ترجمات عبرية

هآرتس: كيف سنقنع العالم، الآن، بأن الصهيونية ليست من أشكال العنصرية؟!

هآرتس 2022-12-29: بقلم: تسفي برئيل: كيف سنقنع العالم، الآن، بأن الصهيونية ليست من أشكال العنصرية؟!

“في إسرائيل، بذلنا جهودا كبيرة لخلق مجتمع يسعى إلى تطبيق مُثل المجتمع السامية، السياسية والاجتماعية والثقافية، على جميع سكان البلاد بدون تمييز في الدين والعرق والجنس. اعطوني مجتمعا آخر متعددا في العالم، يعيش فيه رغم المشكلات الصعبة فيه اليهود والعرب بمثل هذا التناغم… الذي فيه حرية التعبير والحركة والتفكير مضمونة”، هذه جملة من جمل الافتتاحية التي حولها بنى الرئيس حاييم هرتسوغ خطابه المؤثر، الذي هاجم فيه ببلاغة لاذعة قرار الأمم المتحدة 3379 الصادر في 10 تشرين الثاني 1975 والذي نص على أن “الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”.

جند هرتسوغ في حينه التاريخ الطويل لشعب إسرائيل ومبادئ اليهودية والعلوم والتطوير الاقتصادي وأسس الديمقراطية من اجل تقويض هذا القرار الذي اعتبره قرارا لاساميا. “بالنسبة لنا، الشعب اليهودي، هذا ليس سوى قطعة ورق وسنتعامل معها على أنها هكذا”، اعلن وقام بتمزيق القرار إلى قطع. بعد 16 سنة على ذلك، ألغت الجمعية العمومية هذا القرار. وبعد 10 سنوات أخرى، عندما عقد مؤتمر دربن في أيلول 2001 غابت عنه الولايات المتحدة بشكل استعراضي، وأوضح المتحدث بلسان البيت الأبيض، آري فلايشر، بأن هذا كان من اجل “إعطاء إشارات لشعوب العالم التي تحب الحرية بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا حاول العالم وصف الصهيونية بالعنصرية. بصراحة، هذا غير صحيح”.

هذا غير صحيح؟ هرتسوغ وفلايشر والرئيس الأميركي وزعماء الدول التي عارضت قرار الأمم المتحدة كانوا سيجدون صعوبة الآن في طرح ادعاءات مقنعة ضد القرار، في الوقت الذي فيه المرشح لمنصب وزير الأمن القومي هو إيتمار بن غفير، أحد تلاميذ مائير كهانا؛ والوزيرة المرشحة أوريت ستروك تقضي بأن الطبيب يمكنه عدم تقديم العلاج الذي يعارض عقيدته “طالما أن هناك ما يكفي من الأطباء الآخرين الذين يمكنهم تقديم العلاج”؛ الشريك الأيديولوجي لبن غفير، بتسلئيل سموتريتش، يخشى من أن زوجته ستكون في المستشفى قرب امرأة عربية، وأوضح للعرب “انتم توجدون هنا بالخطأ لأن بن غوريون لم ينه العمل في 1948 ولم يقم برميكم”؛ آفي معوز، الظلامي الذي يكره المثليين، يعرف بأن “الإسهام الأكبر للنساء في الدولة هو أن يتزوجن ويقمن عائلة نموذجية”.

هؤلاء العنصريون لن يتسلموا فقط حقائب مهمة في حكومة نتنياهو، بل هم أيضا سيشكلون وجه الدولة، وسيقومون بإملاء حدود الحوار المشروع ويشكلون الأجيال القادمة من خلال جهاز التعليم والميزانيات التي سيتحكمون بها. هؤلاء هم آباء الصهيونية الجديدة والعنصرية والظلامية، الذين يعتبرون قيم الديمقراطية خطأ تاريخيا، وأنها لا تناسب الدولة اليهودية الحقيقية. هم يرسخون صهيونية جبانة ومذعورة تعتبر المثليين تهديدا وجوديا وتعتبر الأقليات زيادة لا حاجة إليها.

قوتهم يقيمونها على المقولة الكاذبة “الشعب قال كلمته”، ويلفون ملايين مواطني الدولة بعباءتهم النتنة، ويجيرون مجموعة الادعاءات اللاسامية وملخص نظرية العرق ويستخدمونها من اجل بناء دولة نقية، يهودية، صهيونية وعنصرية، بشكل صريح وقانوني. هم يبنون هرمية العرق اليهودي عندما يقررون من هو اليهودي الأعلى ومن لا يستحق أبدا أن يكون يهوديا. هم كهنة وحماة الطائفة العرقية التي نمت مثل طفرة طفيلية في أراضي الضفة الغربية، ومنها صعدت ونمت والآن وهي تمسك بعنق الصهيونية واليهودية.

من سيزيل الغبار عن عيون حاييم هرتسوغ؟ بالتأكيد ليس ابنه الذي اكتفى بمقولة ضعيفة ومؤدبة، التي بحسبها “المقولات العنصرية التي تسمع مؤخرا ضد طائفة المثليين، وبشكل عام ضد قطاعات وجماهير مختلفة، هي مقولات تقلقني جدا”. هرتسوغ الابن يجب عليه الأمل بألا يكون هو الذي سيلقي خطابا يرد فيه على مشروع قرار في الأمم المتحدة، عندما سيطرح مرة أخرى، من اجل اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى