ترجمات عبرية

هآرتس: قلق من خطاب أبو مازن المرتقب في الأمم المتحدة: إسرائيل تستعين بدول الجوار

هآرتس 2022-09-12، بقلم يونتان ليس 

توجهت إسرائيل إلى قطر وطلبت منها أن تضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، من أجل أن يأمر الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتعزيز نشاطها، بالأساس في جنين ونابلس، على خلفية ازدياد الأحداث “الإرهابية” في الضفة ومحاولات تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. هذا الطلب من قطر، التي تعمل في السنوات الأخيرة على تعزيز مكانتها وسيطا بين إسرائيل والفلسطينيين، هو عملية أخرى في محاولة إسرائيل التأثير على عباس لمنع التدهور الأمني. في المستوى السياسي أيضا قلقون من أن الخطاب المرتقب لعباس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بعد نحو أسبوعين سيزيد الغليان في “المناطق” بدلا من تهدئة النفوس.

إلى جانب طلب قطر فإن إسرائيل تحاول أن تجند دولاً أخرى من أجل التأثير على المستوى السياسي الفلسطيني ومنع مواجهة عسكرية محدودة، بالتحديد في الفترة القريبة القادمة.

هكذا فإن عباس سافر، الاثنين الماضي، إلى مصر في زيارة سياسية، تعاملت مع هذا الموضوع. في المقابل، زارت مؤخرا المنطقة المبعوثة الأميركية، باربارة ليف، من أجل إجراء سلسلة لقاءات مع ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين أيضا، من بينهم رئيس “الشاباك”، رونين بار، ومنسق أعمال الحكومة في “المناطق”، الجنرال غسان عليان، ورئيس هيئة الأمن القومي، إيال حولتا. وحسب أقوال مصدر مطلع فإن هذه الجهود المتشعبة “استهدفت إيقاظ القيادة الفلسطينية”. وأضاف المصدر إن “عباس يظهر أنه لا يفهم عمق المشكلة. وقد شاهدنا أنه عندما يريد الضرب على الطاولة فهو يستطيع”.

في إسرائيل يريدون أن تزيد الأجهزة الأمنية الاعتقالات ضد نشطاء “الإرهاب”، وأن تعمل على جمع السلاح غير المرخص لمنع التصعيد في الضفة. يعمل جهاز الأمن منذ فترة طويلة في محاولة لاعتقال نشطاء “إرهابيين”، وجمع سلاح غير مرخص. وحسب أقوال مصادر مطلعة على ما يحدث على الأرض فإن نشاطات الجيش الإسرائيلي استهدفت في موازاة ذلك “سحب نار الجنود ومنع انحراف مواجهة عنيفة إلى عمليات تجاه أهداف إسرائيلية على مفترقات الحركة في الضفة وإلى تسلل إرهابيين إلى داخل حدود إسرائيل”.

أول من أمس اعتقلت قوات الجيش والشرطة مطلوبين ومشتبها فيهم بالتورط في عمليات “إرهابية” في عدد من البؤر في الضفة الغربية، منها قرية الطيرة وقرية حوسان. وحسب المتحدث بلسان الجيش فإنه أثناء النشاطات نفذ تبادل لإطلاق النار بين الجيش وبعض المسلحين الذين ألقوا الزجاجات الحارقة ورشقوا الحجارة. ولم تقع أي إصابات في أوساط الجنود.

في إسرائيل يجدون صعوبة في العثور على بادرات حسن نية أو خطوات اقتصادية يمكن أن تخفض مستوى اللهيب. في سلسلة نقاشات داخلية أجراها المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، الأسبوع الماضي، تم فحص إمكانية زيادة بادرات حسن نية كهذه تجاه سكان السلطة الفلسطينية، منها تصاريح عمل إضافية أو المصادقة على خطط بناء. ولكن التقدير في النقاشات المختلفة كان أن هذه الخطوات لن تساعد في تخفيف التوتر. ففي السنة الماضية منحت إسرائيل أكثر من 30 تسهيلا وسلسلة من الخطوات الأخرى التي يتم تطبيقها في الوقت الحالي، منها الاستعداد لتحسين شبكة الهواتف المحمولة الفلسطينية ورفعها إلى الجيل الرابع، وبذل جهد لفتح جسر اللنبي بحيث يعمل 24 ساعة في اليوم.

وقال مصدر سياسي، الخميس الماضي، للصحيفة إن إسرائيل تركز الجهود على التوصل إلى تهدئة في الوضع الأمني في جنين ونابلس عن طريق استخدام الضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. “المشكلة هي في القيادة”، قال هذا المصدر السياسي عن عجز السلطة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة في مجال الإحباط الأمني.

يوم الخميس الماضي جرت في مكتب رئيس الحكومة مشاورات أمنية مستعجلة على خلفية ارتفاع الأحداث “الإرهابية” في الضفة، والجهود المبذولة لإخراج عمليات ضد أهداف إسرائيلية إلى حيز التنفيذ. وبين المشاركين في الجلسة كان هناك اتفاق على أن الوضع قابل للتفجر. وحسب أقوال مصدر أمني فإن معالجة غير صحيحة للأزمة يمكن أن تؤدي إلى مواجهة محدودة بين الجيش الإسرائيلي وبين المسلحين في جنين وفي نابلس.

ازدادت العمليات “الإرهابية” في الضفة، ففي نهاية الأسبوع أصيب إسرائيلي في منطقة حوارة في الضفة الغربية إصابة طفيفة. وحسب بيان الجيش فإن النار التي أطلقت على سيارته تم إطلاقها من سيارة مرت قربه في المكان جنوب نابلس. هشم إطلاق النار الزجاج، وأُصيب السائق جراء الشظايا وتم نقله للعلاج في المستشفى. في الجيش قالوا إن قوات الجيش تبحث عن مطلقي النار.

يوم الخميس الماضي اعتقل فلسطيني بسبب عدم وجود تصريح عمل له في ميدان الساعة في يافا، حيث كانت بحوزته بندقية من نوع “كارلو” وعبوتا كوع. وحسب الشرطة فإن هذا الشاب، ابن 19 عاماً، من نابلس اعترف في التحقيق الأولي معه بأنه خطط لتنفيذ عملية. والتقدير هو أنه خطط لتنفيذ العملية في مركز تل أبيب. وقد تم نقله للتحقيق معه في “الشاباك”. من التحقيق في هذه الحادثة يتبين أنه في نيسان الماضي تم اعتقال هذا الشاب في الحرم بعد العثور على سكين بحوزته وحكم عليه أربعة أشهر سجن. ولكنه قضى شهرين من هذه العقوبة. بعد بضع ساعات تم اعتقال أحد أبناء عائلته في مفترق تفوح للاشتباه بمساعدته في هذا العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى