ترجمات عبرية

هآرتس: ما زالوا يقتلون المدنيين

هآرتس 17/8/2022،  بقلم: أسرة التحرير

مع انتهاء حملة “بزوغ الفجر”، تباهى رئيس الوزراء يئير لبيد بأن “الحملة أعادت المبادرة والردع الإسرائيليين”، وأضاف بأن “كل الأهداف تحققت”، مفصلاً بـ “بماذا” و”كيف”. فقد تكبد عناء التشديد على “أننا بذلنا جهداً خاصاً لمنع المس بغير المشاركين. دولة إسرائيل لن تعتذر عن أنها تحمي سكانها في ظل استخدام القوة. لكن موت الأبرياء ولا سيما الأطفال، يحطم القلب.

في ضوء ما نشر أمس عن القاصرين الخمسة الذين قتلوا في اليوم الأخير للحملة بغارة لسلاح الجو، فإن هذا تصريح منقطع عن الواقع. فالمعطيات تثبت بأن الجهد الخاص الذي يبذله الجيش لمنع المس بغير المشاركين لم ينجح في اختبار الواقع، وهو يستخدم كقصة يطيب لإسرائيل أن ترويها لنفسها وللعالم، مثل قصة أن الجيش الإسرائيلي هو “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”.

الجيش الإسرائيلي هو الذي قتل جميل نجم الدين ابن الثلاثة، وجميل إيهاب نجم ابن الـ 13، ونظمي أبو كرش ابن الـ 15 ومحمد وحامد نجم ابني الـ 16. الخمسة قتلوا في 7 آب في قصف لسلاح الجو قرب مقبرة الفالوجة شرقي جباليا.

إن قتل ثمانية مدنيين قبل يوم من ذلك بإطلاق فاشل لصاروخ من قبل الجهاد، تسبب لدى كثيرين بالاعتقاد أنها حادثة مشابهة: “ها هو الجهاد الإسلامي مرة أخرى يقتل الفلسطينيين في غزة، وليس الجيش الإسرائيلي”. ومع ذلك، كشف التحقيق العسكري بعدم حدوث إطلاقات للصواريخ في المكان وأن سلاح الجو هو الذي نفذ غارته هناك في ذاك الوقت.

كما أن المحقق العسكري يغيل ليفي (“هآرتس” أول أمس) كشف النقاب عن الفجوة بين الإعلام الرسمي الإسرائيلي الذي يشدد على الرغبة في تقليص المس بالمدنيين، وبين سلوك قوات الجيش الإسرائيلي. وحسب ليفي، فإن 42 في المئة من عموم القتلى في “بزوغ الفجر” كانوا مدنيين، وذلك مثل حملة “حارس الأسوار” في السنة الماضية، ولنسبة المصابين المدنيين في “عمود السحاب” في 2012 – ثلاث حملات استندت بشكل كامل إلى الهجمات من بعيد، ولا سيما من الجو.

وعقب الجيش الإسرائيلي على نبأ قتل الأطفال بأن “ملابسات الحدث تحت الفحص”. نأمل بأن يتم هذا فعلاً، ولكن بالتوازي يجدر أن يؤخذ بالحسبان أن الجيش الإسرائيلي يفحص نفسه منذ سنين، والمعطيات تفيد بأنه لم يطرأ انخفاض في نسب المس بالمدنيين. وعليه، فجدير بالجيش – وكذا القيادة السياسية التي تشرف عليه – التقليل من خطاب الجهود الخاصة التي تبذل لعدم المس بالمدنيين، وأن تبذل بدلاً من ذلك جهود أكبر لعدم المس بالمدنيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى