هآرتس: كم يساوي زعماء الدول العربية؟ صفر!

هآرتس – عودة بشارات – 15/9/2025 كم يساوي زعماء الدول العربية؟ صفر!
زعماء الدول العربية يساوون صفر، هذا في افضل الحالات. هم يجلسون على مربع الناقص في خارطة النظام العالمي: لا يوجد تاثير، لا يوجد صوت أو وجه. هؤلاء الزعماء مقموعون على يد الدولة العظمى الامريكية، وفي المقابل هم يقومون بقمع شعوبهم. في موازاة ذلك، كلمة واحدة لآخر الوزراء في دولة اسرائيل تؤثر على الدولة العظمى اكثر من كل العالم العربي، بما فيه الملايين الذين يعيشون فيه.
اجهزة الامن في هذه الدول مخصصة لمعالجة “العدو الداخلي”، في حين أن معالجة الاخطار من الخارج تم ايداعها في ايدي “صديقتنا”، امريكا – استمرارا لتقليد “صديقتنا بريطانيا” قبل مئة سنة. ولكن كما يقولون، “كأننا يا قمر لا رُحنا ولا جينا”. الكولونيالية تسيطر ايضا وهي موجودة وراء البحار.
يمكن لاسرائيل اليوم، بواسطة السلاح الامريكي، أن تدمر قصر أي زعيم عربي. واذا لم يدمروه فان هذا بسبب عظمة روح النجم الصاعد الوزير كاتس. بماذا اخطأت قطر، ايها الامريكيون الاعزاء، كي تهدروا دمها؟. انتم اقمتم على اراضيها القاعدة العسكرية الاكبر في المنطقة للحفاظ على مصالحكم. وحسب تعليماتكم هي قامت بدور حلقة الاتصال مع حماس. القطريون اعتقدوا بأنهم محميين، لأنكم الى جانبهم. هل هكذا تكافئون الاصدقاء؟ اضافة الى ذلك، منذ فترة قصيرة اعطوا طائرة تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، وقاموا بالاستثمار بمئات الملايين.
ايضا ما الذي فعلته لكم دول الخليج، التي فقط في الزيارة الاخيرة لدونالد ترامب اغدقت عليه مبالغ خيالية، وحتى امنية واحدة لا تحققونها. هي تريد عدم ضم الضفة، وفي موازاة ذلك الوزير بتسلئيل سموتريتش الذي حتى ولا اغورة واحدة يعطيها للامريكيين، هو الغالب وينفذ تطهير عرقي. حقا من اين برزت مشاعر الدونية لدى هؤلاء القادة؟.
المثل العربي يقول: “من أمنك فلا تخونه وان كنت خائنا”. بالمناسبة، حتى الحيوانات المفترسة تظهر نوع من الحنان واللطف عندما يظهر امامها شبل صغير، هي لا تخون مشاعرها الحيوانية. دول الخليج وثقت بامريكا، لكن الاخيرة غرست سكين في ظهرها. في نهاية المطاف من اجل ماذا انفقوا المليارات واودعوا امنهم في ايدي امريكا، اذا كانت في اللحظة الحاسمة هذه المنظومات تعطلت. امريكا تدعي الان بانها لم تعرف عن الهجوم في قطر الا في اللحظة الاخيرة. صديقتكم هي خائنة، وكاذبة ايضا. العملية في الدوحة هي عملية كبيرة جدا، وستكون لها تداعيات في المستقبل. ضمن امور اخرى، البحث عن حراس جدد للمنطقة: الصين تنتظر الاستدعاء، وروسيا ايضا. الرد، كما أقدر، سيكون بعيد المدى لانه توجد امور اذا تحطمت فانه لا يمكن اصلاحها، لا سيما عندما يدور الحديث عن الحياة.
انا اكتب هذه الاقوال ايضا للجمهور اليهودي في دولة اسرائيل: من الخطير جدا العيش قرب جار مهان. المواطن العادي في العالم العربي يشاهد انهار الدماء وراء الحدود ويرى زعماءه الذين لا يحركون ساكنا، وحتى يحطمون حركة الاحتجاج ضد الفظائع في غزة. ولكن الخبز هناك الذي يتحجج به القادة من اجل تبرير غياب ردهم، طعمه مر، وفي لحظة ما سيرميه الجمهور.
موقف قوي للعرب هو جيد للجمهور اليهودي. موقف قوي ضد استمرار الحرب في غزة كان سيجبر نتنياهو على انهاء الحرب منذ فترة واعادة جميع المخطوفين. الرأي العام في اسرائيل الذي يعارض استمرار الحرب والتخلي عن المخطوفين يلتقي مع ضغط الدول العربية على امريكا، المسؤولة الاولى عن استمرار هذا الوضع الصعب.
ان منطقة احادية القطب هي منطقة خطيرة، لان القطب الواحد لا يكتفي بعملية في الخارج، بل هو سيواصل العمل في الداخل. رئيس اركان الجبهة الداخلية ياريف لفين، لا يضيع الوقت.