ترجمات عبرية

هآرتس: متى سنفهم بأن كريم يونس وإخوانه مقاتلو حريّة؟

هآرتس 2023-01-08، بقلم: جدعون ليفيمتى سنفهم بأن كريم يونس وإخوانه مقاتلو حريّة؟

أهلاً وسهلاً، يا كريم يونس. سررتُ جدا لتحررك. أي إنسان له مشاعر إنسانية لا يمكن أن يبقى غير منفعل أمام صور وصولك إلى البيت بعد قضاء أربعين سنة في السجن. العناق من قبل الشباب وزغاريد النساء وتعابير وجه هذا الرجل الكبير في السن الذي قضى معظم حياته في السجن. هذه كما يبدو هي المرة الأولى التي يعانقه فيها شخص خلال أربعين سنة. هذه هي المرة الأولى التي يمكنه فيها أن يسير بحرية. ألا يثير هذا الانفعال؟

كريم يونس حكم عليه بالسجن المؤبد بسبب مشاركته في قتل الجندي آفي برومبرغ.

لا يوجد تقريبا أي سجين يبقى في السجن مدة أربعين سنة على عملية قتل واحدة. السجن مدة أربعين سنة هو عقوبة غير إنسانية وغير متزنة تقريبا بكل المعايير.

حتى يغئال عمير لا يستحقها. يونس هو إسرائيلي، لذلك تتعامل إسرائيل معه بوحشية أكثر من السجناء من “المناطق”، وبالطبع أكثر من اليهود. أيضا في إطلاق سراحه تصرفت معه بشكل مشين. فقد تم رميه في محطة حافلات في رعنانا بعد أربعين سنة كي لا يفرحوا في وادي عارة. من الجيد أنهم لم يقوموا برميه في مزبلة. في بلاد المناورات فإن وزير الأمن القومي ذهب بسرعة إلى سجن نفحة من أجل “التأكد من أن من قتل أي يهودي لن يحصل على ظروف أفضل من الظروف القائمة”.

يا إيتمار بن غفير، ليس كل سجين فلسطيني هو قاتل. وحتى القاتل من حقه أن يحصل على ظروف اعتقال عادلة ومنطقية أكثر من السجناء الأمنيين.

أربعون سنة دون إجازات أو محادثات هاتفية أو إمكانية للزواج، هذا هو وجه الظلم.

أعضاء اليمين، الذين يصرخون، طالبوا بطرده. حتى مراسلة من الوسط، طال شنايدر، كتبت “من المهين رؤية السعادة التي استقبل بها قاتل. هذا السلوك يثير الغثيان”.

ردها هو المقرف. في دولة فيها الجنود يقتلون كل يوم تقريبا الشباب وكبار السن، بعضهم أبرياء وتقريبا جميعهم لم تكن هناك أي حاجة حقيقية لقتلهم، فإن الغثيان يثور إزاء رد الإسرائيليين الشرير.

من المسموح للفلسطينيين الإسرائيليين أن يعتبروا يونس بطلا. وأكثر من ذلك من المسموح لهم أن يفرحوا بإطلاق سراحه. هل هذا يثير الغثيان؟ إلى أين تصل كراهية العرب والأخلاق المزدوجة في المجتمع الذي يقدس كل جندي وكل مجرم حرب؟

التقيت معه في 2011 في سجن شطة، في مكتب قائد السجن الذي كانت صورة الحاخام ميلوفوفيتش تزينه.

ظهر يونس لي منحنيا قليلا وقاسيا وغاضبا. كان في حينه مسجونا منذ أكثر من عشرين سنة. “قتلوا الأمل لدي”، قال لي. “ما الذي يعتقده سجين إذا لم تؤدِ سبع سنوات من مفاوضات السلام إلى إطلاق سراحه؟ هل عملية اختطاف من قبل ‘حزب الله’ ستؤدي إلى إطلاق سراحه؟ تفهم إسرائيل فقط لغة القوة”.

قبل عشر سنوات كانت أمه صبحية (78 سنة) في حينه تنتظره. يوم الخميس قام بزيارة قبرها. عندما قامت بزيارته ذات مرة لم يسمح السجانون بإدخالها على الكرسي المتحرك. وعندما بكت قالت لها السجانة: “ابكي، ابكي. أم جلعاد شاليت تبكي كل يوم”.

متى سيبدأ الإسرائيليون بالفهم أن هؤلاء الأشخاص هم جنود يتحلون بالشجاعة من أجل النضال للتحرر الوطني، ليس فقط بالنسبة لأبناء شعبهم، بل أيضا عند النظر اليهم بعين واقعية؟ متى ستشتعل المشاعر الإنسانية تجاههم؟

بقي خلفه عميد السجناء الجديد، وليد دقة المريض. دقة حكم عليه في 1984 بالسجن المؤبد، الذي تحدد بـ 37 سنة. قبل عشرين سنة تقريبا كتب “أكتب لكم من الزمن الموازي. أحد شباب الانتفاضة قال لي إن هناك أمورا كثيرة تغيرت في زمنكم. الهاتف لم يعد له قرص والإطارات لا يوجد فيها إطار داخلي…”. في 2014 استعدوا في باقة الغربية لإطلاق سراحه، وشقيقه أسعد قام بشراء 200 بالون مضيء. تم إلغاء إطلاق سراحه. كان من المفروض أن يتم إطلاق سراحه في آذار ولكن تم الحكم عليه مدة سنتين ونصف السنة بسبب عملية تهريب الهواتف المحمولة التي قام بها عضو الكنيست السابق، باسم غطاس.

“كان يمكنني مواصلة حياتي في العمل كدهان أو كعامل في محطة وقود، كان يمكنني أن أشتري شاحنة، ولكني شاهدت فظائع حرب لبنان والمذبحة في صبرا وشاتيلا التي أصابتني بالصدمة. والغرق في تبلد الإحساس إزاء الفظائع هو المؤشر على الخضوع”. كتب. متى سنفهم ذلك؟

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى