ترجمات عبرية

هآرتس: ما الذي يجب فعله قبل الجولة القادمة مع حزب الله

هآرتس – اسحق بريك – 9/12/2025 ما الذي يجب فعله قبل الجولة القادمة مع حزب الله

جميعنا نسمع في وسائل الاعلام بان الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة أخرى من الحرب مع حزب الله في لبنان، اذا لم يتم نزع سلاحه في المنطقة الموجودة بين حدود إسرائيل ونهر الليطاني في جنوب لبنان. ولانه من الواضح ان هذا التجريد لن يحدث في المستقبل المنظور – حيث ان الجيش اللبناني لا يمكنه تنفيذ ذلك كما تحدد في الاتفاق. في نهاية المطاف اذا كان تهديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس سيتحقق، فانه يتوقع خلال أسابيع أو اشهر ان نجد انفسنا مرة أخرى في مواجهة عنيفة مع حزب الله.

هل وضعنا سيتغير الى الأفضل في الجولة القادمة امام حزب الله؟ للأسف، انا اعتقد انه لا توجد لرئيس الأركان ايال زمير الشجاعة كي يعرض على المستوى السياسي الوضع الحقيقي للجيش الإسرائيلي. نتيجة لذلك فان رئيس الأركان يتحمل المسؤولية عن مهمات لا يمكنه تنفيذها، والثمن سيكون باهظ جدا.

ايال زمير تم تعيينه في منصب رئيس الأركان في آذار 2025، قبل تسعة اشهر تقريبا. نحن نتذكر جيدا تصريحاته عندما تسلم منصبه ووعوده للمستوى السياسي بانه سينجح في المكان الذي فشل فيه سلفه هرتسي هليفي: هزيمة حماس في قطاع غزة وتحرير المخطوفين بالضغط العسكري. كما هو معروف، هو لم يقم بالوفاء بهذه الوعود. تحرير المخطوفين تحقق فقط بعد تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أيضا في هذه المرة زمير لا يعرض على المستوى السياسي الوضع الحقيقي وقدرات الجيش الإسرائيلي لتحقيق هدف نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان، بواسطة جولة قتال أخرى، بما في ذلك استخدام سلاح الجو والقوات البرية. في الجولة السابقة مع حزب الله قبل سنة، عملت قواتنا في جنوب لبنان بالتعاون بين سلاح الجو وسلاح البر. ورغم أن الضربة الشديدة التي تعرض لها حزب الله، بما في ذلك قتل معظم قادته والاضرار الشديد بسلاحه واحتلال القرى القريبة من الحدود، الا ان الجيش الإسرائيلي لم يحقق هدفه وهو ابعاد حزب الله الى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه في جنوب لبنان.

هذا الإنجاز حرم منه الجيش الإسرائيلي لنفس السبب الذي دفعه لاجلاء كل قواته من لبنان (باستثناء خمسة مواقع مراقبة ليست لها أهمية عملياتية). وكان السبب الرئيسي لذلك هو عدم امتلاك الجيش الإسرائيلي قوات كافية للبقاء في المناطق التي احتلها. فقد انخفض حجم الجيش البري الى الثلث خلال العشرين سنة الاخيرة، وبالتالي لم تكن لديه قوات احتياط قادرة على تعويض القوات المقاتلة. لذلك اضطر الى ترك المنطقة بعد احتلالها.

هذا بالضبط ما حدث في غلاف غزة: بسرعة تم التخلي عن كل المنطقة التي تم احتلالها، وتم شن غارات متكررة على نفس المناطق التي احتلت في السابق. لذلك، لم نتمكن من هزيمة حماس. بالغارات لا يمكن كسب الحرب. 

من المهم تذكر ان الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي لا يمتلكون القدرة على هزيمة حزب الله في كل أراضي لبنان. إسرائيل تطالب بنزع سلاح حزب الله فقط في الجزء الجنوبي من لبنان، من الليطاني حتى حدود إسرائيل، لكن الجزء الأكبر من قوة التنظيم يتمركز في شمال الليطاني، في معظم ارجاء لبنان. في هذه المناطق يوجد لحزب الله مئات كيلومترات الانفاق وآلاف الصواريخ والقذائف، التي بعضها بقي لديه بعد الجولة الأخيرة، وبعضها حصل عليه في السنة الأخيرة، ضمن أمور أخرى، كنتيجة الدعم المالي والدعم بالسلاح من ايران الذي يستمر في الوصول اليه من خلال التهريب. واضح لإسرائيل أنه لا يمكنها هزيمة حزب الله في هذه المناطق، لذلك هي تتحدث فقط عن القاطع الجنوبي في لبنان.

هذا يعني ان حزب الله سيتمكن من العودة الى جنوب لبنان بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها (بارادته، بسبب عدم امتلاكه قوات كافية من اجل البقاء فيها). هذا ما حدث في الجولة السابقة وهو ما سيحدث في الجولة القادمة اذا حدثت. سلاح الجو لوحده لا يمكنه منع حزب الله من التسلل من الشمال الى الجنوب مرة تلو الأخرى بعد كل جولة. 

تجدر الإشارة الى ان حزب الله تعلم من الجولة السابقة التي تم شنها قبل سنة، ونشر سلاحه وذخائره في أماكن متفرقة ضمن مئات الكيلومترات من الانفاق التي يسيطر عليها في ارجاء لبنان شمال الليطاني. الان لا تستطيع طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ضرب مخازن السلاح لحزب الله، التي كانت مركزة في السابق في أماكن معروفة للجيش الإسرائيلي. 

ماذا سيحدث في جولة أخرى؟ لا شك ان إسرائيل، حتى لو بادرت الى الجولة، ستتلقى ضربة مؤلمة. وهذا حتى قبل تدخل ايران أو اندلاع مواجهات في قطاعات أخرى. جولة أخرى لن تؤدي الى هزيمة حزب الله في جنوب لبنان، وحتى لو تم التوصل الى اتفاق ينسحب بموجبه حزب الله من جنوب لبنان، فهذا سيكون مؤقت. يمكن للحزب العودة الى جنوب لبنان متى يشاء. 

في المقابل، هذه الجولة ستسبب لها ضرر كبير: 

  • تدمير البنى التحتية وسقوط ضحايا بين المدنيين والمقاتلين.
  • صعوبة سيواجهها السكان العائدين الى بيوتهم على الحدود الشمالية، وقد يترك بعضهم مجددا.
  • تفاقم انقطاع إسرائيل عن العالم: حظر السلاح والمقاطعة الاقتصادية والثقافية والعلمية والأكاديمية.
  • فجوة في الميزانية لا يمكننا الخروج منها.
  • تفاقم العلاقات مع الدول العربية، التي يوجد بيننا وبينها سلام.

هذا ناهيك عن تآكل الجيش، الذي انهك حتى النخاع في السنتين الأخيرتين، وقدراته الآن اقل مما كانت عليه قبل الحرب. كل ذلك سيقود إسرائيل الى طريق مسدود ويقربها من الانهيار. وحتى لو تضررت البنى التحتية في لبنان وقتل المزيد من عناصر حزب الله، فان هذا التنظيم سيتمكن من التعايش مع هذا الوضع، بالضبط مثلما تتعايش حماس مع انقاض غزة. بالنسبة لنا كل جولة إضافية تضعف إسرائيل ولا تحقق أي هدف.

الطريقة الوحيدة للسيطرة على جنوب لبنان والقضاء على حزب الله وسلاحه في هذه المنطقة هي تعزيز الجيش البري قبل الجولة القادمة، هذا سيسمح باحتلال جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، الامر الذي سيسمح للجيش الإسرائيلي بالبقاء لفترة طويلة على طول الليطاني، الذي سيكون بمثابة حاجز بين قواتنا وحزب الله، بدعم امريكي بالطبع، ومع استمرار هجمات سلاح الجو مثلما هي الحال الآن. هكذا سيدرك حزب الله أخيرا انه لا فائدة من محاولة السيطرة على جنوب لبنان مرة أخرى، وإسرائيل ستتمتع بمرونة اكبر لتخفيف قواتها هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى