ترجمات عبرية

هآرتس: لماذا لا يستسلم الفلسطينيون

هآرتس – عودة بشارات – 12/8/2025 لماذا لا يستسلم الفلسطينيون

لماذا لا يستسلم الفلسطينيون وينهون القصة، يتساءل كل من يريدون الجيد لهم. لماذا هذا التصميم، وقعوا على وثيقة استسلام، اعلنوا انكم مهزومون، ابناء مهزومين واحفاد مهزومين، والسلام على فلسطين. “قصاص الاثر الشاحب” مع تغيير بسيط، “كونوا رجال واهينوا انفسكم”.

من اجل توضيح الامور يتحدثون عن استسلام اليابان. كيف جلب ذلك السلام لليابان، في حين ان استسلام الفلسطينيين أدى الى المزيد من الدمار. في آب 1982 استسلمت م.ت.ف للاملاء الامريكي – الاسرائيلي، وياسر عرفات ترك لبنان مع آلاف المسلحين الفلسطينيين. لم تمر بضعة ايام حتى قامت اسرائيل بالسماح للكتائب بتنفيذ مذبحة في مخيم صبرا ومخيم شاتيلا، التي قتل فيها 3 آلاف فلسطيني تقريبا. ولكن لماذا نبتعد حتى بيروت. بعد الانتفاضة الثانية تم التوقيع على اتفاق “خريطة الطرق” باشراف امريكي. ما جاء بعد ذلك معروف. الاتفاق لم تحترمه اسرائيل، والآن هي تنفذ تطهير عرقي في الضفة الغربية وكأنها لم توقع على الاتفاق. رسالتها كانت ان من لا يوقع على الاتفاق معها فنهايته ستكون السحق. محمود عباس المسكين هو النموذج. من المهم الاشارة الى انه باللغة العربية وباللغة الانجليزية هذه الخطة تسمى “خريطة الطريق”، فقط بالعبرية تسمى “خارطة الطرق”. المعنى هو انه اذا كانت الطريق التي تم تحديدها لا تلبي احتياجات اسرائيل فانهم يرمونها وينتقلون الى الاخرى. هذه هي نظرة اسرائيل للاتفاقات.

اضافة الى ذلك الارشيفات في اسرائيل مليئة بصور المخاتير والوجهاء العرب وهم يوقعون على وثائق استسلام بعد احتلال قراهم في 1948. اضافة الى ذلك اصحاب القلوب الضعيفة في حينه قاموا بمسح الدموع ازاء جملة في وثيقة الاستقلال، التي وعدت بالمساواة للجميع، بدون فرق في الدين، العرق والجنس. ولكن قبل ان تجف الدموع اقيم حكم عسكري لا يرحم مع خطط لمصادرة الاراضي وطرد اكبر عدد من العرب. احد ثمار هذه الخطط كانت مذبحة كفر قاسم التي حدثت في ظل حرب 1956. 

من اجل التاريخ يجب الاشارة الى انه في العالم قائد الجيش المهزوم وقع على وثيقة الاستسلام امام قادة الجيش المنتصر. في حين انه هنا، في لحظة الاستسلام، جلس جنرال اسرائيلي بالزي العسكري، وفي الطرف الآخر، لم يكن جالس، وقف المختار العربي الذي يرتدي الكوفية والعقال. صورة عبرت عن ميزان القوة: الجنرالات مقابل الفلاحين. بعد ذلك المثقفون التافهون يقولون “لقد ثاروا علينا من اجل تدميرنا”. هذا القول مناسب اكثر للفلسطينيين. 

الحقيقة هي ان اسرائيل لا تؤمن باستسلام العدو، بل هي تؤمن فقط بالحسم، الذي هو حسب قادة اليوم التدمير الشامل، تطهير الارض من الفلسطينيين، واذا لم يساعد كل ذلك فالذهاب مباشرة الى الابادة الجماعية، انظروا الى قطاع غزة. 

في العام 1948 التطهير العرقي كان سهل. في 1967 كان اكثر اشكالية بقليل. الآن هذا غير ممكن. المطرودون المحتملون يعرفون انهم سيذهبون الى جهنم الانظمة العربية. وفي المقابل، هذه الانظمة، التي كانت حدودها مفتوحة في فترة الكولونيالية البريطانية والفرنسية، ستغلق الآن حدودها كليا. لأنه اضافة الى العبء الاقتصادي عليها فان موجة اللاجئين في  1948 هزت النسيج الاجتماعي – الطائفي، مثلما هي الحال في لبنان والاردن وسوريا.

اسرائيل على المستوى الاعلى تقترح على سكان غزة، ليس فقط على حماس، أن يختفوا وليس فقط أن يستسلموا. الشعار المثير للقشعريرة للجنود الذين يقولون “لنحتل ونطرد ونستوطن”، هو خطة عمل الحكومة. وهذا هو جوهر القرار الذي تم اتخاذه في يوم الخميس الماضي. “الاول يقول: اذهب للنوم كي اذبحك، الثاني يرد: قولك يقض مضاجعي”. بعد ذلك يستغربون لماذا لا يستسلم الفلسطينيون. وثيقة استسلام اليابان لم تشمل الكلمات الساحرة مثل استيطان، ارث الآباء، شبر تلو شبر. هنا تنتظر الفلسطينيين جهنم. ويمكن الفحص لدى وزير الدفاع اسرائيل كاتس، هو يحتفظ بالمفتاح الى هناك.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى