ترجمات عبرية

هآرتس: كذاب كذاب مدمر البيت الثالث

هآرتس 25-7-2023، بقلم نحاميا شترسلر: كذاب كذاب مدمر البيت الثالث

قبل يومين على 9 آب بدأ نتنياهو في عملية تصفية للهيكل الثالث. فالمظاهرات الكبيرة أو الطيارون الذين تمردوا أو رجال الأمن الذين حذروا أو الرئيس الأمريكي أو حتى رجال الأعمال الذين خرجوا عن أطوارهم… كل ذلك لم يجد نفعاً في التحذير من الضربة الاقتصادية الشديدة التي ستلحق بنا. فقد وضع نتنياهو مصالحه الشخصية أمام مصالح الدولة، ومرر أمس تشريع إلغاء ذريعة المعقولية الذي سيحولنا إلى دولة حافة ديكتاتورية.

ردت البورصة على الفور من خلال خفض الأسعار وانخفض الشيكل. هناك من هم قلقون من تفاقم العلاقات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كذب عليه نتنياهو كعادته. فقد وعده بعدم سن أي تشريع إلا باتفاق واسع، وفي نهاية المطاف فعل العكس. وقد كذب أيضاً على شركات التصنيف الائتماني التي في القريب ستنتقم منا وستخفض التصنيف. وخدع أيضاً شعب إسرائيل كله عندما أعلن بأنه يعاني من الجفاف، في حين أن الفحوصات أخبرتنا عن عدم انتظام في نبضات القلب وعن حاجة فورية لزرع منظم للقلب. هكذا يتصرف شخص مريض بالاحتيال والكذب.

لذلك، محظور اتهام ياريف لفين وسمحا روتمان بالتشريع. نتنياهو هو من عينهما عمداً في منصبيهما ليدفعا قدماً بالتشريع. ومحظور أيضاً اتهام بتسلئيل سموتريتيش وايتمار بن غفير لأن نتنياهو هو من عينهما بشكل متعمد. تشريع إلغاء ذريعة المعقولية هو تشريع بيبي خالص. هذه هي المرحلة الأولى في خطته الكبيرة لتصفية الهيكل الثالث.

يقول التراث بأنه في 9 آب، الذي سيصادف بعد يومين، تم تدمير الهيكلين. الهيكل الثاني احترق بسبب أقلية دينية متعصبة ومسيحانية، تمردت على روما الكبرى من خلال جنون كامل واعتقاد بأن شخصية خيالية تعيش في السماء ستقف إلى جانبها وستضرب الإمبراطورية. المتعصبون في حينه كانوا الآباء الأيديولوجيين لمتعصبي اليوم: سموتريتش، بن غفير والحريديم القوميين الآخرين في “المناطق” [الضفة الغربية]. هم يؤمنون أن بإمكانهم إحراق حوارة وتفجير الحرم والتمرد على الولايات المتحدة وأوروبا، وأن نفس الشخصية الخيالية ستضرب جميع شعوب العالم في حرب يأجوج ومأجوج، من أجلهم.

أما المتعصبون في فترة الهيكل الثاني فكانوا أقلية صغيرة متطرفة ولكنها مصممة، عملت بعنف قاتل ضد الأغلبية المعتدلة التي أدركت بأنه لا احتمالية للتمرد على الإمبراطورية الرومانية. قتل في تلك الحرب مئات آلاف الأشخاص، أما الذين بقوا فذهبوا إلى الشتات الذي استمر 2000 عام. وإلى هناك يقودنا متعصبو اليوم. أيضاً هم أقلية مصممة، مسيحانية وقاتلة، ستلحق بالأغلبية المعتدلة اليوم ما فعله المتعصبون بالأغلبية المعتدلة قبل ألفي سنة. إلغاء ذريعة المعقولية ليس إلا المرحلة الأولى في طريقهم إلى تصفية الديمقراطية واستيلائهم على الحكم إلى الأبد.

هذا ضرر كبير حاول وقفه جمهور شجاع من الإسرائيليين الذين خرجوا في كل أسبوع في نصف السنة الأخير، ومؤخراً كل يوم، إلى الشوارع من أجل الديمقراطية. الأوائل الذين خرجوا إلى المعركة كانوا رجال الهايتيك، أي أصحاب الشركات والمدراء العامون والعاملون فيها، الذين أدركوا قوة الهزة الاقتصادية التي سيتسبب بها الانقلاب النظامي. وآخر الذين انضموا للاحتجاج في هذا الأسبوع هم منتدى رجال الأعمال الذي يتكون من مدراء عامين وأصحاب شركات كبيرة في الاقتصاد. هؤلاء نزلوا عن الجدار وخرجوا للتظاهر في القدس. أغلق نحو 150 مديراً رائداً أعمالهم التجارية وأثبتوا للجميع بأن الدولة أهم عندهم من تقرير الربح والخسارة.

دافيد فريدمان، السفير الأمريكي في إسرائيل في فترة ترامب، وهو يميني بارز وصديق شخصي لنتنياهو، قال هذا الأسبوع: “ثمة خطوط موازية بارزة بين الصدع الحالي في إسرائيل والمعارك الداخلية التي تسببت بخراب الهيكل الثاني قبل ألفي سنة. فلماذا تستمر الحكومة في سن قوانين الإصلاح، لا سيما عشية 9 آب؟”. صحيح، يا فريدمان، لبيبي سبب جيد لذلك، وهو أنه لا يهمه اندلاع حرب أهلية أو خطر تصفية الهيكل الثالث. ما يهمه فقط هو إلغاء محاكمته. وماذا بشأن الدولة؟ فلتذهب إلى الجحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى