ترجمات عبرية

هآرتس: كيف تشرح الفصل العنصري للطلاب في حصة المدنيات؟

هآرتس 8/12/2025، عودة بشاراتكيف تشرح الفصل العنصري للطلاب في حصة المدنيات؟

 خمسة يهود، أحيانا سبعة واحيانا عشرة، يجتمعون لمناقشة المشكلة التي تقلق جميع سكان الدولة، عرب ويهود على حد سواء. هم يتجادلون وصوتهم يرتفع ويصل الى عنان السماء. وفي النهاية رغم كل شيء هم يبتسمون لبعضهم البعض، يساريين ويمينيين، محافظين وليبراليين، متدينين وعلمانيين، نساء ورجال. شعب واحد، استوديو واحد.

أنا أتساءل، كيف يتحملون هذا الوضع المعقد؟ كيف يجلسون معا وكانه لا يوجد في الخارج جموع آخرين، بلا صوت أو وجه، محظور عليهم الدخول الى قدس اقداس الشعب الخالد؟. العفو هناك تصحيح: لم ينسوا من يجلسون في الخارج، بل أعدوا لهم ممثلين: تسفي يحزقيلي، في قناة، واوهاد حمو في قناة أخرى، وحيزي سمنطوف في قناة ثالثة. هؤلاء الأشخاص يمثلون العرب اكثر مما يمثل العرب انفسهم.

لكن ليس كل شيء ضائع. بين فينة وأخرى يتم استدعاء شخص عربي، هذه المرة لاظهار من هو السيد في البلاد. اختبار قبول الضيف يجرونه على عتبة الاستوديو. الحديث يدور عن اختبار “الإدانة”: هل يدين الضيف – هجوم إرهابي أو تصريح لشخصية عربية هنا أو في الخارج.

بعد هذا التعميد النتن، يلجأون الى جلده كما ينبغي، دون منحه حتى ولو دقيقة واحدة للتعبير عن رأيه. الضيف العربي يتحدث، لكنهم يقاطعونه ويهاجمونه من يمين الملعب، يبدأ بالرد فيهاجمونه من اليسار، واذا تمكن من الهرب يهاجمونه مباشرة في وجهه. بالنسبة للمحاورين، الامر يتعلق أيضا بالكرامة الوطنية، ويجب عليهم اسقاط العربي في الحلبة.

من المهم الإشارة الى ان الاخوة اليهود معفيين من هذا التعميد النتن. الضيف اليهودي لا يسأل اذا كان يدين مثلا قتل طفلين في غزة، تم تصويرهما فيما بعد بأنهما مقاتلان. أما العربي، خلافا لليهودي الذي تجرى معه المقابلة، فدوره الرئيسي هو الإدانة. في بعض المجالس المحلية القيت مهمة رفض طلبات الموظفين على مسؤول ما، وتم تكليف مسؤول آخر بشعارات القبول، بعد ذلك وصف الأول بانه “مسؤول يؤسفنا”، والثاني مسؤول يسعدنا”. العربي يعتبر في الاستوديوهات “مقاول ادانات”.

لذلك، انا اقترح على كل معلمي المدنيات الذين ينوون التعليم عن الفصل العنصري: لا تكلفوا انفسهم عناء فتح الكتب أو الذهاب بعيدا، حيث انه في نهاية المطاف كلمة “ابرتهايد” تعني “الفصل”، والمكان المناسب اكثر لفهم هذه الكلمة هو قنوات التلفزيون الإسرائيلية. الإجابة توجد في صالون البيت. المعلمون يمكنهم ان يجلسوا على اريكة مريحة، وشرب القهوة واكل المكسرات، والشرح للأولاد الصغار ببث حث مع هو الابرتهايد.

بعد ذلك يجدر ان يشرحوا للطلاب بان الابرتهايد هو أيضا القدرة العجيبة لوسائل الاعلام الإسرائيلية على إخفاء 20 في المئة من مواطني الدولة. هم غير قائمين، حرفيا. واذا ظهر على الشاشة احدهم كشخص متساوي بين متساوين، فهذا في الواقع نتيجة فشل. وهذا الامر يحتاج الى فحص، وحتى الى تشكيل لجنة تحقيق رسمية. بالمناسبة، أين مثلا المذيع محمد مجادلة؟.

أنا اكتب هذه السطور في اعقاب قرار وزير الدفاع يسرائيل كاتس اغلاق “صوت الجيش”. أنا اعتذر، يا أصدقائي الديمقراطيين، أنا أؤيد اغلاق هذه القناة. قناة واحدة اقل من القنوات التي تعنى بالنقاء الوطني.

بهذه المناسبة، اذا كان يمكن اغلاق أيضا اربع قنوات في التلفزيون، فان الوضع فقط سيتحسن؛ الأجواء ستكون اكثر نظافة والحياة ستكون اكثر إنسانية. من هو بحاجة الى مراسلنا للشؤون العربية الذي دعا الى قتل 100 ألف غزي، ومن يحتاج الى مراسلنا لشؤون كل شيء، الذي قال “اذا اردت النجاح فيجب أن لا يتم القاء القبض عليك”.

أيها الأصدقاء، نحن نختنق. افتحوا النافذة، نحن بحاجة الى قليل من الهواء النقي، من فضلكم.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى