هآرتس: في غزة الجنود يُقتلون في الوقت الذي يحتفلون فيه في واشنطن، أنا أخجل من كوني اسرائيلي

هآرتس – اوري مسغاف – 10/7/2025 في غزة الجنود يُقتلون في الوقت الذي يحتفلون فيه في واشنطن، أنا أخجل من كوني اسرائيلي
أنا أخجل من أن اكون اسرائيلي. دائما كنت اتفاخر بكوني اسرائيلي، ليس في كل لحظة، وبالتاكيد ليس بمشروع الاحتلال والاستيطان. ولكن دائما انا آمنت بعدالة وجود الدولة، وبالمعجزات التي اجترحتها في الثلاثين سنة الاولى من قيامها، باتفاقات السلام مع مصر والاردن، بالخطوات السياسية مع الفلسطينيين، رغم صعوباتها وعيوبها، بالقوة العظيمة للناس الجيدين فيها والقدرة على احداث التغيير والسعي الى مستقبل افضل. انا انظر الى دولتي، بعد 21 شهر من هزيمة 7 اكتوبر التي انزلتها علينا المصالح المشتركة بين حماس وقطر وبنيامين نتنياهو، وأخجل من ذلك.
أنا اشاهد الزيارة الهستيرية في واشنطن واصاب بالخرف، الغضب والخجل. في غزة الجنود يُقتلون ويصابون والمخطوفون يموتون، وعائلاتهم وعائلات الجنود الذين يخدمون في الجيش يصابون بالجنون والذعر والغضب، في حين أنهم في واشنطن يحتفلون.
الزوجة زجت بنفسها، والابن مرة اخرى طار على “جناح صهيون”، وفي هذه المرة ايضا انضم الى اللقاء الرسمي في بلير هاوس، وكأنهم عائلة مالكة أو حكام امارة نفط. رئيس الحكومة يثني على الرئيس الامريكي ويستخذي له وكأننا اصبحنا دولة تابعة للولايات المتحدة. ويقدم له بشكل احتفالي رسالة توصية من اجل حصوله على جائزة نوبل للسلام. عن أي سلام يتجرأ على التملق له باسمنا؟ عن السلام في غزة؟ عن الهجمات في ايران والغموض المطلق فيما يتعلق هل اخروا اصلا المشروع النووي أو انهم بالذات تسببوا في تسريعه؟. في “ووتر غيت” تحدثوا عن “حنجرة عميقة”. نحن جلبنا الى واشنطن “لسان عميق”.
في اليوم التالي التقط صورة وهو يرتدي قبعة البيسبول التي حصل عليها من ترامب ومكتوب عليها “ترامب كان محقا في كل شيء!”. وحتى ان الرئيس وقع عليها. رئيس الحكومة الاسرائيلية مثل “العريف” في المدرسة الثانوية. معروف انه خلال التخلي عن العقيدة الاسرائيلية التقليدية التي تتمثل بالامتناع عن الوقوف الى جانب حزب واحد والعمل امام حزبين. دخل الى لقاء هنا ولقاء هناك، وتحدث عن التزام سام باعادة المخطوفين، وهو يحاول عقد صفقة انتقاء جزئية ووقف اطلاق نار مؤقت من اجل الحفاظ على الحرب وعلى الحكومة.
مساء أمس دعا رسميا باسم الدولة الى وجبة عشاء احتفالية، رجال الادارة ورجال اللوبي وزعماء يهود وافنغلستيين مسيحيين. وقد كتب عن الدعوة بان المستضيفين هما رئيس حكومة اسرائيل و”السيدة الاولى” سارة نتنياهو. شعرت بالاشمئزاز.
أنا اخجل من المذبحة اليومية التي يرتكبها سلاح الجو وسلاح المدفعية في قطاع غزة. أنا اخجل من عمليات القصف لمعسكرات الخيام والمستشفيات والمقاهي. أنا أخجل من جيش الجرافات: جرافات هدم البيوت يتم تشغيلها على ايدي مدنيين بادارة وزارة الدفاع، التي تقوم بتسوية غزة بتعريفة ثابتة لكل مبنى مدمر. أنا اخجل من الاحاديث حول الترانسفير. أنا اخجل من البرنامج الرسمي الذي طرحه وزير الدفاع اسرائيل كاتس، حبس جميع سكان غزة في “مدينة انسانية” (اورويل!)، على انقاض رفح. انا لا اعرف ما هو بالضبط الفرق بينها وبين “الجنرال غوفرمان”، وهي المنطقة التي توجد في بولندا، والتي حددها الالمان لتجميع اليهود فيها في 1939. هذه ليست الدولة التي اجدادي وجداتي اقاموها هنا عندما جاءوا من اوروبا.
أنا اخجل من ان عائلة نتنياهو ما زالت تسيطر وتدمر هنا كل جزء جيد بدلا من ان تطير على صاروخ بعد 7 اكتوبر. أنا اخجل في الوقت الذي اشاهد فيه مساعديهم وعملاءهم والمتملقين لهم في السياسة وفي جهاز الدولة وفي وسائل الاعلام. أنا اخجل من ان رئيس الموساد دافيد برنياع يساعد نتنياهو على التهرب من تقديم شهادته. وبعد ذلك الاثنان يتملقان الواحد الآخر حول ايران. أنا اخجل و”اخاف” من انهم ينوون تعيين دافيد زيني رئيسا للشباك. أنا اخجل من ان شرطة اسرائيل استدعت لصالح نتنياهو الى التحقيق العبثي زميلي الصحافي الشجاع افيعاد غليكمان.
لكن أنا لا انوي الموت من الخجل، بل انوي فقط النضال الى أن يعود التفاخر وتعود الدولة.