ترجمات عبرية

هآرتس: ماذا وراء إطلاق حزب الله المسيرات تجاه منصة الغاز؟

هآرتس 2022-07-03، بقلم: عاموس هرئيل

ما الذي كانت تبحث عنه المسيرات الثلاث التابعة لـ “حزب الله”، ظهيرة أول من أمس، فوق المياه الإقليمية لإسرائيل في البحر المتوسط، مع اقتراب مقلق من منصة الغاز الجديدة “كريش”؟ يقدر الجيش أن هذه لم تكن محاولة لتنفيذ عملية.

عندما أُسقطت المسيرات الثلاث بنجاح لم تظهر انفجارات جانبية، ما يشير كما يبدو إلى أنها لم تكن تحمل عبوات ناسفة.

تبدو عملية “حزب الله” أشبه بـإعلان نوايا. وُضعت المنصة قبل بضعة أسابيع جنوب الحدود البحرية مع لبنان. وعبرت شخصيات رفيعة في الحكومة اللبنانية عن التحفظ على ذلك بذريعة “مدحوضة” بأن إسرائيل قد اخترقت المياه الإقليمية اللبنانية. وأطلق رئيس “حزب الله”، حسن نصر الله، تهديدات لإسرائيل بهذا الشأن.

استأنفت الحكومات، مؤخراً، الاتصالات حول تحديد دقيق لخط الحدود بوساطة أميركية، ويعيق تصميم حكومة بيروت على عدم تسوية هذه القضية البدء في التنقيب عن الغاز، حتى في الحقول الشمالية والتي توجد بصورة واضحة في نطاق سيطرتها، رغم أن هذه الدولة الفقيرة بحاجة إلى مصادر طاقة خاصة بها.

من المرجح أنه بوساطة اختراق الطائرات المسيرة كان حزب الله ينوي إرسال رسالة تهديد لإسرائيل، أو أنه أراد أن ينشر بعد ذلك صوراً تظهر قدرته على المس بذخائر اقتصادية حيوية فيها.

إيران، التي تؤيد حزب الله وجزء كبير من عمليات التنظيم يتم تنسيقها معها، أثبتت في السابق قدرات تدميرية واسعة عندما استعانت بالمتمردين الحوثيين في اليمن لتنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة ضد مواقع نفط كبيرة في السعودية وفي اتحاد الإمارات.

محاولة “حزب الله” تم إحباطها عن طريق تعاون عملياتي وثيق بين سلاح الجو وسلاح البحرية. وطارت المسيرات بسرعة منخفضة وارتفاع منخفض، بصورة تُصعّب اكتشافها.

ولكن عثر على المسيرات الثلاث، إحداها تم إسقاطها بوساطة طائرة “اف 16″، والأخرى بوساطة سفن صواريخ سلاح البحرية، بوساطة منظومة الصواريخ “براك 1”.

سجّل سلاح البحرية لنفسه اعتراضا عملياتيا أول بمساعدة هذه المنظومة، وهذا إثبات على قدرة عملية ستزيد بالتأكيد اهتمام دول كثيرة بشراء الصواريخ الإسرائيلية. وقد تبين أنه في هذه الحالة قرأ جهاز الأمن جيدا الصورة مسبقا عندما خطط غلاف دفاع حول منصات الغاز.

الإغراء بالنسبة لـ “حزب الله” وإيران ببساطة هو إغراء كبير جدا. يجب الأخذ في الحسبان بأنهم سيتصرفون هكذا أيضا في حال حدوث أي معركة في لبنان أو أي مواجهة أكبر بين إسرائيل وإيران.

بشكل عام، تدخُّل إيران في الساحة الشمالية لإسرائيل واضح وصريح في هذه الفترة. ويبدو أن الحادثة الأخيرة مرتبطة أيضا بالصورة العامة، التي زادت فيها إسرائيل وإيران الهجمات المتبادلة بأبعاد مختلفة.

نسبت إيران لإسرائيل اغتيال ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني في طهران في أيار، وحاولت دون نجاح المس بمواطنين إسرائيليين انتقاماً في تركيا خلال حزيران. في الأسابيع الأخيرة يبدو أنه تم تسريع أيضا لهجمات السايبر المتبادلة بدرجة كبيرة مع أضرار سجلت في الطرفين.

ثمة جبهة أخرى تجري في سورية. فصباح أول من أمس نُشر عن هجوم إسرائيلي استثنائي، حتى في وضح النهار، في شمال غربي سورية، جنوب ميناء طرطوس. التوقيت والمكان النادران يدلان، كما يبدو، على أنه كانت هناك حاجة فورية لإعاقة إرسالية سلاح تم تهريبها إلى الأراضي السورية.

في الهجوم الأخير تم الحديث عن احتمالية أن تحاول إيران تحسين قدرات الدفاع الجوي لسورية و”حزب الله”، إلى جانب بطاريات متقدمة نشرتها روسيا في سورية. سلاح الجو قلق منذ سنوات من محاولات تقليص مجال عمله في الجبهة الشمالية.

يحدث كل ذلك الآن في ولاية رئيس حكومة، ألقى، أول من أمس، خطابه الأول للأمة، وقبل أقل من أربعة أشهر على إجراء الانتخابات. راكم لابيد تجربة سياسية وأمنية عضوا رفيعا في الكابينت في السنة الأخيرة (قبل ذلك وزيراً للمالية في حكومة نتنياهو لمدة سنتين). وهو أيضا محاط بقيادة أمنية مجربة، من وزير الدفاع بني غانتس وحتى رؤساء الأجهزة الأمنية.

مع ذلك، يصعب استبعاد إمكانية أن أعداء إسرائيل يريدون فحص درجة تصميم الحكومة الانتقالية في الفترة القريبة القادمة.

حدث هذا في السابق لرؤساء حكومة جدد. فبنيامين نتنياهو تورط عندما قام بفتح نفق الحشمونئيم في فترة قصيرة لتسلمه المنصب في العام 1996؛ ايهود اولمرت، رد بشكل زائد وسريع على اختطاف جنود الاحتياط على يدي “حزب الله” في 2006 وتورط في حرب لبنان الثانية، وفي الواقع لم ينهض منها؛ لابيد، الذي يدخل حملة انتخابات صاخبة، يجب عليه تكريس اهتمام ووقت كبيرين أيضا للصورة الأمنية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى