ترجمات عبرية

هآرتس – لا، يا كالو، لن تهرب من المسؤولية عن قتل رابين

هآرتس – بقلم  يوسي ميلمان – 7/11/2021

” لو أن حازي كالو قد تعمق في تقرير الشرطة لكان يمكنه ملاءمة المعلومات حول “اليمني الصغير” مع معلومات تراكمت في القسم اليهودي حول يغئال عمير. لذلك، هو الذي يتحمل المسؤولية عن عملية قتل رابين “.

منذ 26 سنة يصمم حازي كالو، الذي كان رئيس القسم اليهودي في الاستخبارات في زمن قتل رابين، على مواصلة غسل يديه بدون أي ذرة من الندم. حتى الآن هو فعل ذلك بتواضع وقلل من التصريحات ورفض اجراء المقابلات معه. ولكن الآن طبيعته لا تتحمل ذلك، وقام بنشر كتاب مذكرات. في الكتاب وفي مقابلات مع “يديعوت احرونوت” والقناة 12 في يوم الجمعة الماضي هو يقوم بالقاء المسؤولية على الجميع باستثناء نفسه. عنوان الكتاب “أُهدر دمه”، يدل على رؤيته المتملصة وتملصه من المسؤولية عن الاخطاء وعن فشله في الاشهر التي سبقت عملية القتل. 

حسب كالو، “هم” الذين اهدروا دمه وليس أنا. “هم” تعني الحاخامات الذين ناقشوا مسألة حكم “المطارد”، الذين استخفوا وشجعوا على التحريض ضد رابين. “هم” سياسيو اليمين الذين كرروا الهراءات ايضا على الشرفة في ميدان تسيون في القدس التي وقف عليها رئيس المعارضة في حينه بنيامين نتنياهو. “هم” الاجواء التي سادت في اسرائيل في 1995 بعد اتفاقات اوسلو، اجواء المظاهرات العنيفة وشعارات الكراهية والصور التي ظهر فيها رابين وهو يرتدي ملابس “اس.اس” أو الكوفية. ومن أملوا موته حملوا في مسيرة تابوت على اسمه. “هم” تعني ايضا، ربما بالاساس، اصدقاء كالو في الشباك. اصدقاءه في قسم الحماية ووحدة حماية الشخصيات الهامة، الذين فشلوا في حماية حياة رئيس الحكومة. 

رئيس قسم الحماية ورئيس وحدة حماية الشخصيات الهامة ورؤساء فروع وحماة وضابط واحد من الشرطة، وجد أنهم مذنبون في هذا الفشل الذي لا يمكن استيعابه. حتى رئيس الشباك في حينه، كرمي غيلون، تحمل المسؤولية عن الفشل وقدم استقالته.

التي القت التهمة على المسؤولين هي لجنة تحقيق رسمية برئاسة رئيس المحكمة العليا المتقاعد مئير شمغار وعضوين من المحكمة، رئيس الموساد السابق تسفي زمير والبروفيسور القانوني اريئيل روزين تسفي. في تقريرها المؤقت نشرت تحذير ضد الذين يمكن أن يتضرروا من استنتاجاتها. من بين من تم تحذيرهم كان كالو ايضا. الادعاء الرئيسي ضده وضد المسؤول عنهم في القسم اليهودي تركز حول قصة شلومي هليفي.

هليفي كان ضابط صف في الاحتياط في الاستخبارات في قيادة المنطقة الوسطى.  في حياته المدنية يختلط مع مستوطنين من الدوائر التي يعتبر منها يغئال عمير. قبل نحو نصف سنة على عملية القتل قالت مرغليت هار شيفي لهليفي (التي بعد ذلك تم سجنها بسبب “عدم منع جريمة”)، الذي تعلمت معه القانون في جامعة بار ايلان، أنها سمعت عمير وهو يطلق على رابين “خائن” وأنه “يجب قتله. هليفي ذهب الى قائده، الذي هو قائد الاستخبارات في المنطقة، امنون سوفريم، وابلغه بما سمعه من هار – شيفي، دون أن يكشف عن اسمها. وقام بتغليف الحقائق الدقيقة للقصة بغلاف كاذب. فقد قال إنه دخل في حزيران 1995 الى مراحيض في المحطة المركزية في القدس وهناك سمع بالصدفة محادثة بين شخصين تحدثا عن “اليمني الصغير” المسلوب الذي يريد قتل رابين وأنه يوجد لديه مسدس. سوفريم نقل هذه المعلومة الى ايلي براك، رئيس القسم اليهودي وهو احد الاشخاص الذين تحت إمرة كالو. 

براك الذي تمت تبرئته حتى في التقرير المؤقت نقل المعلومة للشرطة في القدس. عندما تم استدعاء هليفي للتحقيق في الشرطة كرر الرواية التي قالها لسوفريم. رجال الشرطة كتبوا تقرير ونقلوه لبراك. بعد ذلك تبين أن هذا تم توثيقه في ملفات وكان مجرد معلومة اضافية، معلومة من بين آلاف المعلومات التي وصلت في حينه عن نشطاء متطرفين من اليمين وعن تهديدات ضد رابين.

لو أن ايلي براك، ولا سيما كالو، كان متيقظا ومنتبها لكان القى مهمة التحقيق مع هليفي على الشباك وعدم ارسال رجال الشرطة، الذين كانوا اقل تدريب منهم في التحقيق. ولكن حتى بدون تحقيق في الشباك، لو أن كالو تعمق في التحقيق في تقرير الشرطة، لكان يمكنه ملاءمة المعلومات عن “اليمني الصغير” مع معلومات اخرى تراكمت في القسم اليهودي، والتي ذكر فيها اسم يغئال عمير. 

في نظري، الفشل في عملية قتل رابين يزيد بخطورته على فشل حرب يوم الغفران. لا توجد كفارة عن موت 2700 جندي من جنود الجيش الذين سقطوا بسبب غباء وغطرسة المستوى السياسي والمستوى العسكري والثقة الزائدة بالنفس. ولكن الحرب أدت الى احد الانجازات الاستراتيجية الاكثر اهمية وهو السلام مع مصر. عمير الذي عمل مثل ثوري فوضوي، على صيغة القرن التاسع عشر، حقق هدفه. فقد قطع عملية تاريخية، وهي عملية السلام مع الفلسطينيين، التي تدفع اسرائيل وستدفع ثمنا لها ايضا في المستقبل بفائدة عالية وهو دولة ثنائية القومية أو دولة ابرتهايد بالصيغة الاسرائيلية.

بعد مرور خمس ساعات على عملية القتل بدأ حازي كالو في نسج حجة الدفع بالغيبة والاعتذار. وقد دخل الى غرفة حاجي طل، رئيس قسم العمليات في وحدة حماية الشخصيات الهامة وقال له: “صحيح أنني أبلغتكم وعرفتم. أنا ورجال استخباراتي قمنا بجمع قطع المعلومات الصغيرة عن التهديدات ونقلناها اليكم. لذلك، أنتم في قسم الحماية المذنبون ونحن في الاستخبارات عملنا كما هو مطلوب”.

من ناحية قانونية تمت تبرئة حازي كالو، لكن ماذا بالنسبة لمسؤوليته كقائد وبالنسبة لمسؤوليته الاخلاقية كانسان وبالنسبة لضميره؟. أنا اعرف كالو منذ عملية القتل. وقد تحدثت معه مرات كثيرة. هو ظهر لي دائما كشخص حذر ودقيق. في دولة اخرى كان شخص مثله سيختفي عن نظر الجمهور، بالتأكيد لم يكن ليتجرأ على نشر كتاب من اجل وضع صورته في التاريخ كبطل. يبدو أنه لا توجد حدود للوقاحة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى