ترجمات عبرية

هآرتس: في كل ما يتعلق باتفاق مع السعودية، السنوار نجح

هآرتس 9/10/2024، امير تيفونفي كل ما يتعلق باتفاق مع السعودية، السنوار نجح

في 20 ايلول من السنة الماضية التقى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس الامريكي، جو بايدن، في فندق “انتركونتننتال” في وسط منهاتن، لاول مرة منذ عاد نتنياهو الى الحكم في 2022. استغرق اللقاء وقتا اكثر من ساعة بقليل، والعنوان الرئيس الذي خرج منه كان القلق الذي اعرب عنه بايدن من الانقلاب النظامي. لكن في حديث ثنائي بين الزعيمين، بعد نحو سنة في اثنائها امتنع بايدن على نحو استعراضي عن دعوة نتنياهو الى البيت الابيض – برز موضوع مركزي آخر: التطبيع بين اسرائيل والسعودية.

في الايام ما قبل وما بعد هذا اللقاء كان يبدو أن اتفاق التطبيع مع المملكة السعودية هو مسألة وقت فقط، وأنه سيكون ممكنا تحقيقه في غضون بضعة اسابيع. وجدت وسائل الاعلام صعوبة في متابعة سلسلة العناوين والمنشورات التي تشهد على تقدم في الموضوع. وبالتوازي مع اللقاء بين نتنياهو وبايدن قال ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إن اتفاقا بين بلاده واسرائيل يمكن أن يكون “الاكبر منذ الحرب الباردة”. في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” قال ابن سلمان إنه “في كل يوم نحن نقترب” من تحقيق هذا الاتفاق – تصريح فاجأ حتى البيت الابيض ومكتب رئيس الوزراء في اسرائيل في مدى التفاؤل الذي عبر عنه.

في الغداة افادت “وول سترين جورنال” بأن نتنياهو يميل للموافقة على الشروط التي تطرحها السعودية في موضوع تخصيب اليورانيوم، رغم مخاوف كبار رجالات جهاز الامن في اسرائيل من تداعيات اقامة صناعة نووي في المملكة. مر يوم آخر ونتنياهو صرح، في خطاب امام الجمعية العمومية للامم المتحدة، بأن اسرائيل والسعودية توجدان “على شفا اختراق لاتفاق سلام تاريخي”.

موضوع واحد تقريبا كاد لا يظهر في هذه التقارير: المسألة الفلسطينية. بين رغبة نتنياهو في عرض انجاز ذي مغزى في المجال السياسي – بعد سنة من التوترات الداخلية الشديدة في اسرائيل – وبين رغبة ابن سلمان في تحقيق اتفاق دفاع متبادل مع الولايات المتحدة، كان يبدو أن الفلسطينيين تبقوا ليس اكثر من ملاحظة هامشية. في خطابه في الامم المتحدة العام الماضي قال نتنياهو إنه “محظور اعطاء الفلسطينيين حق الفيتو على مسيرة السلام مع الدول العربية”، فيما أن ابن سلمان اكتفى في المقابلة مع “فوكس نيوز” بقول عام عن الحاجة الى التسهيل على حياة “الفلسطينيين”، دون أي تعهد بدولة فلسطينية.

لم يختف تأثير الموضوع الفلسطيني على الاتصالات مع السعودية تماما عن جدول اعمال نتنياهو. ففور عودته الى اسرائيل في نهاية اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، ركز على موضوع واحد كان يمكنه أن يلقي بظلاله على التطبيع المقترب: التوتر على طول حدود قطاع غزة. بالتوازي مع تواجده في الولايات المتحدة والعناوين المتفائلة التي كانت تنشر كل يوم في الموضوع السعودي كانت تجري في كل مساء مظاهرات كبرى على الجدار الحدودي بين غزة واسرائيل، بمشاركة آلاف الفلسطينيين. وسمعت في جهاز الامن تحذيرات من تصعيد محتمل.

وكان مسؤول اسرائيل كبير شارك في المباحثات في تلك الفترة قال لـ “هآرتس” بأن التخوف من تصعيد ذي مغزى في القطاع، كنتيجة لرد اسرائيل على موجة المظاهرات، طرح في عدة مداولات في السياق السعودي. وعلى حد قوله فانه “كان واضحا بأنه اذا تصاعد الوضع في غزة وتدهور يمكنه أن يبرد السعوديين ويزيد تركيزهم على العنصر الفلسطيني في التطبيع”. في محاولة لمنع هذا، حاولت الحكومة الوصول الى تفاهمات مع حماس على وقف المظاهرات مقابل امتيازات اقتصادية، مع التشديد على زيادة المنحة القطرية.

بالتوازي، واصل نتنياهو الضغط للتركيز على الموضوع الذي لا يزال يعتبر عائقا مركزيا وهاما امام تحقيق الاتفاق: الطلب السعودي لتخصيب اليورانيوم. في الاسبوع الثاني من اكتوبر 2023، فور “ما بعد الاعياد” كان يفترض أن تجرى سلسلة مداولات حاسمة في الموضوع بمشاركة نتنياهو، ديرمر وكبار رجالات جهاز الامن.

عندها بالضبط، حين بدا بأن الطرفين اقرب من أي وقت مضى من تحقيق امكانية الاتفاق عاد الموضوع الفلسطيني الى مقدمة الساحة الدولية، مع هجمة حماس في 7 اكتوبر. فالمذبحة التي قادها زعيم المنظمة في غزة، يحيى السنوار، امسكت بمفاجأة مطلقة ليس فقط اسرائيل، بل والسعودية ايضا. وكان الرد الاولي للمملكة على الهجمة بيانا من وزارة الخارجية في الرياض نشر في ذات اليوم في الساعة 15:00 بعد الظهر.

بعثت الصيغة خيبة أمل وغضب في اسرائيل، وعلى حد قول مسؤول اسرائيلي كان يمكن الاستنتاج منها الى أين تهب الريح في المملكة. فقد جاء في البيان بأن السعودية “تتابع عن كثب التطورات والوضع غير المسبوق بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلية، التي أدت الى مستوى عال من العنف في عدة جبهات. وتدعو المملكة الى وقف التصعيد فورا”. مصطلحات “حماس” و”ارهاب” لم تظهر في البيان.

امتداد الحرب واتساعها الى ساحات اخرى جعلا تطلع ادارة بايدن لتحقيق اتفاق تطبيع حتى قبل انتهاء ولاية الرئيس، متعذرا. وبالتوازي، في الجانب السعودي اصبحت الرسائل في الموضوع الفلسطيني اكثر وضوحا – وبرزت على المستوى الجماهيري. وزير خارجية المملكة، فيصل بن فرحان، نشر الاسبوع الماضي مقالا في صحيفة “فايننشال تايمز” اوضح فيه بأن المملكة ملتزمة باقامة دولة فلسطينية ولن تقيم علاقات مع اسرائيل دون أن يكون مسار واضح لاقامة مثل هذه الدولة.

في خطاب القاه بايدن بعد اسبوعين على هجمة حماس قال إنه عشية الهجمة “اراد السعوديون الاعتراف باسرائيل”، واضاف بأن “احد الاسباب التي جعلت حماس تهاجم كان معرفتهم بأننا سنجلس مع السعودية”. بعد سنة من الهجوم، يبدو أنه في هذا المجال على الاقل – نجح السنوار في تحقيق هدفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى