ترجمات عبرية

هآرتس: كيف سيخرج نتنياهو من شرك قانون التجنيد

هآرتس 31/10/2025، رفيت هيخت: كيف سيخرج نتنياهو من شرك قانون التجنيد

يبدو ان بنيامين نتنياهو في مأزق. الحريديين غير راضين على الاطلاق عن وضعهم – بل هم ينظمون مظاهرات ضد سياسة الحكومة الأكثر تدينا والأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. في استطلاع رأي مباشر نشر في صحيفة “العائلة” قال 54 في المئة من المستطلعين انهم لا يعتقدون ان رئيس الوزراء يهتم بإقرار قانون التجنيد، و55 في المئة قالوا بانه يجب فحص خيارات الانتماء الى الكتل وفقا لاحتياجات القطاع، بدلا من التحالف التلقائي مع نتنياهو واليمين. وخلافا لما يزعم فان راس حربة النضال من اجل تجنيدهم ليس احتجاج كابلان، بل هو الركيزة الأخرى للائتلاف، وهو حزب الصهيونية الدينية الذي فاقمت الحرب الاخيرة موقفه وزادته تطرفا وبروزا. يبدو ان المازق صعب، ووضع الائتلاف هو في مازق حرج.

لكن سنوات من التعرف على أسلوب نتنياهو، إضافة الى رصد المؤشرات القائمة، تشير الى مسار محتمل له للخروج من هذه الازمة. على الصعيد العملي، ثمة ما يدعو الى الاعتقاد بانه لن يقر أي قانون، ويرجع ذلك أساسا الى ان الحد الأدنى الرمزي لا يلبي الحد الأقصى للحريديم، الذين ببساطة لا يريدون التجند ولو قليلا. اذا اقرت صيغة ما، فسيكون ذلك مع المعرفة المطلقة بانها سترفض في المراجعة القضائية، وسيتم تعويض الحريديين في الميزانية القادمة عن معاناتهم النفسية، وبالتالي، سيمدد عمر الحكومة حتى الصيف، اذا لم يكن حتى موعد انتهائها الأصلي، أي بعد سنة تقريبا. على الصعيد الأخلاقي والجماهيري والاجتماعي، يحول نتنياهو كعادته النضال من اجل انهاء تهرب الحريديين الى مسار حاد ومؤلم بهدف تقويض ولو بصيص امل للتحالف بين الليبراليين والصهاينة المتدينين.

مسيرة الحريديين أمس لن تعرف بانها مظاهرة، بل “صلاة جماعية”. وينبع غياب الخطابات والطقوس الأخرى التي تميز المظاهرات أيضا من صراعات داخلية بين الحاخامات. ولكن ينبع أيضا من ان “الصلاة” خلافا للمظاهرة، هي من اجل الحفاظ على امتياز دموي فاحش له شحنة رمزية وعاطفية إيجابية في نظر جمهور تقليدي معتدل، يناضل هناك فقط من اجل دعمه. رغم أن الفتى الذي توفي أمس بسبب سقوطه في موقع بناء اثناء المظاهرة، والهجوم القبيح الذي شنه طاقم البث، افسد المناسبة المقدسة، إلا ان الهجوم الأخير يمكن اعتباره نتيجة ممارسة أخرى شائعة لدى نتنياهو – توجيه سهامه للذين يصفهم باعدائه (حسب نفس الاستطلاع، 56 في المئة من الحريديين يتهمون وسائل الاعلام بالتحريض ضدهم، 52 في المئة يلومون المدعي العام والمحكمة العليا بالوضع الذي “يجد القطاع الحريدي نفسه فيه”).

نتنياهو ما زال حتى الان لا يقول ذلك، لكن مبعوثيه وقنواته بالتأكيد يكررون هذه الرسالة. المطالبة المشروعة لاصلاح الظلم آخذة في التشكل كهجوم علماني لاسامي على عالم التوراة وعلى اليهودية بشكل عام. نتنياهو يعرف ان الهوية الايمانية لكتلة مؤيديه، التي تعززت منذ 7 أكتوبر، هي الأداة الناجعة التي يمتلكها. هي سلك الحديد الذي يربط بين مؤيديه المختلفين.

ان مجرد اجراء المسيرة، التي تم تسويقها من خلال تشبيه مجرد وفاضح بين المتهربين والمخطوفين، والمشاهد التي خرجت منها، كانت تستفز وتثير كراهية العلمانيين الى درجة وصلت فيها أحيانا الى كاريكاتير لاسامي. هذه ليست تصريحات شعبوية من محور لبيد – ليبرمان، اللذان يتنازعان بالفعل على زمام المبادرة في مهاجمة الحريديين. عبارات لم يخطر ببال متحدثين ليبراليين قولها عن العرب. على سبيل المثال، تقال عن الحريديين بدون خجل أو تدقيق.

هذا التأرجح في الكراهية سيدفع الصهاينة المتدينين في نهاية المطاف الى العودة الى التركيز على اليهودية الدينية، لان مبدأ الايمان، خاصة شرعيته واحترامه، هو من اهم القيم في التسلسل الهرمي للهوية الدينية، لا سيما في ظل انخفاض حدة الحرب. وهكذا فانه بتصعيد الصراع بين المعسكرات بشكل عام، فان نتنياهو سينجح في حسم الصراع في كتلته. 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى