبيين وعرب، لم تتم دعوة رئيس حكومة إسرائيل. مصدر إسرائيلي رفيع قال للصحيفة بان رئيس الحكومة لم تتم دعوته الى هذا الحدث خوفا من ان يجد زعماء الدول العربية صعوبة في قبول حضوره.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى