ترجمات عبرية

هآرتس: لبيد يهنىء وريثة زعيم الفاشية الايطالية

هآرتس: لبيد يهنىء وريثة زعيم الفاشية الايطالية، بقلم اسرة التحرير 24-10-2022م

إن انضمام إيطاليا إلى المعسكر الأوروبي المناهض لليبرالية مع تولي معجبة موسوليني، جورجيا ميلوني، رئاسة الوزراء، هي أنباء مقلقة.

كان يجدر برئيس وزراء إسرائيل يئير لبيد أن يعبر عن هذا القلق. فقد كان يمكنه مثلاً الاكتفاء ببيان عادي نشرته وزارة الخارجية بداية الشهر، مع نشر نتائج الانتخابات التي منحت تحالف أحزاب اليمين نحو 44 في المئة من الأصوات ومنحت حزبها “إخوان إيطاليا”، وهو حزب ذو جذور فاشية جديدة، تأييداً بمعدل نحو 26 في المئة ومعظم الاحتمالات لتصبح رئيسة وزراء إيطاليا.

بدلاً من ذلك، اختار لبيد أن يهنئ ميلوني بشكل شخصي مع توليها المنصب. فقد كتب في “تويتر” يقول: “أنتظر العمل معاً على تعزيز العلاقات بين القدس وروما مثلما في الساحة الدولية أيضاً، بما فيها المنظمات الدولية وكل ما يتعلق بمكافحة اللاسامية، في أوروبا والشرق الأوسط”.

وهكذا يكون لبيد قد اختار السير في الطريق التهكمية التي شقها سلفه بنيامين نتنياهو، الذي عقد تحالفات مع حكومات مناهضة لليبرالية ولم يتردد في تعزيز العلاقات مع زعماء يفرغون مفهوم الديمقراطية من مضمونه كرئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، ورئيس روسيا فلاديمير بوتين، وجايير بولسونارو من البرازيل، ورودريغو دوتريتي من الفلبين. فهل لبيد مستعد باسم الوهم بشراكة مصالح قصيرة المدى أن يسهم في تآكل القيم الليبرالية في العالم وازدهار كراهية الأجانب الانعزالية القومية والشعبوية الهدامة؟ لا تحتاج إسرائيل لأوروبا كي تتعلم عن تعزز قوة هذه الميول. فمثلاً، يقف لبيد على رأس معسكر يسعى لصد هذه القوى في إسرائيل، ويعرف جيداً بأن هذه القوى تحاول طمس تطرفها. وعليه، لا ينبغي أن نتواسى بتصريحات ميلوني عن أن حزبها يتحفظ من التطرف ويتخلى عن الفاشية التاريخية.

يقلق المرء لسماع استخدام شعار “الرب، الوطن، والعائلة”، دعوتها للدفاع عن “القيم المسيحية التقليدية” وتحذيراتها من “النخب العالمية” و”رأس المال الدولي”. هذه كلمات السر القديمة، المعروفة والخطيرة. ليس عبثاً أنها تأتي مع وعود “معالجة” المهاجرين، وأناشيد تمجيد العائلة الطبيعية والتحريض ضد طائفة المثليين. حقيقة أن اليهود لا يلعبون في الصيغة الحالية دور العدو، حقيقة لا تغير في الأمر شيئاً. فاللاسامية قريبة عائلة من الدرجة الأولى للفاشية بكل صيغها.

على إسرائيل أن تقف في جبهة الصراع ضد الموجة المناهضة لليبرالية في العالم. لشدة المأساة، هي نفسها جزء منه. الحد الأدنى الذي قد نتوقعه من لبيد، أن يحترم ميلوني في تجاهل دبلوماسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى