ترجمات عبرية

هآرتس – لا تتركوا الاردن لمصيره

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير– 29/3/2021

بين العناوين عن تأهيل ممثلي مواطني اسرائيل العرب كشركاء متساوين لائتلاف مستقبلي ومقابل اتفاقات التطبيع بين اسرائيل  وسلسلة من الدول الاسلامية، يبرز هذه الايام سلبا التدهور المتواصل في علاقات اسرائيل مع  الاردن.

يؤخر بنيامين نتنياهو في الاونة الاخيرة طلبا اردنيا لتوريد المياه رغم أن المهنيين في اسرائيل اوصوا بالاستجابة له. ويدور الحديث عن تصعيد آخر في الازمة الخطيرة في العلاقات مع عمان والتي رافقت ولايات نتنياهو وتفاقمت في الفترة الاخيرة على خلفية المصاعب التي وضعتها اجهزة الامن في اسرائيل على زيارة خطط لها الامير الاردني الحسين، ابن عبدالله، الى القدس. وردا على ذلك رفض  الاردنيون اقرار اقلاع نتنياهو من عمان لزيارة قبل الانتخابات الى اتحاد الامارات. وتفاقم التوتر عندما أمر نتنياهو في خطوة غير مسبوقة ودون التشاور مع الجهات المختصة بالاغلاق الفوري للمجال الجوي الاسرائيلي في وجه الرحلات الجوية من الاردن، بخلاف اتفاق السلام بين الدولتين. واقنعته سلطات الطيران أخيرا بالتراجع عن هذا الامر. ومع ذلك، يتبين أن نتنياهو لم يتوقف عند ذلك وهو يؤخر الان، في خطوة تبدو كانتقام شخصي على عرقلة حملته الانتخابية في الخليج، الاقرار الدائم لتحويل علاوة مياه للاردنيين، وذلك كما اسلفنا بخلاف توصية المستويات المهنية.

تضاف هذه القضية الى التوتر الذي اشتد على اي حال بين حكومات نتنياهو وبين المملكة الاردنية. فقد سجلت حوادث عديدة على مدى السنين بين الدولتين، وفضلا عنها فان المحافل الدبلوماسية وخبراء الامن يشهدون على ان اسرائيل لا تفعل ذلك كي تقلص هذا الضرر وتحسين العلاقات – ولا سيما على المستوى المدنية.

يتصرف نتنياهو كمن هو مستعد لان يعرض للخطر استقرار اتفاقات السلام مع الاردن. هذا خطأ استراتيجي جسيم. فدبلوماسية التطعيمات التي يتخذها نتنياهو  تعبر عن فهم جغرافي – سياسي مشوه، بموجبه مهمة اكثر استخدام  التطعيمات لابتزاز دول بعيدة كغواتيمالا لاقامة سفارات في  القدس من مساعدة الجيران في ضائقة. فقد كانت موجة الكورونا القاسية التي اجتاحت الاردن فرصة لابداء الجيرة الطيبة. فالاردن معني بان تنقل اسرائيل اليه التطعيمات، على الاقل لتطعيم الطواقم الطبية. ولكن ما لهذا وسياسة نتنياهو ذات نزعة القوة؟

لقد اعتادت المعارضة في اسرائيل على ان تتبنى مواقف نتنياهو في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية. اما الازمة مع الاردن، وهو الدولة الحرجة لامن وسلامة اسرائيل، فهي فرصة لعرض بديل على ذلك في ايام تتبلور فيها حكومة جديدة. مع كل الاحترام لاتفاقات السلام الجديدة مع دول بعيدة، محظور أن تترك لمصيرها الاتفاقات القديمة مع جيراننا القريبين.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى