ترجمات عبرية

هآرتس – في شرقي القدس يرون اهانة في اعمال الشرطة

هآرتس – بقلم  نير حسون – 20/4/2021

في الشرطة برروا اغلاق الدرج الذي يؤدي الى باب العامود بالاحتياجات الامنية. بينما يرى الفلسطينيون ذلك كسيطرة على الفضاء الفلسطيني في شهر رمضان “.

الشرطة اعتقلت الليلة الماضية ستة مشبوهين بمهاجمة عابري سبيل في مركز القدس. وحسب عدة شهادات لاشخاص كانوا في المكان، فان المشتبه فيهم توجهوا نحو اشخاص في الشارع وسألوهم اسئلة مختلفة بهدف معرفة اذا كانوا يتحدثون اللغة العبرية أو اللغة العربية. وعندها هاجموا من اعتقدوا أنه عربي. الى جانب ذلك، قام عشرات الشباب بالتجول في مركز المدينة في الليل وهتفوا “الموت للعرب”.

“كنت في نادي ليلي، مرت مجموعة مكونة من 60 شخص وهتفوا “اليهودي هو الروح والعربي هو ابن زانية وبحثوا عن لهجة عربية”، قال للصحيفة يوفال ابراهام. “مشيت خلفهم، ذهبوا الى شارع يافا وفي هذه المرحلة لم يكن معهم رجال شرطة. في شارع يافا بحثوا عن عرب، وأحدهم صرخ “هناك عربي”، وجميعهم بدأوا يركضون خلفه. عندها جاءت سيارة للشرطة، وقام عدد من رجال الشرطة بالركض خلفهم”.

حسب اقوال ابراهام، “امرأة كانت مع المهاجمين قالت “لقد قاموا بالقاء القبض على ثمانية من العرب”، وتبجحت بأنهم أوشكوا على قتل أحدهم”. واضاف بأنه سمع شخص آخر يقول إنه ضرب رأس عربي بالحجارة.

في منطقة باب العامود في البلدة القديمة، للمرة الاولى منذ اسبوع، تم الحفاظ على الهدوء. رجال الشرطة قاموا بتفريق تجمعات في المكان بواسطة الفرسان وقوات كبيرة. ولكن لم تسجل احداث استثنائية. في الاسبوع الماضي كان هناك الكثير من حالات رشق الحجارة وعدد من حالات مهاجمة المارة في منطقة باب العامود. أمس اعتقلت الشرطة شاب فلسطيني قام بتصوير نفسه وهو يصب كأس قهوة على يهودي كان يمر في المكان. ومن جهة اخرى نشرت افلام فيديو عن اعمال عنف غير واضحة للشرطة. صحافية كانت تقف وحيدة، اصيبت بغاز رشه عليها شرطي سري كان يضرب معتقل ملقى على الارض، وضابط كان يضرب معتقل على مدخل محطة الشرطة، وفرسان على الخيول ينطلقون وقنابل صوت تنفجر. الافلام تولد الانطباع بأن هذه منطقة حرب عنيفة وخطيرة، لكن الواقع، لا سيما في القدس، معقد أكثر.

أول أمس مرة اخرى كانت هناك مواجهات بين مئات الشباب الفلسطينيين وعشرات رجال الشرطة المسلحين باجهزة رش الغاز وقنابل الصوت وفرسان حول منطقة باب العامود. أحد الصحافيين الذين كانوا في المكان لم يشاهد رشق حجارة على رجال الشرطة، والشباب وقفوا حول محطة الشرطة وهتفوا “الله اكبر” وطلبوا ازالة الحواجز التي تغلق الدرج الذي يؤدي الى باب العامود. الشرطة ردت بقوة وقامت بارسال السيارات التي تحمل خراطيم المياه والفرسان من اجل أن تفرق بالقوة الجمهور الذي ركض نحو الشوارع القريبة.

في نهاية المواجهة تم اعتقال خمسة اشخاص، على الاقل اثنين عن طريق استخدام العنف من قبل رجال الشرطة. اثناء المواجهة وبين جولات رش المياه العادمة امتلأت الشوارع التي تؤدي الى باب العامود بالعائلات العربية التي خرجت للتنزه بعد وجبة الافطار والصلاة. مقهى كان يبث مباراة كرة قدم على شاشة كبيرة وفي الخلفية قام فرسان بتفريق مجموعة من الشباب والمشاهدون كانوا يعطون معظم الاهتمام للمباراة ولم يعطوا أي اهتمام لما كان يحدث خلفهم.

باب العامود هو البوابة الاجمل من بين بوابات السور في القدس. والساحة التي امامه هي نوع من المسرح الذي يتكون من درج يهبط من شارع السلطان سليمان نحو البوابة. الساحة والدرج هما ميدان المدينة، وأل التعريف هي لشرقي القدس. اهميتها الرمزية في روح الفلسطينيين سكان القدس تقل فقط عن اهمية المسجد الاقصى. في موجة الاصابات في 2014 و2015 كان هناك في الميدان وفي الشوارع المجاورة له عشرات عمليات الطعن واطلاق النار. ورغم أنه كان من الواضح أن هناك اماكن فيها الاسرائيليون اكثر تعرضا للاصابة وحماية الشرطة اضعف، المرة تلو الاخرى اختار منفذو العمليات المجيء الى الميدان ومحاولة طعن شرطي أو عابر سبيل هناك.

يبدو أن هذا الادراك لاهمية الساحة في نظر الفلسطينيين لم يدركه من اتخذ قرار اغلاق الدرج بالحواجز وبصورة لا تسمح بالجلوس عليه في شهر رمضان. الحواجز سمحت ببقاء ممرين ضيقين لمن سيأتون الى البلدة القديمة. في الشرطة فسروا ذلك بالحاجة الامنية للاهتمام بمرور سليم للآلاف الذين يأتون في كل مساء من اجل الصلاة في المسجد الاقصى. ولكنهم لم يفسروا لماذا في حادثة اخرى، مثل مسيرة الاعلام السنوية التي فيها عشرات آلاف اليهود يتدفقون عبر الباب في زمن قصير، لا تكون حاجة الى اغلاق الدرج.

في نظر مئات الشباب الفلسطينيين الذين يتجمعون كل مساء في الشوارع المحيطة بالميدان، فان اغلاق الدرج كان يرمز الى الاهانة والى سيطرة اسرائيل على تقاليد شهر رمضان وعلى الفضاء الفلسطيني في المدينة. “افتحوا الحواجز”، صرخوا أمس على رجال الشرطة الى جانب هتافات “الله اكبر”. الشرطة من ناحيتها عززت القوات، وتمركزت بقوات كبيرة بشكل خاص. في المساء حاول مازن السلايمة، احد المراقبين في سوق رمضان، منع تدهور الوضع. رجال الشرطة اعطوه مكبر صوت، وعبره قام بدعوة الشباب للتفرق. وفي المقابل وعد بأن تقوم الشرطة بفتح الحواجز الموجودة على الدرج صباح أمس. ولكن لم يتم فتح الحواجز. الشباب لم يتأثروا بأقواله، والشرطة من ناحيتها بدأت بتفريقهم بعد بضع دقائق.

في الوقت الذي استمر فيه التفريق جاء الى المكان اعضاء قائمة الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش وايتمار غبير. قائد منطقة كيدم في الشرطة، العميد شرطة شموئيل مرتسيانو، كان يجب عليه أن يشرح ويبرر، مدة دقائق طويلة، لاعضاء الكنيست الذين طلبوا تفسيرات لافلام “تيك توك” القصيرة التي وثقت اعمال العنف. وهو بدوره وعد بأنه سيتم التحقيق في جميع الحوادث، وسيعتقل ليس فقط من نفذوا، بل ايضا من قام بتصوير ونشر هذه الافلام. حوله تجمع عشرات نشطاء اليمين وقاموا بغناء أغنية “ذكروني من فضلكم” بشكل استفزازي، وهي أغنية الثأر المشهورة التي تنتهي بالكلمات التالية: “سأنتقم من الفلسطينيين، محا الله اسمهم”.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى