ترجمات عبرية

هآرتس: ماذا بعد الإعلان الأمريكي بشأن الرصاصة التي قتلت شيرين ابو عاقلة؟

هآرتس 6/7/2022، بقلم: أسرة التحرير

في ختام فحص باليستي للرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أول أمس بأنه لا يمكن تأكيد هويد قاتلها، لكنها أضافت بأن ثمة افتراضاً أن النار قد أطلقت من جهة مواقع الجيش الإسرائيلي.

رغم أن الأمريكيين أوضحوا بأنه “ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن النار كانت مقصودة، بل نتيجة ظروف مأساوية”، في الجيش الإسرائيلي على ما يبدو لم يستطيبوا الاستنتاج الذي يعزو النار (باحتمالية عالية) لقواتنا. وبالتالي ماذا فعلوا؟ أسقطوا الجزء الذي لا يروق لهم. في بيان الرد الذي نشره الجيش، لم يكن هناك أي ذكر لاستنتاج الأمريكيين بمعقولية الافتراض بأن الجيش الإسرائيلي هو الذي أطلق الرصاصة. فقد أفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكن القول بيقين من أي سلاح أطلقت الرصاصة، بسبب حالة الرصاصة وجودة علائمها.

وسار وزير الدفاع بيني غانتس شوطاً أبعد، فوجد المسؤول الحقيقي عن موت أبو عاقلة: على حد قوله، “يجب أن نتذكر بأن من يتحمل المسؤولية عن الحدث هم قبل كل شيء الإرهابيون الذين يعملون من داخل السكان المدنيين”. لا جديد تحت الشمس الإسرائيلية: الفلسطينيون يقتلون أنفسهم.

لا يمكن أن تتجاهل إسرائيل هذا الاستنتاج: حسب الفحوصات، ثمة “احتمال عال” أن يكون الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن إطلاق الرصاصة. وليس الأمريكيون وحدهم هم الذين استنتجوا ذلك. ففي الأسبوع الماضي، في التحقيق الذي أجرته، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بأن أبو عاقلة قتلت بنار جنود الجيش الإسرائيلي. كما أن شبكة CNN، التي أجرت تحقيقاً خاصاً بها توصلت إلى استنتاج مشابه.

وهنا أيضاً، جاء من الجيش الإسرائيلي بأنه: “وفقاً لنتائج الفحص، أصدر رئيس الأركان أفيف كوخافي تعليماته لمواصلة العمل، للاستيضاح والتحقيق في الحدث في ظل استخدام عموم الأدوات التي تحت تصرفنا وفي ظل الالتزام بالشفافية وكشف الحقيقة”. لكنه باستثناء الكلمات الجميلة، لم يقل من الذي سيستوضح، ومن سيحقق، وبأي أدوات ووسائل.

الجيش الإسرائيلي ملزم بتقديم أجوبة حقيقية على ظروف قتل الصحافية التي كانت رمزاً فلسطينياً في حياتها ومماتها، فما بالك بعد أن دنست إسرائيل نعشها في أثناء التشييع. بدلاً من تضليل كل العالم مرة أخرى بوعود غامضة وبحملة إعلام لا تنتهي، يجب المطالبة بفتح تحقيق جنائي شرطي فوراً.

حتى لو كان مثل هذا التحقيق يميل دوماً لأن يكون بمثابة “الجيش الإسرائيلي يحقق مع نفسه” ومع ذلك، فإنه أفضل عشرات المرات من تنكر إسرائيل للحقيقة البسيطة: أصابع الذين حققوا في هذه الحالة موجهة إلى جنود وحدة دوفدفان – حتى وإن كان باحتمالية عالية “فقط”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى