ترجمات عبرية

هآرتس – لماذا يجب إبقاء “الخط الأخطر” علامة فارقة بين 1967 وما بعدها؟

بقلم: آفي غرفنكال – هآرتس 2/2/2022

“كأجندة سياسية، خط اليسار الصهيوني الذي يعتبر الخط الأخضر خطاً جوهرياً، يرمز إلى الفصل بين ما هو شرعي وغير الشرعي، وهذا مرفوض”، هذا ما قالته يولي نوفيك في مقابلة مع “هآرتس”. لماذا هو مرفوض؟ “لأننا عندما نسأل السؤال الأكثر إثارة للغضب: ما الفرق بين “كريات أربع” و”رمات افيف”؟ لا أملك إجابة جيدة”.

خلافاً لما تقوله يولي نوفيك، عن هذا السؤال المهم بالتحديد، لديّ إجابة جيدة، وربما إجابتان. الأولى أن السكان العرب لتل أبيب والبلدات المجاورة لا يحصلون على حقوق مواطن، بما في ذلك الحق في الانتخاب والترشح للكنيست، في حين أن السكان العرب في محيط مستوطنة “كريات أربع”، “النقية” من العرب، هم سكان محتلون بكل معنى الكلمة.

الإجابة الثانية أن تل أبيب أقيمت في الوقت الذي لم يكن فيه لليهود دولة، في حين أن “كريات أربع” تم احتلالها في الوقت الذي كانت فيه لهم دولة. خذوا “كريات أربع” من اليهود وستبقى لديهم دولة وسيادة وتقرير مصير. خذوا منهم تل أبيب، لن يبقى لهم شيء.

هذا الأمر يشبه شخصاً يسير في الصحراء وهو يحمل جرة ماء قد تكفي لشخص واحد فقط. في هذه الحالة، يسمح له أن يشرب كل ما في الجرة وينقذ نفسه، حتى بثمن حياة زميله. هذا الشخص يشبه إسرائيل 1948، التي أقامت تل أبيب وتصمم حتى الآن على حق هذه المدينة في الوجود. ولكن المستوطنين يشبهون شخصاً يسير مع صديقه في الصحراء وهو يحمل جرتي مياه تكفي الاثنين، لكنه يصمم على شرب الجرتين: الجرة التي تمثل إسرائيل داخل الخط الأخضر والتي تمثل الجرة، ما تبقى للفلسطينيين، في يهودا والسامرة. هذا جشع ليس له مبرر.

شبيهاً بهذا، يمكن أن نرفض المقارنة المحببة على اليمين وعلى اليسار الراديكالي بين أفعال إسرائيل في حرب 1948، وضمن ذلك طرد مئات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم، وبين أفعالها الآن وراء الخط الأخضر. جرائم 1948 مهما كانت فظيعة ولا تغتفر، تمت في فترة قصيرة نسبياً، أثناء حرب قائمة، ولم تتجاوز ما هو مقبول في حرب نشبت في تلك الأيام. وحتى لم تتجاوز الجرائم التي ارتكبها العرب ضد اليهود في الصراع الدموي الذي وقع. في المقابل، استمر الاحتلال 55 سنة تقريباً، يرى اليمين في إسرائيل أنه سيستمر وإلى الأبد، بالتمييز والنهب الذي يكتنفه. الاحتلال لا يلبي المعايير الأخلاقية، والقانونية أو السياسية المقبولة في عصرنا، بل هو وضع فريد في العالم، بالتأكيد في العالم الغربي – الديمقراطي.

ليس صدفة أن أثار تصريح نوفيك الفرح في أوساط اليمين. كلمان ليبسكين، مثلاً، عبر في السابق في “معاريف” عن التأثر من استقامتها، حسب قوله. هنا، حتى يسارية مثل نوفيك، تعرف أن اليسار الصهيوني أخطأ في الادعاء بأن للخط الأخضر أهمية.

محو الفرق التاريخي والأخلاقي بين تل أبيب و”كريات أربع” هو إشارة أخرى على التحالف الآخذ في التوطد بين اليسار المناهض للصهيونية واليمين الاستيطاني، فكلاهما يحلمان بدولة واحدة: أبرتهايد عنصري حسب حلم المستوطنين، وبوسنة نازفة حسب حلم اليسار المناهض للصهيونية. في الحقيقة، الطرفان ينفيان التداعيات المؤكدة (تقريباً) لأحلامهما، لكن لا توجد هنا سوى صفة أخرى مشتركة بينهما. وإذا كان يمكن لدى اليمين فهم الفائدة العائدة من طمس الخط الأخضر، أي إعطاء “كريات أربع” الشرعية التي تتمتع بها تل أبيب، فإنها لدى اليسار خطوة كارثية.

ليست هناك إمكانية لإقناع السكان اليهود في إسرائيل بأن يصبحوا أقلية في دولة واحدة ذات أغلبية عربية. ولكن ثمن إعطاء الشرعية لمشروع الاستيطان الذي يبدو أنه يعادل تل أبيب، دفعناه في السابق ونقداً. يسمون هذا هدفاً ذاتياً في كرة القدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى