ترجمات عبرية

هآرتس: لا تنقذوا هذه الحكومة البلطجية من نفسها

هآرتس 17-2-2023، بقلم رفيت هيخت: لا تنقذوا هذه الحكومة البلطجية من نفسها

يخوض سموتريتش حرباً ضد الإدارة الأمريكية في محاولة لضم “المناطق” [الضفة الغربية]، ويخوض ياريف لفين حرباً ضد الاقتصاد في محاولة لتنفيذ الانقلاب النظامي، ويخوض إيتمار بن غفير حرباً ضد قوات الأمن في محاولة لمواصلة كونه زعيم عصابات أطفال مشوشين. عندما ننظر إلى الجبهات التي نجحوا في تجميعها في فترة قصيرة (وعلى عمق هذه الجبهات) ندرك بأن الأمر يتعلق بأشخاص يعملون بطريقة سيئة جداً.

بتجميع عام أولي، يمكن القول بأن الأمريكيين معنيون بالوضع القائم في “المناطق” أكثر من أي شيء آخر، أكثر من وضع الديمقراطية في إسرائيل، رغم أن الإدارة الأمريكية انحرفت عن عادتها وعبرت الآن عن موقف في هذا الموضوع أيضاً، أكثر من حقوق المثليين أو الحفاظ على أي قيم، ربما حتى أكثر من حقوق العرب في إسرائيل. الصفقة بسيطة ومعروفة منذ سنوات: لن تحركوا الحدود، ولن نضايقكم بشأن الاحتلال وحقوق الفلسطينيين. سموتريتش، بغطرسة نابوليونية نموذجية، يصمم على إلغاء هذه الصفقة وفتح جبهة خارجية ضخمة لنتنياهو، حتى في فترة عاصفة داخلية قوية. يصعب التحاور مع خيال مسيحاني. ولكن من المستبعد أن سموتريتش لم يسأل نفسه عندما خطط لضم “المناطق” بواسطة الاتفاقات الائتلافية، كيف ينوي القيام بخطوات أحادية الجانب خلافاً لموقف الولايات المتحدة، التي تساعد إسرائيل وتسلحها وهي مطلوبة لها الآن أكثر من أي وقت مضى إزاء الدخان المتصاعد من إيران والذي يخافه نتنياهو كثيراً؟

مستثمرون، أجانب بالأساس، مخلوقات ليس لها مشاعر بصورة مذهلة تقريباً. هم أشخاص يوجههم هدف واحد فقط، وهو تحقيق نتاج لأنفسهم ولمن يديرون أموالهم. الاستثمار في دولة فوضى غير ديمقراطية، التي تعاني من عدم الاستقرار المدني، يعد مخاطرة غبية. وكالات التصنيف ورجال بنوك ورجال اقتصاد ومحللون ورجال أعمال وصناعيون، جميعهم يحذرون من تداعيات خطة لفين. الآن، حتى قبل أن يمر بند واحد من بنود خطة تدمير جهاز القضاء، يخرج أصحاب رؤوس الأموال أموالهم من إسرائيل. هل يمكن أن يعدد لفين مصادر بديلة لكل الموارد الاقتصادية التي سنفقدها إذا استمر في طريقه رغم التحذير؟

موجة الإرهاب التي بدأت في فترة الحكومة السابقة تصاعدت ووصلت إلى عمليات صادمة لم نشهد مثلها منذ سنوات. الإرهاب يضرب في القدس ويقتل الأطفال. الحل لدى وزير الأمن الوطني هو أخذ أرغفة الخبز من العرب والعمل على إصابة قادة أذرع أمنهم بالجنون. مشكوك فيه أن يكون هناك مصوت واحد من اليمين لم ير كبر الخدعة فيما يطرحه بن غفير. أمن أجل هذا السيرك تنازلتم عن بني غانتس؟

بدون الاستخفاف بالخطر الكبير لمن يحاولون تحويل إسرائيل إلى دولة شريعة مع خصائص فاشية في هذه الأثناء، نرى أن قوتهم الحقيقية والمتخيلة تلتقي مع الواقع. ما العمل، من أجل إدارة دولة توفر الأمن والرفاه لمواطنيها لا يكفي أن تكون بلطجية. النتيجة التي لا يمكن منعها هي أن أمامنا أشخاصاً غير عقلانيين ومصابين بثمل القوة الصبياني، ويعملون من خلال اعتبار مشوش. لذلك، خسارتهم مؤكدة على المدى البعيد. ولكن السؤال المقلق: أي ثمن سيأخذونه من الشعب؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى