ترجمات عبرية

هآرتس – لا  تعطوه التكليف

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 6/4/2021

رئيس الدولة، روبين ريفلين لا يمكنه ان يعطي بنيامين نتنياهو التكليف لتشكيل الحكومة. هذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه من مسرحية رعب نتنياهو امس والتي  شددت فقط حقيقة أن على الرئيس ان يضع حدا  لحكمه الكريه، الفاسد والهدام.

حطم نتنياهو أمس القواعد. فالهجمة عديمة اللجام من جانبه على النيابة العامة، في يوم بدء مرحلة البينات في محاكمته هي دليل دامغ على أن نتنياهو هو متهم بالجنائي يتخفى في زي رئيس وزراء. دولة اسرائيل، مؤسساتها، سجل قوانينها، مجلس تشريعها، ميزانيتها، جدول أعمالها، امنها، ماضيها ومستقبلها كل هذا يخضع منذ سنتين لمصالح نتنياهو الجنائية. فحتى متى تحتجز اسرائيل رهينة بيد متهم بالجنائي في محاولته للفرار من القانون؟

لا يمكن للدولة والجمهور ان يواصلا تنمية الوهم حول انفصام الشخصية لدى نتنياهو. وكأنه يمكنه أن يكون متهما بالجنائي بمخالفات الفساد وبالتوازي رئيس الوزراء وانه بالضرورة لا يوجد تأثير لنتنياهو “المتهم بالجنائي” على نتنياهو “رئيس الوزراء”. لا يمكن مواصلة التعويل على أن الثاني لا يعمل لدى الاول. كما أنه لا يمكن أن نعلق الامل في أن يخدع نتنياهو نفسه لاتفاق تضارب المصالح الذي اعده له المستشار القانوني للحكومة، كما تعهد للعمل امام محكمة العدلالعليا، التعهد الذي كان منذ البداية الشرط الذي وضعته المحكمة لتعيين كرئيس وزراء رغم أنه توجد ضده لوائح اتهام خطيرة. أولا، لان نتنياهو يرفض  التوقيع، ولكن الاخطر من ذلك – لان هذا لا معنى له. نتنياهو هو تضارب مصالح يسير على قدمين. مجرد التوقع في أن يحترم الاتفاق يفترض بانه نظيف اليدين وجدير بالثقة، غير أن للشرطة، النيابة العامة للدولة، والمستشار القانوني ادعاءات بان لديهم ادلة كافية للاثبات بانه ليس كذلك.

نتنياهو لا يمكنه أن يفاجيء بسلوكه السائب، إذ لم تتبقى توقعات منه. لشدة الاسف، حللت محكمة العدل العليا الدنس، وان لم تستبعد امكانية أن يمتنع الرئيس عن تكليف المتهم بالجنائي لاعتبارات قيمية.وبالتالي يتبقى فقط الرئيس ريفلين كخط الدفاع الاخير. في المرة السابقة التي  كان التكليف في يديه، خرج ريفلين عن طوره كي يفصل مبنى الحكم الاسرائيلي على المقاييس الفاسدة للمتهم بالجنائي. اما كيف انتهى هذا فالكل يعرف. الحبل الذي اعطاه ريفلين لنتنياهو استخدمه المتهم بالجنائي فقط كيف يخدع شريكه في الحكم لبيني غانتس، يخطف ميزانية الدولة وأخيرا يجر اسرائيل الى انتخابات رابعة.

مكان نتنياهو في قفص الاتهام. سلوكه امس هو تذكير اللحظة الاخيرة على أنه محظور اعطاؤه التكليف لمواصلة هدم الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى