ترجمات عبرية

هآرتس: لبيد، ستلتقي عباس..!

هآرتس 20/9/2022، بقلم: أسرة التحرير

يعتزم رئيس الوزراء يئير لبيد استغلال وجوده في نيويورك الأسبوع القادم بمناسبة الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة كي يلتقي زعماء وقادة العالم. ينكب مكتبه ووزارة الخارجية الآن على لقاء محتمل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعبد الله ملك الأردن، وربما مع زعماء عرب آخرين.

ولكن زعيماً بارزاً ومهماً واحداً سيتغيب عن قائمة اللقاءات هذه. محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، هو الشخصية المركزية التي يمكنها أن تساعد في تهدئة الوضع في الضفة وتوثيق التنسيق الأمني مع إسرائيل وعرض أفق سياسي، وهو أيضاً الزعيم الذي يبذل لبيد كل جهد مستطاع لتفاديه. يفترض لبيد بأن حزام الود العربي الذي تشارك فيه مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان سينتشل عنه الكستناء المتلظية التي تهدد بإشعال الضفة.

حسابات لبيد الانتخابية مفهومة، لكنها غير مقبولة. سطحياً، يعدّ اللقاء مع عباس ضرراً حزبياً، وبالتأكيد لرئيس وزراء إسرائيلي خط على علمه “انعدام جدوى” المفاوضات مع الفلسطينيين، فما بالك السعي لحل سياسي يستند إلى التقسيم لدولتين. فضلاً عن ذلك، فما المعنى من لقاء زعيم فلسطيني من المتوقع أن يطلق نقداً لاذعاً ضد إسرائيل وسياسة حكومتها، ويعرض معطيات تقشعر لها الأبدان عن أعداد الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الجيش الإسرائيلي هذه السنة، ويطلب اعتراف الأسرة الدولية بدولة فلسطينية مستقلة؟ لبيد، مثل بنيامين نتنياهو، مقتنع بأن الوضع الراهن سيبقى إلى الأبد، وأن الجيش الإسرائيلي يمكنه دوماً القضاء على الانتفاضة المدنية والتصدي للانهيار التام للسلطة الفلسطينية. برأيه، يكفي خطاب ملتهب وتهديدات كفاحية كي يضمن الهدوء.

يجدر بنا أن نذكر لبيد بأن أولئك الأصدقاء العرب الذين يتم استدعاؤهم على نحو دائم كي يهدئوا المنطقة يتبنون حل الدولتين، ويخشون من انتفاضة في “المناطق” قد تنزلق إلى أراضيهم وتعصف بمواطنيهم ويرون في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تهديداً إقليمياً. عبد الله ملك الأردن، واردوغان رئيس تركيا، غير مستعدين لتحمل المسؤولية عن المواجهة الإسرائيلية الفلسطينية، ولقاءاتك معهما لن تحل محل مفاوضات مباشرة وموضوعية وحقيقية بين رئيس وزراء إسرائيل، ورئيس فلسطين.

إن الامتناع عن اللقاء مع عباس، هو مس مباشر بأمن إسرائيل وبمواطنيها، ولا يمكن لأي حجة حزبية أن تبرر مقاطعته، بخاصة بعد أن تكبد وزير الدفاع نفسه بيني غانتس عناء لقائه. هذه فرصة لبيد لترسيم خط الفصل بينه وبين اليمين القومي المتطرف ولعرض أفق سياسي لمواطني إسرائيل أيضاً.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى