ترجمات عبرية

هآرتس: ماذا تعرفون عن الجيش الاسرائيلي

هآرتس 27/11/2025، جدعون ليفيماذا تعرفون عن الجيش الاسرائيلي

ما الذي نعرفه عن جيشنا؟ تقريبا لا شيء. ما الذي نعرفه عن نوعية قادته؟ أقل بكثير. كل ضابط كبير يتم تعيينه في منصب يتوج على الفور من قبل جوقة المراسلين العسكريين بلقب “ضابط مبجل” – دائما ضابط مبجل، ومن غير الواضح من قبل من هذا الضابط مبجل – بعد ذلك تمر فترته بدون ان يكون لأحد من المدنيين أي فكرة ما اذا كان هذا الضابط جيد. الجنرالات لا يجرون مقابلات، باستثناء مقابلات العلاقات العامة المملة والمحرجة التي ينظمها لهم المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. ولا أحد يعرف هل هم جيدون؟ هل هم سيئون؟ وهل الجيش الذي تحت امرتهم جيد؟ هل هو مستعد؟ من يعرف.

بعد ذلك يتسرحون من الجيش ويتحولون الى محللين في الاستوديوهات وأزهار لسياسيين، وبعد ذلك تنكشف عورتهم بالكامل. يتبين أنه تم تضليلنا وخداعنا. الضابط المبجل هو احيانا شرنقة. فالشخص الذي فعل العجائب تبين أنه غبي. وبدون ذكر اسماء هناك امثلة لا تحصى على ذلك.

الكثير من ضباط الجيش الاسرائيلي ومن رؤساء الشباك والموساد ايضا، الذين تحيط بهم الهالة، عندما يخرجون الى الضوء فانهم يسيئون الى هذه الهالة. كان من الافضل لهم ان يبقوا في الظلام، خاصة في السنتين الاخيرتين التي سيطر فيها جنرالات الاحتياط على الاستوديوهات في التلفزيون. كل ضابط وعميل يعتقد انه يمكنه التحدث عن أي موضوع في العالم – والحرج يزداد. هل هؤلاء هم الاشخاص الذين تولوا حياتنا وموتنا، وقمنا بعبادتهم؟.

اسرائيل تعيش في حالة اضطراب في هذا الاسبوع فيما يتعلق بهم. هل سيتم تعيين في الظل في منصب الملحق العسكري في واشنطن، هل سيستمر اللواء شوم في منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. الانفاس احتبست. لا احد يعرف من هم وماذا يساوون، لكن كل واحد له رأي حول من هو المناسب ومن هو لا. وهكذا ايضا بخصوص المعركة بين الكبار، وزير الدفاع ورئيس الاركان: كل واحد منهما له رأي حول من هو الجيد ومن هو السيء.

يبدو أن المعسكر الديمقراطي كان يجب أن يكون مسرور بانه يوجد وزير دفاع مدني، الذي يوقف الجيش ويضع له حدود. ايضا حقيقة ان معسكر اليمين، بالتحديد هو، يذبح البقرة الاكثر قدسية، أي الجيش الاسرائيلي، يجب ان تشجع حتى لو تم هذا الامر لاسباب غير صحيحة.

الجيش الاسرائيلي تحول الى وحش منفلت العقال. فقط جنون الانظمة في اسرائيل هو ما يجعل رأس الجهاز الظلامي، الشباك، حارس الديمقراطية، ورئيس الاركان بطل المعسكر الليبرالي، وضحية للشخص الشرير – وزير الدفاع المدني. صحيح ان يسرائيل كاتس بذل كل جهده كي يصبح اسم مثير للسخرية والاشمئزاز. ولكن ما الذي نعرفه عن خصمه ايال زمير؟ هل هو رئيس اركان جيد؟ هل هو سيء؟ من يعرف. انتظروا حتى يجلس في الاستوديوهات كمواطن عادي، ربما عندها سنخفض عيوننا نحو الارض من الحرج مرة اخرى.

المعروف لا يهم معظم الاسرائيليين. زمير هو قائد الجيش الذي حول غزة الى مقبرة وانقاض. هو قائد الجيش الذي نفذ (وينفذ) جرائم حرب وابادة جماعية. هو قائد الجيش الذي جنود يسرقون ابقار الفلسطينيين ولا يتم تقديمهم للمحاكمة. كل تاييد له، حتى امام كاتس الشيطان، هو تاييد لافعاله التي ستكشف وستحاكم ذات يوم، وهذا ما نأمله على الاقل في اختبار التاريخ، اذا لم يكن قبل ذلك.

يصعب التصديق كيف ان شخص مشاركته في تجاوزات مقلقة جدا للقانون الدولي واضحة تماما، نفس هذه المشاركة لا تزيد ولا تنقص من تقدير الجمهور له، وكأن الامر يتعلق بموضوع هامشي، هواية منسية. ليس فقط هو، بل جميع قادة الجيش الاسرائيلي وجنوده لا تتم محاكمتهم من قبل الجمهور على افعالهم. كل شيء يغفره لهم لأنهم يحمونه، حتى يغفر لهم اخفاقات 7 اكتوبر. في اسبرطة 2025 الجيش الاسرائيلي ما يزال يقف فوق كل شبهة، مثل البقرة المقدسة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى