ترجمات عبرية

هآرتس: ليس لدي أي توقعات من الأكاديمية الإسرائيلية

هآرتس 17/3/2024، عميرة هاس: ليس لدي أي توقعات من الأكاديمية الإسرائيلية

موقف الجامعة العبرية الرسمي هو أن اسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. هذا ما فهمناه من البيان بشأن وقف البروفيسورة نادرة شلهوب كيبوركيان عن عملها في الأسبوع الماضي، التي تم شملها في الرسالة التي أرسلها رئيس الجامعة البروفيسور آشر كوهين والعميد البروفيسور تمير شيف، لعضوة الكنيست شيرن هيسكل.

لنترك تعريف الإبادة الجماعية جانباً. البالغون والطلاب وأعضاء الكادر في الجامعة العبرية هم شركاء بالفعل في الحرب. سلالة رجال القانون المحترمين التي قامت بتأسيسها، لها نصيب في الغطاء القانوني المعطى للجيش الإسرائيلي. هل يوجد للجامعة موقف بخصوص قتل أكثر من 12 ألف طفل فلسطيني في غزة في غضون خمسة أشهر؟ هل نشرت أي موقف رسمي حول الجوع الذي يتفشى فيها؟ ألها ما تقوله عن الخطة الفظيعة لـ “نقل” حوالي مليون ونصف من الأشخاص الجائعين والمتعبين والثكالى والمصدومين مرة أخرى وتجميعهم في منطقة ضيقة من أجل مواصلة العملية البرية في رفح؟

بحثتُ في “غوغل” ولم أجد أي موقف رسمي. أمثل كل شعب إسرائيل، يجلس كبار الشخصيات في الجامعة ولا يشاهدون سوى بث وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولا يعرفون (أي لا يريدون أن يعرفوا) الحقائق؟ أم أنهم يشككون في تقارير كل من هو غير المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي؟ أم أنهم يعتقدون أن اتخاذ موقف حول ذلك ليس من مهمة الجامعة؟ أظهر لي “غوغل” أنه حسب رأي الجامعة، فإن “المذبحة الفظيعة التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر ضد اليهود لكونهم يهوداً، تندرج في هذا التعريف تماماً”، هكذا كتب كوهين وشبير لشلهوب – كيبوركيان في 29 تشرين الأول 2023 رداً على الموقف الذي عبرتُ عنه في حينه، وهو أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية. ولأنهم يمثلون هذه المؤسسة الأكاديمية، وحسب معرفتي لم تنشر أي تحفظ من أقوالهم، فلم يبق سوى الاستنتاج بأنه الموقف الرسمي للجامعة.

رغم أنه كان معروفاً في تلك الفترة وجود عرب من مواطني إسرائيل وعمال أجانب إلى جانب اليهود، بين القتلى والجرحى والمخطوفين.

بصفتي ابنة لبقايا صناعة القتل النازية، فإن موقف الجامعة بخصوص 7 أكتوبر وغياب موقفها بخصوص قتل الأطفال في غزة، كان يمكن أن تضر بمشاعري، لكنها لا تضر، لأنني لا أتوقع من الممثلين الرسميين لمؤسسة إسرائيلية للتعليم العالي أن يهتموا بمشاعري أكثر مما يفعل ذلك “الظل”، “إذا شئتم” وبنيامين نتنياهو.

بناء على ذلك، بالتحديد كطالبة في دائرة التاريخ وابنة لبقايا “الكرفانات”، أدرك القوة المدمرة والمخيفة لمنظمات وطنية تطور نظريات التفوق التي تهدف لحماية غنائم الاستعمار والحقوق المميزة للشعب المختار. لا أوهام لدي حول شجاعة المؤسسات الأكاديمية التي تعتمد على ميزانيات الدولة، ولا أتوقع منها إظهار الوعي الفكري إزاء الامتيازات الأرضية التي يحصلون عليها.

خريجو الجامعة العبرية احتجوا على وقف شلهوب كيبوركيان عن العمل، ليس بسبب المس بالحرية الأكاديمية فحسب، بل أكدوا أن إسكات الصراخ إزاء الإبادة الجماعية يحول الجامعة إلى شريكة في الجريمة. إضافة إلى ذلك، عندما لا أوقع كصحافية على عرائض فإن غياب توقعاتي من هذه المؤسسة الأكاديمية هو السبب في أنني لم أضم اسمي إلى هذه الرسالة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى