ترجمات عبرية

هآرتس: قادة سابقون في سلاح الجو برسالة لنتنياهو: اوقفوا التشريع وابحثوا عن حل للوضع

هآرتس 6-3-2023، بقلم عاموس هرئيل: قادة سابقون في سلاح الجو برسالة لنتنياهو: اوقفوا التشريع وابحثوا عن حل للوضع

كل يوم يأتي برسالة جديدة. أمس كانوا القادة العشرة السابقين في سلاح الجو، الذين ما زالوا على قيد الحياة، والذين وقعوا على رسالة مستعجلة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع. الجنرالات العشرة المتقاعدون، من دان تولكوفسكي (1953 – 1958) وحتى عميكام نوركن (2017 – 2022)، يحذرون بنيامين نتنياهو ويوآف غالنت بأنه نتيجة للأزمة السياسية والقانونية قد يتطور “خطر شديد وملموس على الأمن القومي لدولة إسرائيل”. وطالبوا نتنياهو بـ “التوقف، والعثور على حل”.

في الخلفية يشارك المئات من الطيارين في الاحتياط، ما زال معظمهم في الخدمة النشطة، في مبادرات الاحتجاج المختلفة على خلفية الانقلاب النظامي الذي تقوده الحكومة. الانعطافة الأهم هي القضية التي كتب عنها في “هآرتس” أول أمس، وهي بيان معظم رجال الاحتياط في سرب 69 بأنهم لن يمتثلوا للخدمة، كخطوة تحذيرية رمزية، في يوم الاحتياط في السرب غداً.

بشكل استثنائي، قادة الاحتجاج في سلاح الجو يشكلون بالأساس عوامل ضابطة، في محاولة للسيطرة على النشاطات وتنظيمها. إلى حد كبير، كانت مبادرة أعضاء سرب 69، وهو سرب طائرات “راعم” (إف 15 آي) استثنائية؛ لأنه انطلق بدون تنسيق مركزي. الآن، تبذل جهود كبيرة يشارك فيها أيضاً رجال في الاحتياط وقيادة سلاح الجو لمنع سيل من الخطوات المشابهة في أسراب أخرى.

إن الرسالة الاستثنائية لقادة السلاح السابقين، رئيس الأركان هرتسي هليفي سيلتقي قريباً مع منتديات، تضم ممثلين عن الطيارين، وبعد ذلك مع قادة احتياط آخرين في الجيش الإسرائيلي.

رداً على الخطوة الاستثنائية لأعضاء سرب 69 التي رافقها تردد وألم نفسي حقيقي، فقد تم إطلاق سيل من الشتائم والإهانة ضدهم في الساحة السياسية وفي وسائل الإعلام وفي الشبكات الاجتماعية. من يتصفح حسابات “تويتر” بالعبرية هذا الأسبوع يشعر وكأنه يغوص في نهر من التلوث والغباء. ولي العهد من بلفور كان أول من قام بإملاء النغمة في تغريدة تقول بأن عقوبة رفض الخدمة في الاحتياط هي السجن.

كالعادة، واصلت الأبواق مهمتها، بل وزادت من عملها. الوزيرة في الحكومة، التي نواصل دفع راتبها، أوضحت بأن الطيارين هم “سقط متاع”. أحد المذيعين سماهم “صديداً” وطلب منهم “طيروا من هنا”. شخص آخر في الإعلام أوضح بأن رئيس الأركان هليفي هو “يسار كامل… يا للعار”. وكان هناك أيضاً عباقرة ودجالين آخرين لديهم اقتراحات تبسيطية رائعة. وأوضح أحدهم بأن “هناك احتمالية كبيرة لأن تتغير طبيعة عملية الاختيار لسلاح الجو”، لأن الدولة “لا يمكنها تحمل الطيارين الذين يكون ولاؤهم للجيش الإسرائيلي مشروطاً”. وزميل له أضاف بأن النتيجة هي أنه يجب “فتح دورة طيران ووحدة 8200 للضواحي”، وكأن الجيش لم يفعل ذلك منذ سنوات. هذه أسابيع مجنونة، لكن يبدو أنه في كل مرة نقدر فيها أننا وصلنا إلى الحضيض وإلى قعر البرميل، يسمع المزيد من الضربات في الأسفل.

أحد الذين وقعوا على رسالة قادة السلاح قال أمس للصحيفة بأن “النقاش ليس بين تومر بار والطيارين في الاحتياط، بل بينهم وبين قيادة الدولة. وكتب لهم تومر بأنه يتوقع منهم مواصلة الطيران، وبعد يوم ونصف كان الحدث في السرب 69. هذه القصة تذهب إلى مكان سيئ جداً. إذا لم يتم وقف التشريع في القريب واستمرت الأزمة فقد يواجه السلاح مئات الطيارين في الاحتياط الذين سيتخذون نفس الخطوة. والأمر ليس هل، بل متى”.

وحسب قول المصدر السابق نفسه، فإن “كل الإهانات والشتائم التي يتعرض لها الطيارون، تتحول إلى شخصية. أشخاص يشعلون الحرائق وليست عندهم مسؤولية يتطاولون على جمهور إسهامه في الدولة عظيم. كتبنا رسالة القادة لقلق عميق على السلاح والدولة. ونتيجة الأزمة، قد تكون المس الشديد بالسلاح، الذي تتعلق أهليته العملية بدرجة كبيرة برجال مخضرمين في الاحتياط. الضرر بعيد المدى سيحتاج إلى سنوات لإصلاحه. لا أصدق بأنني أتحدث بهذه المصطلحات التي لم تكن تخطر ببالي قبل أشهر، لكن لا توجد مشكلة في الوصول بهذه الطريقة إلى تفكيك سلاح الجو”.

جيش إسرائيل الثاني

مؤخراً يتم إجراء اتصالات كثيفة بين الحكومة والمعارضة في محاولة للبدء في حوارات حول التشريع. الوسيط الأساسي هو رئيس الدولة إسحق هرتسوغ، لكن نقطة الانطلاق التي اقترحها هرتسوغ في الشهر الماضي في إطار خطته تبدو بعيدة عن طلبات العتبة للمعارضة ولحركة الاحتجاج.

الأزمة الحالية بدأت ببذل الجهود من أجل خصي جهاز القضاء على خلفية التورط الجنائي لنتنياهو. ولكن ساحة المعركة انتقلت إلى المجتمع الإسرائيلي. وكالعادة، الجيش الإسرائيلي هو ساحة اللعب المفضلة. الردود العاصفة من قبل اليمين لا تدل فقط على الخوف من أن تجد الحكومة صعوبة في الدفع قدماً بالانقلاب، بل أيضاً الرغبة في إخضاع المعسكر الآخر الذي يعتبر عدواً، رغم أنه يقف في صفوفه الأولى من يدافعون عن الدولة. بعض أعضاء الليكود يتحدثون بمفاهيم الحرب الحاسمة أمام النخبة القديمة، التي يجب أن تنتهي الآن بالانتصار.

يبدو أن من يستطيع وقف هذا الهياج، حسب كتاب الرسالة، هو نتنياهو نفسه. ولكن بعد أحداث الأسابيع الأخيرة فمن غير الواضح إذا كان يريد أو يستطيع فعل ذلك. رئيس الحكومة دخل أكثر من مرة في السابق إلى أزمات أمنية وسياسية بدون استراتيجية خروج بديلة حقيقية. اعتمد نتنياهو غالباً على قدرته البلاغية وعلى خطوات تكتيكية مختلفة، التي ستخرجه من الورطة. هذه المرة، وفي ظل الأزمة التي أصبحت تظهر كأكبر الأزمات التي شهدتها الدولة، ثمة شك بأنه يملك حلولاً للوضع الذي أوصل الدولة إليه.

الظروف التي اختار فيها نتنياهو إعطاء تصريحات لوسائل الإعلام أمس فحصت بعناية. هذه صورة أُخرجت من أجل أن يمثل الجيش الإسرائيلي الثاني، كصورة معاكسة تماماً للطيارين، الذي من يؤيدونه يتم وصفهم بأنهم نخبة متعالية، وقد ظهر بجانب الوزير ايتمار بن غفير، الذي لم يخدم في الجيش حتى دقيقة واحدة في الجيش الإسرائيلي، وخلفهما جنود ومجندات من حرس الحدود. عندما يأتون لوصف موعد الأزمة، فستحتل هذه الصورة مكاناً مهماً، قريباً من مؤتمر نتنياهو الصحفي في اليوم الذي بدأت فيه محاكمته، حيث كان حوله كبار رؤساء الليكود وهم يضعون كمامات كورونا.

في بعض خطاباته الأخيرة، استل نتنياهو ورقة التهديد الإيراني مرة أخرى. وما نسي أن يذكره هو أنه بدون طياري اف 15 في الاحتياط، لا يمكنه مهاجمة المنشآت النووية.(“لا توجد في هذه الأثناء خطة عملياتية، لكنه أمر لنقاش آخر). ما نشاهده في الخارج، في أوساط رجال الاحتياط ومسرحي “الشاباك” الشركاء في الاحتجاج، ليس سوى طرف جبل الجليد للأجواء العاصفة في أجهزة الأمن.

قائد سابق لإحدى وحدات النخبة في جهاز الاستخبارات أحسن وصف ذلك بقوله: “إذا قام نتنياهو بتحليل الوضع فسيفهم أنه لا يوجد لرئيس الأركان ورؤساء “الشاباك” والموساد أي خيار. إذا اشتدت الأزمة القانونية فسيكون مطلوباً منهم الوقوف إلى جانب المحكمة العليا في مواجهتها مع الحكومة. وإلا فإن جوهر جودة مؤسساتهم سيستمر في التفكك بشكل سريع. في حين أنهم هم والذين بقوا معهم سيكونون مكشوفين أكثر من أي وقت آخر أمام المحكمة في لاهاي”.

الأسبوع الحالي حاسم في النضال ضد مبادرات الحكومة، التي تحولت إلى معركة دفاع عن الديمقراطية. ما حدث في السرب 69 قد يمتد بسهولة إلى أسراب أخرى وإلى رجال احتياط في وحدات نخبة أخرى وحتى إلى الشباب الذين سيتجندون في القريب للجيش الإسرائيلي. في هذه الأثناء، يتعرض الطيارون للانتقاد اللاذع من أشخاص يتوهمون بأنهم قوميون. لكن إذا ضعضعت الحكومة خطوتهم في النهاية وبشرت ببداية تراجع نتنياهو، فقد يتبين أن طياري ربيع 2023 قد أنقذوا الدولة بدرجة لا تقل عن أسلافهم في 1967.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى