ترجمات عبرية

هآرتس – لا أحد فكر في كيفية وقف ايران بعد الانسحاب

هآرتس – بقلم  رفيف دروكر – 8/11/2021

” ترامب، بتشجيع من نتنياهو، قام بالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. ونتنياهو ساهم في ذلك دون استشارة أي أحد ودون التفكير في كيفية وقف ايران بعد الانسحاب الامريكي من الاتفاق. واذا تم التوقيع على اتفاق جديد فهذا الاتفاق سيكون اسوأ من الاتفاق السابق “.

قبل شهر تقريبا نشرت مقال عن الاجماع الجديد: انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع ايران بتشجيع بنيامين نتنياهو كان خطأ كبير (“هآرتس”، 27/9). المحرر اعطى عنوان “انهيار الاجماع”. في اليوم التالي اتصل مصدر كبير كان مشارك في جهود اسرائيل لصد ايران وقال لي: “يوجد لديك خطأ واحد في المقال. فلم يتم تفكك أي مفهوم لأنه لم يكن هناك أي مفهوم”. 

هذه لم تكن ملاحظة دلالية. المصدر رسم في بضع دقائق سياسة نتنياهو تجاه ايران في الاعوام 2015 – 2018، بدء بالتوقيع على الاتفاق النووي وانتهاء بالانسحاب منه. “لم تكن هناك سياسة،  بل كان هناك الكثير من الخطابات وكانوا ينفذون، لكن لا أحد منهم فكر للحظة فيما سيحدث لو أنه لم يكن هناك اتفاق. قم بفحص جدول نتنياهو الزمني في هذه السنوات”، قال. “لا يوجد أي نقاش منهجي للاستراتيجية تجاه ايران. نتنياهو له علاقات ممتازة مع ادارة ترامب، وهو كان يجلس معنا واثناء اللقاء يطلب التحدث مع بومبيو أو بولتن، وخلال دقائق كانوا يكونون على الخط. ولكن لم تكن هناك أي سياسة واضحة الى أين سيؤدي ذلك. نتنياهو ادار هذا بمثلث مع رون ديرمر ويوسي كوهين، والآخرون لم يكونوا في الحقيقة سوى خدعة”. 

هذا الوصف يبدو أنه مبالغ فيه. وفي نهاية المطاف هذه هي مهمة نتنياهو في الحياة. هل من المعقول أنها اديرت بهذا الشكل من الاهمال والغطرسة؟. تحدثت مع قلائل آخرين كانوا مقربين من المثلث الذي أدار الامور. “ديرمر كان حقا أحد سكان البيت الابيض. هذا كان مؤثر جدا”، قال المصدر الرفيع. ذات مرة التقى معنا عندما كنا نناقش استراتيجيات تتعلق بالاتفاق النووي وسلوك ترامب. ديرمر تقريبا ضحك. “أنتم لا تعرفون أن هذا القرار تم اتخاذه في السابق. ترامب سينسحب. نحن تفاجأنا لأنه لم يبلغنا أي أحد ولم يفكر أي أحد كيف سنوقف ايران بعد الانسحاب”.

لقد تحدثت مع شخصيات رفيعة على انفراد، هذه الشخصيات غير قادمة من نفس المنبت. ومع ذلك، كان من المدهش سماع الى أي درجة حسب رأيهم اسرائيل نتنياهو تصرفت خلافا للمصالح. وكل القيادة الامنية رأت كيف أن نتنياهو ادار هذا وحده كليا. فقد وصل الى وضع، قالت شخصية رفيعة ثانية ، لم يحسب فيه حساب أي أحد منا ولم يقدر أي أحد في الكابنت ايضا. يمكنك رؤية مدى ازدرائه لهم.

الاتفاق النووي كان مليء بالثقوب، اضافت الشخصية الاولى، لكنه اعطانا على الاقل عشر سنوات من الانشغال بامور اخرى، بناء القدرات. “ايضا اتفاقات نزع السلاح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقا، كانت مقيدة زمنيا”.الشخصية الاخرى قالت: “في نهاية الفترة ستدخل الدول العظمى في مفاوضات جديدة وستمدد الاتفاق. لا يوجد أي سبب كي لا يحدث هذا هنا. وفي الخلاصة أي عملية فاخرة للموساد لم تكن في أي يوم لتحقق ما حققه هذا الاتفاق. زيادة المادة المخصبة على سفينة بمبادرة من ايران وارسالها الى روسيا ووقف اجهزة الطرد المركزي ورقابة متشددة، هذه امور لا تصدق، التي فقط حققها الاتفاق. كان يمكن تمديد الاتفاق الى 2035 وحتى ابعد من ذلك. أنت تعرف ماذا تعني 15 سنة في الشرق الاوسط؟”. وقد سألت نفس السؤال لهذه الشخصيات الرفيعة: ماذا الآن؟ حتى وقت قريب، كانت اسرائيل تحلم باتفاق “اطول واقوى” مع ايران. في يوم الجمعة الماضي اعلنت ايران بأنها خصبت كمية غير مسبوقة من اليورانيوم، 25 كغم بمستوى 60 في المئة، وهي الكمية والمستوى الاقرب في تاريخها من اجل انتاج القنبلة النووية الاولى. في نهاية الشهر سيتم استئناف المحادثات النووية بعد أن استجابت ايران للعودة الى طاولة المفاوضات. وليس من الصعب تخيل من جاء من موقف ضعيف ومن يشعر بأنه قوي. هذه الشخصيات التي تحدثت معها لم تر أي سبيل لوقف ايران إلا باتفاق جديد. ايضا رئيس الحكومة نفتالي بينيت يعرف أنه لا توجد له خيارات اخرى. وانسحاب ترامب من الاتفاق سيؤدي الى الاتفاق الجديد، واذا تحقق هذا الاتفاق فسيكون اضعف وأقصر. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى