ترجمات عبرية

هآرتس: لبنان ينتظر الاتفاق لكن ليس في الدولة من يوقع عليه

هآرتس 11/11/2024، تسفي برئيل: لبنان ينتظر الاتفاق لكن ليس في الدولة من يوقع عليه

الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب وقع للجالية اللبنانية في الولايات المتحدة على سند سياسي، الذي يسعى الى تسديده، حتى لو فعلت ادارة بايدن ذلك من اجله. حسب موقع “ام.تي.في” اللبناني فان ترامب طلب من عاموس هوخشتاين، المبعوث الامريكي الخاص للشؤون اللبنانية، “استكمال المهمة والتوصل الى صفقة في لبنان”. هوخشتاين الذي زار اسرائيل ولبنان في السابق حوالي 12 مرة، ويتوقع أن يأتي في هذا الاسبوع الى بيروت، لا يحتاج الى تشجيع من ترامب. فقد كان مسرور جدا لتقديم للرئيس بايدن على الاقل انجاز سياسي واحد في الحرب المستمرة منذ اكثر من سنة والتي فيها لم تسجل فيها الادارة الامريكية لنفسها حتى ولو نجاح مهم واحد.

يبدو أن التقارير في اسرائيل، التي بحسبها يمكن لحكومة نتنياهو الاعلان عن وقف احادي الجانب لاطلاق النار حتى لو من اجل وقف اجراء في مجلس الامن يفرض عليها وقف الحرب، كان يمكن أن تشير الى بداية مبادرة حقيقية، لكن المشكلة كما يعرف هوخشتاين ذلك جيدا، هي أنه في الطرف اللبناني لا يوجد في هذه الاثناء من يتم توقيع الاتفاق معه.

وقف اطلاق النار احادي الجانب لا يلزم حزب الله الذي يتمسك بموقف يقول إنه فقط وقف الحرب في غزة سيؤدي الى وقف النار من جانبه. بدون اتفاق رسمي مدعوم من قبل حزب الله فان الحكومة اللبنانية لن ترسل الجنود لاحتلال مواقع على طول الحدود واليونفيل ستواصل كونها الجهة الدولية الوحيدة المخولة للعمل في جنوب لبنان، في الوقت الذي بقيت فيه مكشوفة ولا فائدة لها. وقف النار احادي الجانب من قبل اسرائيل ربما يمنحها نقاط في الساحة الدولية، لكن يتوقع أن يتحطم عند الاعلان عنه بدون أن يحرك عملية سياسية. 

الصعوبة في الحصول على موقف لبناني متفق عليه لعملية سياسية لا تمكن فقط في الفجوة في مواقف حزب الله ومواقف الحكومة، ولا حتى في السياسة الطائفية التي تفصل بين مؤيدي حزب الله الشيعة وبين الطائفة المسيحية والطائفة السنية.

توجد خلافات عميقة بين ممثلين سياسيين من السنة فيما بينهم. رئيس الحكومة الانتقالية نجيب ميقاتي قام بدعوة في يوم السبت 24 من بين الـ 27 عضو سني في البرلمان من اجل الحصول على الاقل على دعمهم لتطبيق القرار 1701 ووقف اطلاق النار. هذا كان لقاء غريب فيه رئيس حكومة يمكن أن يمثل جميع الطوائف يقوم فقط بدعوة ابناء طائفته لمناقشة موضوع يتعلق مستقبل الدولة. صحيح أن رئيس حزب “القوات اللبنانية ايضا”، سمير جعجع، ينوب عقد لقاء لاعضاء البرلمان المسيحيين فقط، لكنه ليس رئيس حكومة.

موقف متفق عليه لم يخرج من اللقاء السني. وبدلا من ذلك تطورت مواجهة ساخنة فيها أحد الاعضاء في البرلمان، اشرف الريفي، وزير العدل السابق والمسؤول في السابق عن الامن الداخلي، طرح موقف حاسم. فقد طلب ليس فقط تطبيق القرار 1701، بل طلب ايضا نزع سلاح حزب الله. “يوجد قرار دولي وموافقة عربية على اجتثاث اذرع ايران في لبنان وتطبيق القرار 1701″ن قال الريفي. “نحن أكدنا على الحاجة الى انهاء اسلوب “دولة داخل دولة” (أي سيطرة حزب الله على العملية السياسية)، تلك التي تتخذ القرارات بشأن السلام والحرب بشكل منفصل عن موقف الحكومة اللبنانية”. ولكن اقوال الريفي قاطعها عضو سني آخر في البرلمان، جهاد الصمد، عندما قال “في هذه الاثناء، لا سيما على خلفية الحرب مع اسرائيل، فانه من غير المناسب طرح مثل هذا الطلب”. الريفي انفعل ووجه الانتقاد للصمد وقال: “اغلق فمك عندما أنا اتكلم. نحن نعرف تاريخك وانتماءك السياسي (الصمد هو من مؤيدي حزب الله ومن اصدقاء حسن نصر الله). أنت رجل حزب الله ولا يوجد لك حق في التحدث”.

خلافات مثيرة ليست أمر نادر بين السياسيين حتى من نفس الطائفة. والمفهوم العام الذي يتمثل في أن قادة نفس الطائفة يتحدثون بصوت واحد لا اساس له ولم يكن له أي اساس. ولكن اذا كان هناك توقع بأنه عندما يخوض لبنان حرب وجودية فانه يتطور قاسم مشترك بين الطوائف والاطراف يمهد الطريق للحل السياسي فانه يتبين أنه مجرد أمنية في الوقت الحالي.

يبدو أن الجملة الاساسية التي قيلت في هذا اللقاء يتم الاحتفاظ بها بالذات لرئيس الحكومة. عندما سئل اذا كان حزب الله مستعد لتطبيق القرار 1701، رد ببساطة: “لا أعرف”. هذا رد غريب، لأن ممثل حزب الله في المفاوضات حول الخطوات السياسية، رئيس البرلمان نبيه بري، طرح حتى الآن موقف ثابت يقول بأن حزب الله مستعد لتطبيق القرار 1701 شريطة أن لا يتم ادخال الى تعديل أو تغيير عليه، أي بدون توسيع صلاحيات قوة اليونفيل وبدون نزع سلاح حزب الله، رغم أن هذا الطلب يوجد في القرار. عندما يقول ميقاتي بأنه لا يعرف اذا كان حزب الله مستعد لتطبيق القرار 1701 فانه يضع علامة استفهام واضحة، ليس فقط على احتمالية التوصل الى وقف لاطلاق النار، بل ايضا على العملية السياسية التي يمكن أن تؤدي الى الاتفاق.

في هذه الاثناء يواصل لبنان تلقي ضربات شديدة، التي سبق وجبت حياة اكثر من 3100 شخص و13 ألف مصاب. الكثير من القرى قرب الحدود مع اسرائيل تم تدميرها بالكامل. 1.4 مليون شخص اصبحوا نازحين الذين لا تنجح حكومة لبنان في توفير الخدمات الاساسية لهم. سكان يعيشون في مدارس وفي مبان عامة اخرى يخشون من أنه قبل الشتاء لن يكون لديهم كهرباء بما فيه الكفاية لتدفئة هذه المباني وأن طرق تزويد المساعدات ستغلق بسبب الثلوج والوحل والامطار.

بشار الاسد، انتبه

في نفس الوقت اسرائيل تدير حرب “ثانوية” في سوريا، التي اهدافها المعلنة هي المس بالبنى التحتية لحزب الله وتدمير مصانع انتاج الصواريخ والمسيرات وشل الطرق لنقل السلاح من سوريا الى لبنان. ولكن حسب خارطة الهجمات كما تظهر في اهداف القصف يبدو أن اسرائيل تستغل السماء المفتوحة التي توجد لها في سوريا، بفضل روسيا، في محاولة لدفع الى الخارج قوات حرس الثورة والمليشيات المسلحة التي تعمل في خدمة “قوة القدس”.

هذه مهمة طموحة جدا حيث أن القوات الايرانية والقوات المؤيدة لايران تمتلك تقريبا 530 قاعدة ومواقع عسكرية في ارجاء سوريا. وحسب استطلاع معهد “جسور” للابحاث الذي يعمل في تركيا، فان ايران قلصت في الحقيقة عدد قواعدها في سوريا، لكن ما زالت تمتلك القوة الاجنبية الاكبر في سوريا.

باحث من تركيا غير مرتبط بالمعهد قال للصحيفة بأنه يبدو أن الكثافة التي تعمل فيها اسرائيل في سوريا تستهدف ايضا اقناع الرئيس بشار الاسد بعدم الانضمام الى “وحدة الساحات” الايرانية، والقيام بخطوات مهمة لتقليص تواجد ايران في سوريا، وعلى الاقل التوقف عن ارسال السلاح الى لبنان. بشرى واضحة على هذا التوجه وجدها الباحث في هجوم اسرائيل التي نفذ في يوم السبت، الاول في نوعه، على القاعدة العسكرية في محيط مدينة ادلب، الذي فيه اصيبت ايضا منشآت للجيش السوري. “الهجوم بالذات في ادلب، الذي فيه تستعد قوات جيش النظام امام قوات المتمردين، ليس بالصدفة”، قال هذا الباحث. “يبدو ان اسرائيل تلمح للرئيس بشار الاسد بأن لها حرية المس بشكل متعمد ايضا بمنشآت الجيش الاسرائيلي، وهي الاهداف التي امتنعت عن المس بها حتى الآن، على الاقل بشكل غير متعمد”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى