ترجمات عبرية

هآرتس: ما معنى استفزاز المسلمين في احد اكثر الأماكن حساسية لهم ؟

هآرتس 29/5/2022، بقلم: أسرة التحرير

رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ووزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف، ووزير الدفاع بيني غانتس، والجيش، والشرطة، و”الشاباك” – كل أولئك وغيرهم خرجوا عن أطوارهم كي يسمحوا اليوم لمسيرة الأعلام للاستفزاز بتفوق يهودي في الحي الإسلامي في شرقي القدس. بدلاً من عمل كل ما يلزم لمنع اشتعال إقليمي زائد، لإبداء حذر ومسؤولية عامة لمنع قوميين يهود متطرفين من إثارة الشرق الأوسط في المكان الأكثر حساسية في العالم، اختار بينيت وبار-ليف الانثناء انطلاقاً من إيمان سخيف بأن هذا يسمى بث السيادة. المهم هو استمرار خدعة “القدس الموحدة”. فالتسامح تجاه المحافل المتطرفة وقارعي طبول النزاع والشقاق أصبح علامة تعريف للحكومة. وتبدي الحكومة ومحافل الأمن تعاطفاً مع مخالفي القانون في بؤرة “حومش” الاستيطانية أيضاً. بالتوازي، تتخذ الدولة يداً متشددة تجاه المتظاهرين الذين يطالبون الدولة احترام القانون وإخلاء “حومش”.

بينما سيحظى النائب ايتمار بن غفير اليوم بالسير في مسيرة الأعلام، حتى بثمن دهورة إسرائيل إلى “حارس الأسوار 2” – بإسناد من الشرطة والجيش و”الشاباك”، فقد منعت الشرطة والجيش أمس وصول الباصات التي تحمل عشرات نشطاء اليسار ممن جاءوا للتظاهر في مستوطنة “حومش” المخلاة، وبينهم النواب موسي راز وغابي لسكي من “ميرتس”، وعوفر كسيف من “القائمة المشتركة”. أُنزل المتظاهرون من الباصات في الطريق إلى هناك. يعد هذا كسوفاً حقيقياً. نعم للعنف، ولا للسلام. بن غفير “نعم”، أما النائبان راز ولسكي من “ميرتس” فـ”لا”. عالم مقلوب.

قال غانتس في بداية الأسبوع الماضي إن “حومش ستخلى”. وقال وزير الخارجية يئير لبيد ” لا ينبغي أن تكون هناك أماكن غير قانونية”. إذن، فقد قالا. أما على الأرض، فالإجرام يحتفل بإسناد كامل من الحكومة ومحافل الأمن. ومن هم الذين يتم إيقافهم؟ اليساريون من “السلام الآن” بالطبع. الخميس، أعلن قائد المنطقة الوسطى بأن المظاهرة المخطط لها غير قانونية بموجب منع دخول الإسرائيليين إلى “حومش”، والذي تقرر في قانون فك الارتباط. حسب الشرطة، فإن سبب الاعتقال هو “تخوف حقيقي من المس بسلامة الجمهور وأمنه ومن مواجهات عنيفة”. غير أنه منذ العملية التي قتل فيها يهودا ديمنتمن على مدخل البؤرة، يستثني الجيش منع مستوطنين من مدرسة “حومش” الدينية، بل سمح بأن تقام بضع مسيرات جماهيرية إلى المكان. يتبين مرة أخرى بأن حكم اليساري ليس كحكم المستوطن الذي يرفع فوق القانون. أول أمس، صعد عشرات المستوطنين سيراً على الأقدام إلى حومش دون عراقيل، وجاء من الجيش الإسرائيلي بأنه رغم محاولته منع دخولهم، فقد نجح بعضهم في الوصول إلى المكان – بالمقابل، أوقفوا اليساريين من “السلام الآن” ممن وصلوا أمس بشكل غير عنيف، على مسافة 10 كيلومترات عن هناك. في نظر بينيت وحكومة التغيير، يبدو أن اليسارية، وليس العنف، هي مقوضة أسس الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى