ترجمات عبرية

هآرتس: في غزة وفي الضفة لم ينته أي شيء

هآرتس 21/10/2025، جاكي خوري: في غزة وفي الضفة لم ينته أي شيء

الآن حيث ان الحرب انتهت – في الواقع في غزة ما زالت هناك احداث واشخاص يقتلون، وبنيامين نتنياهو واترابه في الحكومة ربما كانوا يريدون مواصلة الحرب، ولكن السيد في البيت الابيض يمنعهم – اخذ يتضح حجم الكارثة في القطاع.

مذبحة 7 اكتوبر نقشت في الجينات الوطنية، وذكراها ستبقى لاجيال، بالتاكيد بالنسبة لعائلات القتلى والمصابين والمخطوفين، الذين جربوا الصدمة بكامل القوة. ولكن الان حيث عاد المخطوفون، هل يهم أي احد هنا ماذا يحدث لغزة وابنائها، أو ان معظم الاسرائيليين ما زالوا يصدقون بانه لا يوجد ابرياء؟ هل الاسرائيليون الذين احتجوا في الميدان سيواصلون الدعوة لاعادة بناء غزة؟ ليس اعادة اعمارها، لانه لا يوجد ما يمكن اعادة اعماره، كل شيء مدمر، يجب البدء من الصفر، أو انهم سيفضلون الصمت وتجاهل ذلك، وهز الكتف والقول “ليحترقوا وليحاربوا بعضهم”. في نهاية المطاف من الاسهل التفكير بان الامر هكذا هو هناك وانه لا يوجد من نتحدث معه وانه لا يوجد ما ننقذه.

هل سنعود الى نفس المعادلة التي فضلتها دائما اسرائيل: طالما انهم يتقاتلون في غزة على الحكم وعلى فتات الانقاض، نحن هنا يمكننا تنفس الصعداء؟ هل هذا هو كل ما تطمح اليه اسرائيل – الفوضى الخالدة في القطاع، ولا يقل عن ذلك في الضفة، التي تجتث كل امل في ترسيخ نظام فلسطيني مستقر يحظى بثقة الجمهور؟ هل اسرائيل ستظهر السخاء فقط من اجل تحقيق الهدف: الحفاظ على القطاع في حالة تمزق والضفة مقسمة والأمل مدفون؟.

الاطفال الذين اجتازوا الحرب في غزة سيكبرون في هذا الواقع – جيل متعب من الصدمة، ولم يبق له أي شيء عدا عن الكراهية وعدم الثقة بحياة طبيعية. المحظوظ ربما يمكنه ان يجد له مكان في دولة اخرى. الى ذلك اسرائيل ستكون مصغية، حيث انها اقامت ادارة تساعد الغزيين على “الهجرة طواعية”. ويجب تذكر أن هذه الطموحات تجد التعبير ليس فقط في غزة بل في الضفة ايضا. الحكومة تعمل على كل الجبهات. ايضا هناك يواصلون خنق الفلسطينيين واهانتهم واعتقالهم في الحواجز، وممارسة عدد كبير من اساليب السيطرة اليومية، دعم الاعتداءات والازعاج التي يقوم بها المستوطنون، موسم قطف الزيتون سيتحول الى ساحة صراع ثابت في كل شهر. تقليص، قمع وسحق، هذا هو جدول الاعمال تحت حكم عسكري متوحش وسلطة فلسطينية. حيث ان من يترأسها سيحتفل بعد اقل من شهر بعيد ميلاده التسعين.

المخطوفون عادوا. بالنسبة لمعظم الاسرائيليين كل شيء انتهى. يمكن التنفس، يمكن النسيان. ترامب اعلن عن السلام. من يهمه اذا كانت هذه الاقوال جوفاء. بشكل عام لماذا الانشغال اكثر من اللازم بـ “اليوم التالي”؟. نحن اصبحنا موجودون ذلك. كل شيء على ما يرام الآن باستثناء ما هو ليس على ما يرام. لانه تحت هذا الهدوء الارض تهتز. ومن يعتقد انه يمكن انهاء الحرب فقط على جانب واحد من الجدار سيكتشف ان اللامبالاة ستعود اليه مثل السهم المرتد والارض ستشتعل هنا ايضا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى