ترجمات عبرية

هآرتس: لهذا أفضل “زعيم الأبرتهايد” على غانتس وبارليف

هآرتس 29/5/2022، بقلمجدعون ليفي

أنا معجب بايتمار بن غفير. فهو لاعب روحي، روحه سيئة، عنصرية وعنيفة، لكنه يقدم روحه بإخلاص. يعيش في إسكان مثالي للأبرتهايد في الخليل، في المكان الأكثر عنصرية في العالم الآن. مع ذلك، هو أفضل من المتشككين والمتوارعين الذين يشكلون الأغلبية. من برنامج “عوفدا” عرفنا أن بيته في “تل الآباء” بشكل عام هو بيت السكينة والراحة، هو مريوما كلاين لشبيبة التلال. من هناك يحرض الشباب الهامشيين والمشوشين على تنفيذ مذابح، وبعد ذلك يخفي الأدلة. ورغم كل ذلك، أفضله على المتخفين.

أيدي وزير الدفاع، بني غانتس، وعومر بارليف، وزير الأمن الداخلي، ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء من السنة الأخيرة أكثر مما هي ملطخة أيدي هذا المتوحش من الخليل الذي يحب الجميع الخوف منه الآن. أحد الأرقام القياسية الجديدة لحملة التخويف لمعسكر “فقط ليس بيبي” هو أن بن غفير سيشغل منصب وزير الأمن الداخلي. يا للخوف! هذا يشكل نهاية العالم. كم هذا نموذجي: التخويف من الرمز المتطرف، وبعد ذلك تبييض ما تبقى. وكأن بن غفير إذا لم يصبح وزيراً فسيكون الوضع محتملاً. هذا هو النفاق في أبهى حالاته.

بن غفير لا يروق لمعسكر اليسار – وسط. حتى يئير لبيد وقف ضده. كم من المريح التحريض ضد بن غفير وتأييد غانتس وبارليف. عنصرية بن غفير منفلتة العقال وليس فيها فلاتر. لا يريد أي عرب هنا. غانتس وبارليف ربما على استعداد لوجود عرب، لكنهما يتسببان بالتنكيل الفظيع بهما. لذلك، بن غفير ممتاز بالنسبة لمعسكر اليسار – وسط. يمكن الافتراء عليه والشعور بشكل جيد. فها نحن نحارب ضد الظلم، لا ثمن في المعسكر للوقوف ضد بن غفير.

من الصعب معرفة أي نوع من الوزراء سيكون بن غفير إذا أصبح وزيراً. هو بالتأكيد لن يكون أسوأ بكثير من الوزير الحالي. رجال الشرطة تحت قيادة بارليف يطلقون النار ويقتلون أبرياء، ويضربون بالعصي أشخاصاً في العزاء ويمزقون أعلاماً شرعية في الجنازات ويقتلون أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتعاملون بعنف لا يصدق في القدس، بما في ذلك ضرب المعاقين (في الأسبوع الماضي). ماذا يمكن أن يكون أسوأ من ذلك؟ هل سيأمر بن غفير بإعدام مئات الفلسطينيين؟ العشرات منهم يقتلون في الأصل تحت حكم المتنورين.

غانتس ليس بن غفير، بل هو شخص منا، علماني، أشكنازي، يسار – وسط، معتدل، وسيم ومتنور. التقى محمود عباس ويسمح لعمال غزة بالعمل في إسرائيل. الجيش الذي يطيع أوامره وأوامر رئيس الأركان، افيف كوخافي، عنيف ووحشي أكثر في الوقت العادي.

في نهاية الأسبوع تحدثنا هنا عن طلاب أطلق الجنود عليهم النار من كمين بذريعة أنهم رشقوا حجارة. عشر رصاصات أصابت أحدهم، وخمس رصاصات أصابت آخر؛ الأول تم بتر ساقه وأجريت له بضع عمليات في جسده، أما الآخر فهو على كرسي متحرك. في أوكرانيا حكموا الأسبوع الماضي على جندي روسي بالمؤبد لقتله شخصاً مدنياً. في إسرائيل لا يوجد حتى تحقيق. هذا غانتس وليس بن غفير. ولكن لا توجد أي حملة تخويف ضد غانتس.

يمكن استعراض بقايا الضمير ضد بن غفير، من السهل عرضه كاستثناء في الوقت الذي هو فيه أقل استثنائية مما نتخيل؛ حديثه مختلف، مباشر أكثر، لذلك هو أكثر استقامة ونزاهة.

يقول بن غفير ما يفعله غانتس وبارليف. الجيش الإسرائيلي التابع لغانتس وحرس الحدود لبارليف يسمحان برحلات الجنون إلى قبر يوسف، والحملات المجنونة إلى “حومش”، ومسيرة الأعلام في القدس. بن غفير سيصعد في الشبكات الاجتماعية إلى جبل الهيكل (الحرم)، لكن على من انطلق الغضب، على بن غفير، المحرض. هو يثير المعارضة، لكن غانتس وبارليف لا يثيران أي ضجة، هما “معتدلان”، لكني أفضله عليهما؛ فهو على الأقل مستقيم، ويمكن أن يثير ذات يوم معارضة فعالة. سنعيش مع غانتس وبارليف إلى الأبد مع شعور جيد جداً وضمير هادئ جداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى