ترجمات عبرية

هآرتس: مشاهد القتل المرافق لتوزيع المساعدات ستتكرر

هآرتس 2024-03-05، بقلم: ينيف كوفوفيتش وجاكي خوري: مشاهد القتل المرافق لتوزيع المساعدات ستتكرر

مسؤولون كبار في الجيش يعتقدون أنه اذا لم يقرر المستوى السياسي الجهة التي ستنقل اليها المسؤولية عن تقديم المساعدات الانسانية لسكان قطاع غزة فان احداثا مشابهة لما حدث في شمال القطاع في يوم الخميس ستتكرر. حسب وزارة الصحة التابعة لحماس فانه في هذه الحادثة قتل 116 شخصا اثناء محاولة الوصول الى شاحنة المساعدات التي كانت قافلتها تحت حماية قوات الجيش الاسرائيلي. حسب اقوال هؤلاء المسؤولين فان هناك حاجة الى وجود جسم سلطوي يكون بديلا لحماس في المواضيع المدنية ويكون مسؤولا، ضمن امور اخرى، عن ادخال المساعدات الانسانية.

في الاسابيع الاخيرة حذروا في الجيش الاسرائيلي المستوى السياسي بأنه اذا لم يتم اتخاذ قرارات حول طريقة ادخال المساعدات الى شمال القطاع فان الشرعية من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام لمواصلة القتال يمكن أن تتضرر. هذا الموضوع طرح عدة مرات في الكابنت المصغر والموسع، وجرت نقاشات حول ذلك ايضا مع الولايات المتحدة ومصر والاردن، التي تعمل على زيادة ادخال المساعدات الى القطاع مع التأكيد على شمال القطاع.

أول أمس بدأت الولايات المتحدة بانزال المساعدات الانسانية بواسطة طائرات نقل، ومصادر اميركية قالت إن مساعدات اخرى سيتم انزالها في الايام القريبة القادمة.    

وزارة اعلام حماس ردت على انزال المساعدات وقالت إن عددا من الدول التي تفعل ذلك، بالاساس الولايات المتحدة، تستخدم هذا الامر كغطاء لدعم استمرار القتال وتزويد السلاح لاسرائيل. حسب حماس فان انزال المساعدات يجبر السكان المكتظين الى الركض والبحث عن هذه المساعدات بطريقة تزيد الفوضى فقط. “هم يتوقعون من 2.4 مليون شخص البدء في الركض ومحاولة أخذ ما يمكن أخذه. هناك من ينجحون في السيطرة على المساعدات في الوقت الذي فيه آخرون لا يحصلون على أي شيء”، جاء في البيان. وقد اشاروا في حماس الى أن المساعدات الجوية محدودة من حيث حجم الشحنة، وأن بعض الرزم لا تصل الى اهدافها أو أنها تتضرر نتيجة سقوطها. في الجيش يعارضون موقف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي طرح في السابق أن يتولى الجيش الاسرائيلي ادخال المساعدات. وحسب قولهم فان دخول القوات مع شاحنات المساعدات بصورة تؤدي الى الاحتكاك مع آلاف السكان في القطاع سيعرض حياة الجنود للخطر. بعض وزراء الحكومة يعارضون تدخل حماس في ادخال المساعدات وتوزيعها، لأنه حسب قولهم هذا التدخل سيمكن حماس من السيطرة على السكان.

في جهاز الامن اقترحوا بدائل اخرى لادخال كمية اكبر من المساعدات للقطاع منها نقل المسؤولية الى رجال اعمال فلسطينيين يمكنهم ادخال الشاحنات. أمس نشر في “نيويورك تايمز” بأن اسرائيل نظمت اربع قوافل للمساعدات لشمال القطاع في الاسبوع الماضي، منها التي انتهت بموت 118 فلسطينيا، بالتعاون مع عدد من رجال الاعمال في غزة. حل آخر تم طرحه وهو ادخال المساعدات عن طريق البحر حيث يتم انزال المساعدات في منطقة ميناء غزة، ومن هناك يتم نقلها الى المناطق الاخرى في القطاع.

في الجيش الاسرائيلي اعتبروا أن حل هذه المسألة ورقة مساومة في المفاوضات مع حماس على صفقة تبادل المخطوفين. ولكن الآن بعد أن قامت جهات في المستوى السياسي بتسريب اجزاء من النقاشات ومن مواقف الوزراء، فان جهات رفيعة في الجيش تقدر بأنه لم يعد بالامكان استغلال هذه المسألة.  الجهات الرفيعة نفسها قالت بأنه اذا تولى الجيش الاسرائيلي المسؤولية عن ادخال المساعدات فان السنوار سيدرك بأن اسرائيل قدمت له ورقة بدون مقابل وسيتشدد في شروطه لعقد الصفقة. قادة كبار في الجيش قدروا أن المساعدات الانسانية هي الموضوع المقلق جدا لقيادة حماس من خلال الادراك بأن استمرار الضائقة والجوع في القطاع يمكن أن يوجه غضب الجمهور اليها، وخلق مراكز قوة في القطاع لا تكون تحت سيطرتها.

الشاحنات التي دخلت الى القطاع في الاسابيع الاخيرة تم ضمان حمايتها من قبل رجال شرطة حماس، الذين اهتموا قبل أي شيء آخر باحتياجات حماس وبعد ذلك نقلوا المساعدات للسكان. الولايات المتحدة طلبت من اسرائيل عدم المس برجال الشرطة المسلحين من اجل منع عمليات السلب والفوضى. وخلال اشهر سمحت اسرائيل لهم بحماية الشاحنات. هذه الحماية توقفت بعد أن قام الجيش الاسرائيلي باغتيال مجدي عبد العال في 7 شباط، وهو قائد شرطة رفح والمسؤول عما يحدث في معبر رفح، ايضا قتل عدد من رجال الشرطة بنار الجيش الاسرائيلي.

عندما بدأت الحرب فان الجهة التي كانت مسؤولة عن ادخال المساعدات وتوزيعها هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الاونروا”. وبعد الكشف عن أن بعض موظفيها كانوا متورطين في مذبحة 7 تشرين الاول، وعندما وجدت بنى ارهابية في مواقع الوكالة توقفت بعض الدول عن تمويلها، وفي اسرائيل طلبوا العثور على جهات اخرى تتولى ادخال المساعدات.

“الاونروا” حلت محل برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة، التي كان يجب عليها ادخال المساعدات الانسانية الى مصر من اجل فحصها في معبر كرم أبو سالم وبعد ذلك ادخالها الى القطاع. بعد دخول الشاحنات الاولى من قبل الاونروا تمت مهاجمة السائقين، وبعض الشاحنات تم الاستيلاء عليها بالتهديد من قبل نشطاء حماس ونقلت اليها.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى